الغرب يكافئ ميانمار على إصلاحاتها

زعيمة المعارضة سو تشي لا تستبعد قبول منصب حكومي

جوبيه يقلد سان سو تشي وسام جوقة الشرف في رانغون أمس (أ.ب)
TT

أكد وزير الخارجية الفرنسي ألان جوبيه في رانغون، أمس، بعد لقاء أول مع زعيمة المعارضة أونغ سان سو تشي، أن الاتحاد الأوروبي سيرد «بصورة ملموسة» على الإصلاحات التي تباشرها ميانمار (بورما سابقا). من جانبها، لم تستبعد سو تشي، أمس، قبول منصب في الحكومة في حال انتخابها في انتخابات أبريل (نيسان) المقبل.

وقال جوبيه: «كباقي الأسرة الدولية راقبنا باهتمام كبير الإشارات الإيجابية الصادرة عن الرئيس ثين شين، بما في ذلك في الآونة الأخيرة. سنرد، فرنسا والاتحاد الأوروبي، إيجابا وبشكل ملموس على هذه الإشارات المهمة»، من دون أن يحدد ما إذا كان ذلك سيطال رفع العقوبات.

كان الاتحاد الأوروبي، الذي أعلن مطلع الشهر الحالي عن فتح مكتب تمثيلي في ميانمار قريبا، قد خفف في أبريل الماضي عقوباته على هذا البلد. وأعلن جوبيه، لدى وصوله إلى رانغون، أول من أمس، في زيارة تاريخية هي الأولى لوزير خارجية فرنسي إلى هذا البلد: «سنرى كيف نتعامل مع العقوبات كلما لاحظنا تقدما على طريق إرساء الديمقراطية في هذا البلد».

كان المجلس العسكري الحاكم في ميانمار منذ نصف قرن قد نقل سلطاته في مارس (آذار) الماضي إلى حكومة «مدنية» جديدة يسيطر عليها عسكريون سابقون. وضاعف هذا الفريق الجديد الإصلاحات وسمح بعودة سو تشي إلى الساحة السياسية. وتمثلت آخر بادرة من قبل النظام في الإفراج عن 300 سجين سياسي بينهم منشقون بارزون. ورحب الغرب بهذه الخطوة التي طالب بها باستمرار كدليل على صدق الإصلاحات. كما أعربت الولايات المتحدة عن استعدادها لتبادل السفراء مع نايبيداو من دون الإشارة في الوقت الراهن إلى رفع عقوباتها.

وبعد لقاء دام أقل من ساعة مع الوزير الفرنسي رحبت سو تشي، بالفرنسية، بالإصلاحات الجارية في بلادها. وقالت: «نأمل في أن تعزز هذه التطورات الجديدة عملية إرساء الديمقراطية والمصالحة الوطنية»، مشددة على ضرورة «التوصل إلى إنهاء النزاعات العرقية». وأكدت: «من اهتماماتنا الرئيسية التوصل إلى إنهاء النزاعات العرقية» في حين لا تقيم عدة أقليات علاقات سلمية مع النظام المركزي منذ الاستقلال في 1948. وأضافت ممازحة: «لقد جهدت كثيرا لقراءة هذا النص بالفرنسية والآن أترك الكلام بارتياح كبير لألان جوبيه». ولاحظ جوبيه بدوره الجهود التي تبذلها سو تشي للتحدث بالفرنسية فقال: «أعلم أنك تفهمين جيدا لغتنا وتتكلمينها بطلاقة. وأرى في ذلك علامة اهتمام تؤثر في كثيرا». وقلد جوبيه سو تشي وسام جوقة الشرف في وقت لاحق أمس. ودعا الوزير، الذي سيلتقي اليوم الاثنين الرئيس ثين شين، إلى أن تكون الانتخابات التشريعية المقررة في أبريل المقبل «حرة ونزيهة».

يُذكر أنه في نوفمبر (تشرين الثاني) 2010 رُفعت الإقامة الجبرية عن سو تشي بعد أسبوع على الانتخابات التي قاطعها حزبها (الرابطة الوطنية للديمقراطية). وكان قد تم في مايو (أيار) 2010 حل حزب سو تشي لإعلانه مقاطعة هذا الاقتراع، الأول في البلاد منذ عقدين. وأصبحت الرابطة الوطنية الديمقراطية مجددا حزبا شرعيا سيشارك في الانتخابات التشريعية الجزئية في أبريل، كسو تشي، التي يمكن أن تصبح عضوا في البرلمان.

ولم تستبعد سو تشي، أمس، قبول منصب في الحكومة في حال انتخابها، وقالت: «هذا أمر يتوقف على الظروف وعلى الحقيبة التي ستسند إليَّ»، مشيرة إلى أنها «تثق» بالرئيس ثين شين. تأتي زيارة جوبيه بعد زيارتي وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون مطلع الشهر الماضي ووزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ مطلع الشهر الحالي.