اليمن: «القاعدة» تسيطر على مدينة جنوب صنعاء.. وقبليون يخطفون موظفا أمميا

25 قتيلا حصيلة المواجهات الدائرة بين الحوثيين والقبائل في شمال البلاد

منظر لقلعة العامرية التاريخية في رداع التي سيطر عليها مسلحون مرتبطون بـ«القاعدة» أمس (رويترز)
TT

استولى مسلحون، يعتقد في انتمائهم لتنظيم القاعدة على أجزاء من مدينة رداع في وسط البلاد وإلى الجنوب الشرقي من العاصمة صنعاء، واختطف مسلحون قبليون في العاصمة اليمنية صنعاء، أمس، موظفا نرويجيا من وسط العاصمة، واقتادوه إلى محافظة مأرب، في وقت بلغت فيه حصيلة القتلى جراء المعارك الدائرة بين الحوثيين والقبائل اليمنية 25 قتيلا خلال ثلاثة أيام، حسب مصدر أمني.

وسيطر مسلحون مقربون من تنظيم القاعدة على مقرات حكومية وتاريخية في مدينة رداع بمحافظة البيضاء، جنوب شرقي العاصمة اليمنية، صنعاء، وقالت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط» إن المسلحين سيطروا على قلعة رداع التاريخية ومسجد العامرية ومكتب لوزارة الاتصالات، كما هاجموا الأمن السياسي (المخابرات) هناك، مشيرين إلى أن الذهب الذي اقتحم مسجد العامرية بالقوة ألقى خطبة الجمعة. وأوضحت المصادر أن طارق الذهب، وهو شخصية قبلية قريبة من «القاعدة»، تربطه علاقة مصاهرة مع القيادي السابق في تنظيم القاعدة، أنور العولقي، الذي قتل بطائرة أميركية من دون طيار، يطالب «السلطات بإطلاق شقيقه (نبيل) المعتقل في جهاز المخابرات اليمني منذ أكثر من سنتين، بعد تسلمه من المخابرات السورية».

وأكد شهود عيان وجود العشرات من مسلحي «القاعدة»، الذين استعان بهم الذهب، بينما اتهمت شخصيات قبلية معارضة الأجهزة الأمنية ومعسكرات الحرس الجمهورية بالتواطؤ مع المسلحين، لتكرار تجربة مدينة زنجبار التي سلمت لـ«القاعدة». وتعتبر قلعة العامرية وسط مدينة رداع من أقدم وأهم المواقع التاريخية اليمنية، إذ يعود تاريخ بنائها إلى عهد الملك الحميري «شمر يهرعش».

على صعيد آخر، قال شهود عيان في صنعاء لـ«الشرق الأوسط» إن مسلحين قاموا، صباح أمس، باختطاف موظف في الأمم المتحدة بمكتب صنعاء يحمل الجنسية النرويجية، وذلك عندما أخذوه من «جولة المصباحي» قرب مقر الأمم المتحدة، واقتادوه في سيارة مغطاة الزجاج بطريقة توحي أنها سيارة أفراح، إلى محافظة مأرب بشرق البلاد، حيث يطالب الخاطفون بإطلاق سراح أحد السجناء في المباحث الجنائية.

وفي سياق متصل، قال مسؤول يمني، أمس (الأحد)، إن المعارك بين حوثيين شيعة ومسلحي القبائل، خلال الأيام الثلاثة الأخيرة في شمال غربي البلاد، أوقعت 25 قتيلا. وأضاف أن المواجهات في منطقة وادي المسيار في محافظة حجة في شمال غربي اليمن، أدت إلى مقتل عشرة من رجال القبائل، و15 من المتمردين الحوثيين.

يُذكر أن عشرين شخصا قتلوا الخميس الماضي في مواجهات بين حوثيين وجماعة سلفية في المحافظة ذاتها في مديرية مستبا القريبة من ميناء ميدي على البحر الأحمر. وكانت مواجهات وقعت في ديسمبر (كانون الأول)، بين الحوثيين وسلفيين يتولون إدارة مدرسة دينية في دماج جنوب صعدة. وقد استفاد المتمردون الزيديون من ضعف السلطة المركزية، جراء حركة الاحتجاج الشعبية، التي اندلعت ضد الرئيس علي عبد الله صالح، في يناير (كانون الثاني) 2011، لترسيخ نفوذهم في بعض مناطق شمال البلاد.

إلى ذلك، تواصلت في العاصمة اليمنية صنعاء، أمس، أعمال رفع المظاهر العسكرية المسلحة، وقد اختفت معظم تلك المظاهر والنقاط العسكرية من شوارع العاصمة، حيث قامت اللجنة بإزالة النقاط والمظاهر المسلحة من شارع عمران وحتى نقطة الأزرقين، مدخل صنعاء الشمالي، كما قامت بإخلاء المجلس الوطني للسكان ومعهد الاتصالات ومجلس الشورى والهيئة العامة لمشاريع ومياه الريف وأيضا هيئة المياه والصرف الصحي «من العسكريين واستبدالهم بعناصر أمنية تتبع الإدارة العامة لأمن المنشآت».

وحسب مصادر رسمية، فقد قامت «جرّافات ومعدات دائرة الأشغال بإزالة عشرات الأطنان من المخلفات الترابية والكتل الخراسانية وردم الحفريات والخنادق في عدد من التقاطعات الرئيسية والفرعية على امتداد شارع عمران»، و«أكد الناطق الرسمي باسم لجنة الشؤون العسكرية، اللواء الركن علي سعيد عبيد، أن إجراءات اللجنة تسير وفق ما هو محدد لها»، وأن «اللجنة أشرفت على سير عملية الإخلاء والإزالة بصورة مباشرة، وحققت نجاحات ملموسة، وذلك بفضل تعاون جميع الجهات والأطراف المعنية».

وفي موضوع آخر، احتفل شباب الثورة في اليمن، أمس، بمرور الذكرى الأولى لانطلاق الاحتجاجات للإطاحة بنظام الرئيس علي عبد صالح، في الـ15 من يناير الماضي، أمام جامعة صنعاء، من قبل طلاب الجامعة والنشطاء السياسيين الشباب، وأقيمت بالمناسبة فعاليات داخل ساحة التغيير والجامعة.