هنية سلم «فتح» مفاتيح منزل الرئيس عباس في غزة

أولى ثمار المصالحة.. رفع القيود عن الصحف في الضفة وغزة وحل مشكلة جوازات السفر

عناصر أمن تابعون لحماس يقومون بحراسة منزل الرئيس الفلسطيني في حي الرمال بغزة (أ.ف.ب)
TT

فيما يعتبر أولى ثمار جهود المصالحة التي بذلت في القاهرة مؤخرا، أعلن في رام الله وغزة، عن منح جوازات سفر للأشخاص الذين كانوا محرومين منها، بالإضافة على رفع القيود عن توزيع الصحف في كل من قطاع غزة والضفة الغربية. وأكد الدكتور مصطفى البرغوثي، عضو لجنة الحريات المنبثقة عن حوارات القاهرة، أنه تم إنجاز موضوع جوازات السفر لمواطني قطاع غزة، والذين كانوا محرومين منها بالكامل، علاوة على أنه سيتم ابتداء من اليوم (الاثنين) السماح بتوزيع الصحف في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة. وأكد البرغوثي أن تقدما قد أنجز على صعيد حرية التنقل والعودة إلى قطاع غزة، لا سيما لقادة ونشطاء حركة فتح الذين فروا من القطاع في أعقاب سيطرة حركة حماس عليه في تموز (يوليو) من عام 2007. وأعرب البرغوثي عن أن يتمكن الفرقاء من التوصل لاتفاق لإنهاء مشكلة قيام الأجهزة الأمنية التابعة لكل من حكومتي رام الله وغزة باستدعاء نشطاء حركتي فتح وحماس، منوها بأن تقدما طرأ على صعيد هذه القضية.

من ناحيته، قال خالد البطش، القيادي في حركة الجهاد الإسلامي، وعضو لجنة الحريات في قطاع غزة، إن رئيس حكومة غزة إسماعيل هنية قام بتسليم مفاتيح منزل الرئيس الفلسطيني محمود عباس، والكائن في حي «الرمال الجنوبي» لممثلي حركة فتح، علاوة على أنه أصدر قرارا بإعادة فتح مقر لجنة الانتخابات المركزية في غزة. وأكد البطش أن المستويات القيادية في كل من حركتي فتح وحماس، قد أوضحت أن تعليمات صدرت للإفراج عن المعتقلين السياسيين في الضفة وغزة. وأضاف أن لجنة الحريات تسلمت كتابا خطيا من مدير مكتب الإعلام الحكومي في غزة حسن أبو حشيش، يبين عدم ممانعتهم عودة توزيع الصحف المحلية («الأيام»، «القدس»، «الحياة»)، في غزة، وعمل المطابع، وعودة مراسلي الصحف. وكشف البطش عن اتصالات أجرتها لجنة «الحريات» مع كل من الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، ورئيس وفد فتح في حوارات المصالحة، عزام الأحمد، ووزير داخلية السلطة الفلسطينية، حيث تم التأكيد خلال هذه الاتصالات على إنهاء ملف الجوازات. وأضاف: «المواطن الفلسطيني يتلمس خطوات عملية على أرض الواقع بدءا من 15 يناير (كانون الثاني) الحالي»، موضحا أنهم «سيرقبون عن كثب، تطبيق الاتفاق على الأرض، وسيطلعون الجانب المصري أولا بأول على كل جديد على الأرض، وفي حال وجود عراقيل لا سمح الله».

من ناحية ثانية، انتقدت حركة حماس بشدة التصريحات التي أدلى بها الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية ونفى خلالها ممارسة السلطة الفلسطينية ضغوطا على الدول التي زارها هنية خلال الأسبوع الماضي، للتقليل من حجم الاستقبال الذي حظي به هنية. وفي تصريح صادر عنه، قال سامي أبو زهري الناطق الرسمي باسم الحركة، إن تصريح نبيل أبو ردينة الناطق باسم الرئاسة، جاء بعد ساعات قليلة من القرارات التي اتخذها هنية لتحقيق المصالحة. وجدد أبو زهري اتهام حماس للسلطة بمحاولة عرقلة زيارة هنية، وخفض مستوى استقباله في البلاد التي زارها، مشيرا إلى أن هذا التحرك جاء من خلال «اتصالات جرت من رام الله ببعض الدول، ومن تعميمات دبلوماسية انطلقت من رام الله على سفراء السلطة في هذه البلاد». وأعربت حماس عن «أسفها»، داعية حركة فتح إلى ترجمة المصالحة على الأرض واتخاذ خطوات عملية مقابلة للخطوات والتسهيلات التي أعلنت عنها حركة حماس، حسب قول أبو زهري.