برهم صالح يستعجل تسليم مهامه.. ويدعو جميع الأطراف لدعم الحكومة المقبلة

فلاح مصطفى لـ «الشرق الأوسط»: نيجيرفان بارزاني الرئيس المقبل لحكومة إقليم كردستان

برهم صالح خلال افتتاحه معرضا للكتاب في أربيل أمس («الشرق الأوسط»)
TT

في الوقت الذي جدد فيه برهم صالح رئيس حكومة إقليم كردستان دعوته للحزب الديمقراطي الكردستاني إلى الاستعجال بتسلم رئاسة الحكومة منه، محذرا من أن «التأخير لا يصب في مصلحة كردستان، وخاصة أن ميزانية الإقليم على وشك المناقشة في البرلمان وهي متعلقة بمصالح الناس»، أكد مصدر في حكومة الإقليم أن نيجيرفان بارزاني سيكون الرئيس المقبل للحكومة.

وكشف فلاح مصطفى رئيس دائرة العلاقات الخارجية (بمثابة وزارة الخارجية) في حكومة إقليم كردستان، لـ«الشرق الأوسط» في لندن أمس، عن أن «نيجيرفان بارزاني سوف يتسلم في غضون الأيام القليلة المقبلة رئاسة حكومة الإقليم خلفا لصالح»، مشيرا إلى أن «حكومة جديدة سوف تتشكل وقد تضم أسماء من الوزراء الحاليين، وهذا يتعلق ببرنامج رئيس الحكومة المقبل».

برهم صالح استعجل تسليم مهامه كرئيس لحكومة الإقليم، وقال أمس أثناء افتتاحه معرضا للكتاب أقامته مؤسسة «آراس للطباعة والنشر» بكردستان «أنا قدمت استقالتي إلى رئيس الإقليم منذ شهر سبتمبر (أيلول) من العام المنصرم، ولكن الرئيس بارزاني بعد تشاوره مع الرئيس جلال طالباني طلب مني الاستمرار في مهامي إلى حين نهاية العام، وها هو العام انتهى وما زالت الأمور معلقة، وأعتقد أنه لا يجوز أن نترك البلد في حالة الأخذ والرد، لأن هناك مهام أساسية للحكومة يفترض أن تؤديها، خاصة أن ميزانية الإقليم على وشك العرض على جلسات البرلمان، وهذه قضية مهمة تتعلق بمصالح الناس، لذلك لا بد من الاستعجال بتسلم رئاسة الحكومة، وأدعو جميع الأطراف إلى دعم الحكومة المقبلة». وحسم صالح أمره بترك رئاسة الحكومة قائلا «بالنسبة لي الأمر محسوم، ولم أطالب بتمديد فترة رئاستي ولن أطلب ذلك، وقد حان الوقت لحسم هذه المشكلة وتسلم الإخوة في الحزب الديمقراطي الكردستاني رئاسة الحكومة».

ونوه رئيس حكومة كردستان إلى أن «الاتفاق المبرم بين الاتحاد الوطني و(الديمقراطي) يقضي بتسليم رئاسة الحكومة إلى الديمقراطي الكردستاني، وقد حان موعد ذلك ولا يجب التأخير، لأن السلطة مسؤولية كبيرة، وعلى الإخوة في الحزب الديمقراطي أن يستعجلوا بتسلم الرئاسة ويحسموا أمرهم». وأعرب برهم صالح عن أمله في أن يكون قد استطاع أن يخدم شعبه خلال فترة السنتين الماضيتين من رئاسته للحكومة، وقال «أتمنى أن أكون قد وفقت خلال السنتين الماضيتين بتقديم خدمة لأبناء شعبي، وأعتقد أن المنصفين وأصحاب الضمائر يقدرون الإنجازات التي تمكنت حكومتي من تحقيقها لخدمة الشعب».

وختم صالح كلمته بالقول «يكفي هذا التأخير، ولا يجوز أن ننتظر يوما بعد آخر، لقد انتهى موعد نهاية العام، والحكومة هي حكومة كردستان، ويجب إزالة الغموض حول مسألة تغيير الحكومة، وأنا ما زلت أقوم بمهامي في رئاسة الحكومة، بانتظار حسم وإنهاء هذا الموضوع الذي أدعو إلى الاستعجال به وعدم تأخيره أكثر من ذلك». وعلى ما يبدو أن نيجيرفان بارزاني، نائب رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني الرئيس السابق لحكومة الإقليم، مارس دوره كرئيس مقبل للحكومة الكردية وذلك باجتماعه أمس مع قيادة الجماعة الإسلامية في كردستان بقيادة أميرها علي بابير لـ«بحث العلاقات الثنائية وتعزيزها إلى جانب بحث الأوضاع العامة في الإقليم» في خطوة يعدها الكثير من المراقبين في كردستان تهدف إلى جر أطراف المعارضة للمشاركة في التشكيلة المقبلة لحكومة الإقليم.

وفسر العديد من المراقبين هذه الخطوة في إطار مساعي نيجيرفان بارزاني لكسب أطراف المعارضة الكردية ومحاولة جرها للمشاركة في تشكيلة الحكومة المقبلة والتي يعد بارزاني أقوى المرشحين لقيادتها للسنتين المقبلتين بعد انتهاء فترة إدارتها للسنتين الماضيتين من قبل برهم صالح نائب الأمين العام للاتحاد الوطني الكردستاني المتحالف مع الديمقراطي الكردستاني حسب اتفاق قديم وقع بينهما عام 2005 يقضي بتداولهما السلطة كل سنتين. وكان نيجيرفان بارزاني وحسب المصادر المقربة منه قد اشترط مشاركة أحزاب المعارضة الكردية في تشكيلة حكومته المقبلة لكي تتمكن من أداء مهامها في أجواء من الأمن والاستقرار والهدوء، وذلك لعظم مسؤولياتها في المرحلة المقبلة حيث تواجه الإقليم تحديات كبيرة بسبب تداعيات الوضع الإقليمي وتطورات الأزمة السياسية في بغداد، ولذلك يبدو أن بارزاني يستعد من خلال اتصالاته بأطراف المعارضة لتسلم قيادة الحكومة، ولكن العقبة التي تواجهه حاليا تتمثل في رفض أطراف المعارضة لأي مشاركة بالحكومة المقبلة من دون تلبية مطالبها الأساسية.