سفر طالباني للعلاج يحول لقاء الرئاسات الثلاث وممثلي الكتل من عملي إلى تمهيدي

معصوم لـ «الشرق الأوسط»: اتفاق على التهدئة وعدم التصعيد

TT

كشف رئيس كتلة التحالف الكردستاني في البرلمان العراقي، الدكتور فؤاد معصوم، عن أن «رئيس الجمهورية جلال طالباني أبدى حرصه على ضرورة عقد لقاءين مع رئيسي الوزراء والبرلمان، وآخر بين الرئاسات الثلاث ورؤساء وممثلي الكتل السياسية، على الرغم من وجود رحلة علاج مقررة له سلفا». وقال معصوم، وهو أحد المقربين من الرئيس طالباني، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» على هامش اللقاء الذي وصف بأنه تمهيدي للرؤساء الثلاثة وممثلي الكتل، أمس الأحد: «إن الأجواء التي سادت اللقاء كانت إيجابية للغاية، وكان هناك حرص لدى جميع من حضر الاجتماع على تهيئة الظروف الملائمة لعقد المؤتمر الوطني في وقت لن يكون بعيدا». وأضاف أن «رئيسي الوزراء والبرلمان ورؤساء وممثلي الكتل السياسية عبروا عن شكرهم وتأييدهم للجهود التي بذلها طالباني خلال الفترة الماضية، سواء على صعيد تقريب وجهات النظر بين مختلف الأطراف أو العمل على عقد المؤتمر الوطني»، معتبرا أن «اللقاء التمهيدي الذي عقد أمس الأحد يعد اللبنة الأولى لعقد هذا المؤتمر؛ حيث إن الاجتماع المقبل، الذي تم الاتفاق على عقده الأحد المقبل، سوف يبحث في الأمور العملية والتفصيلية».

وحول الأسباب التي أدت إلى عقد اللقاء وتأجيله إلى الأحد المقبل، قال معصوم: «إن اللقاء عُقد بحضور الرؤساء الثلاثة وممثلي الكتل ولم يؤجل وإنما تم الاتفاق على أن يكون لقاء اليوم (أمس) تمهيديا؛ لأن الرئيس طالباني غادر بعد الاجتماع مباشرة إلى خارج العراق لإجراء عملية جراحية لركبته». وأوضح أن «العملية التي سوف يجريها طالباني عملية بسيطة ولن تستغرق سوى بضعة أيام وأنه سيتابع الإجراءات الخاصة بعقد المؤتمر بعد عودته خلال ثلاثة أو أربعة أيام». وبشأن ما إذا كان قد تم الاتفاق على الإبقاء على أجواء التهدئة خلال الأيام المقبلة، أكد معصوم أن «جميع القادة الذين حضروا الاجتماع أكدوا بشكل قاطع ضرورة الإبقاء على التهدئة وعدم التصعيد»، مؤكدا أن «اللجنة التحضيرية التي ستعد برنامج المؤتمر وجدول أعماله ستجتمع الأحد المقبل مع الرئيس طالباني؛ حيث سيتم تحديد الموعد النهائي للمؤتمر الوطني». كان اللقاء التمهيدي الذي عقد أمس الأحد قد ضم، بالإضافة إلى رئيس الجمهورية جلال طالباني ورئيس الوزراء نوري المالكي ورئيس البرلمان أسامة النجيفي، كلا من: روز نوري شاويس وفؤاد معصوم عن كتلة التحالف الكردستاني، وسلمان الجميلي وأحمد المساري وحسين الشعلان عن القائمة العراقية، وإبراهيم الجعفري وهمام حمودي وبهاء الأعرجي وعمار طعمة وحسن السنيد عن التحالف الوطني.

كانت الكتل السياسية الرئيسية قد صعدت في الآونة الأخيرة من سقوف مطالبها وشروطها قبل عقد المؤتمر الوطني؛ بينما أعلن التحالف الوطني رفضه إملاء أي شروط تسبق عقد المؤتمر، مؤكدا في الوقت نفسه ضرورة عدم إخضاع القضاء للتسييس (في إشارة إلى قضية نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي). من جانبها، فقد جددت القائمة العراقية، التي يتزعمها إياد علاوي، مطالبتها هي الأخرى بعدم تسييس القضاء والعمل على إطلاق سراح المعتقلين الأبرياء وتنفيذ اتفاقيات أربيل وعدم الوقوف بوجه المحافظات التي تنوي التحول إلى الفيدرالية بوصفها مطلبا دستوريا. كان رئيس الوزراء نوري المالكي قد نفى نيته عدم حضور المؤتمر الوطني في حال تم عقده في أربيل، لكنه دعا خلال لقاء متلفز إلى ضرورة عقده في بغداد، داعيا رئيس إقليم كردستان، مسعود بارزاني، إلى حضور المؤتمر في بغداد لأن عدم حضوره يعطي رسالة خاطئة، لكنه لم يوضح مضمون هذه الرسالة. وكان مصدر مطلع قد كشف لـ«الشرق الأوسط» مؤخرا عن أن «الخلافات العميقة بين المالكي وبارزاني، لا سيما على صعيد عدم تنفيذ ما تم الاتفاق عليه بين الحكومة المركزية وحكومة إقليم كردستان وفي المقدمة منها قانون النفط والغاز، هي التي تحول دون مشاركة بارزاني في المؤتمر في حال تم عقده في العاصمة بغداد».