اللاذقية توثق مجازرها بالصوت والصورة

تضعها أمام الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان والمحكمة الجنائية الدولية

لقاء أعضاء اللجنة العربية مع عناصر الجيش الحر في معرة النعمان بإدلب
TT

خطا «المجلس الأعلى لثوار محافظة اللاذقية» خطوة متقدمة على صعيد انتفاضته الشعبية الواسعة، التي أطلق عليها اسم «ثورة الكرامة»؛ إذ إنه وبموازاة تزخيمه للحراك الشعبي والمظاهرات اليومية، لجأ إلى توثيق «جرائم القتل والمجازر» التي طالت المدنيين، وأودت بحياة العشرات من الضحايا وأغلبهم من الشباب، ومعظمها باتت موثقة بالصوت والصورة، واضعا إياها أمام الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان العالمية والمحكمة الجنائية الدولية.

وتفيد هذه الوثائق، التي حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منها، بأن «النظام في سوريا استخدم الحل الأمني والعمل العسكري الممنهج على نطاق واسع منذ بداية ثورة الكرامة، لقمع وإرهاب الأهالي العزل ومنعهم من حقهم في الخروج بمظاهرات سلمية مناهضة للظلم والقمع والقبضة الأمنية التي مارسها النظام منذ توليه الحكم، والتي يكفلها لهم القانون الدولي والدستور السوري في مادته 39 التي تقول: «للمواطنين حق الاجتماع والتظاهر سلميا في إطار مبادئ الدستور، وينظم القانون ممارسة هذا الحق».

ويقول «المجلس الأعلى لثوار محافظة اللاذقية» في وثيقته: «من خلال رصدنا ومشاهدتنا للأحداث التي جرت في مدينة اللاذقية منذ تاريخ 24 - 3 - 2011، تم جمع الكثير من الانتهاكات والمجازر التي قام بها النظام السوري، المخالفة للقانون الدولي والدستور السوري الحالي وهذه بعضها:

مجزرة الشيخ ضاهر

* في تاريخ 26 - 3 - 2011 خرجت مظاهرة حاشدة توجهت إلى ساحة الشيخ ضاهر في مدينة اللاذقية بالقرب من مقر الشرطة العسكرية، وكانت قوات من الأمن والشرطة العسكرية متمركزة هناك، وعندما وصل المتظاهرون إلى ساحة الشيخ ضاهر فتح الأمن النار عليهم فوقعت مجزرة أسفرت عن وقوع الكثير من الشهداء والجرحى، وقد أحصيت أسماء بعض الشهداء وهم: أحمد محمد ديب أندرون (24 عاما)، وائل عبد القادر العك (28 عاما)، محمد العبسي (42 عاما)، محمد علي خزندار (29 عاما)، صفوان أحمد مزوق (25 عاما)، محمد بارود، أحمد اللدي، علاء نافذ سلمان، محمد بكسراوي وطلال جاموس.

مجزرة الخطاب الأول

* أما المجزرة الثانية فوقعت بعد خطاب الرئيس السوري بشار الأسد الأول، الذي ألقاه بتاريخ 30 - 3 - 2011 بعدما خرجت مظاهرة حاشدة من حي صليبة في اللاذقية، وكانت هناك قوات كبيرة من الأمن والجيش متمركزة عند إشارة ابن العلبي بمشروع صليبة، وقد سلك المتظاهرون حي الطابيات مرورا بمنطقة الرمل وصولا إلى ساحة اليمن، وتحديدا بين مدرسة 6 تشرين ومدرسة التجارة، وهناك فتحت قوات الأمن والجيش النار بشكل رهيب ومباشر على المتظاهرين، مما أدى إلى سقوط عدد كبير من الشهداء، نذكر منهم: إسماعيل اللري (42 عاما)، أبو محمد ماوردي (54 عاما) ومحمد عبد النور.

مجزرة العلبي

* كان موعد المجزرة الثالثة في 15 - 4 - 2011، عندما خرجت مظاهرة بعد صلاة العصر برفقة الشيخ حسن صاري من جامع الرحمن في حي الطابيات لتشييع الشهيد عمر صمودي الذي قتل على يد رجال الأمن، وإثر دفن هذا الشهيد في مقبرة سوق الجمعة سلك المتظاهرون طريق سوق الجمعة – الشاليهات – الرمل الجنوبي - حي الطابيات، ولما وصلوا إلى شارع بورسعيد المؤدي إلى مشروع صليبة، وتحديدا حي ابن العلبي، أصبحت الأعداد كبيرة جدا وتتجاوز السبعين ألف متظاهر، حتى قدرت أكبر مظاهرة خرجت في اللاذقية، فما كان من قوات الأمن المدعومة من الجيش المتمركزة هناك إلا أن فتحت النار على الحشود بشكل مباشر وبطريقة مرعبة، مما أدى إلى سقوط عدد كبير من الشهداء والجرحى الذين قدر عددهم بمائة وخمسين، وكانت هذه المجزرة مروعة جدا وأظهرت وحشية النظام وقوات الأمن، ولم يستطع المتظاهرون حينذاك سحب جثث جميع الذين سقطوا بالرصاص المباشر؛ لأن القناصة تكفلت باصطياد كل من يحاول الاقتراب لإسعاف المصابين الذين ما زالوا أحياء، وقد امتلأ يومها مستشفى الطابيات بالجثث وبالجرحى، في حين اختطف الأمن عددا من الجرحى وأخذهم إلى أماكن مجهولة، ولم يعرف حتى الآن مصيرهم ولم تكتفِ قوات الأمن والشبيحة بهذه المجزرة إنما عمدت إلى اقتحام المستشفى وأخذ معظم جثث الشهداء من داخلها، ومن بين شهداء هذه المجزرة: طارق ثروة زينبو (21 عاما)، عبد السميع أحمد ياسين (32 عاما)، فاروق عدنان ياسين (42 عاما)، محمد حسن بلانوام (32 عاما)، محمد سليمان عثمان (41 عاما)، أحمد محمد صهيوني، أيمن ديب، تامر طريفي، رامي ديب، عبد الله حميد، عبد شيخ خميس، فادي حسن عمر، فادي قزازو، محمد جبور، محمد غزال ومحمد غضة مجزرة «جمعة العشائر»

* أما المجزرة الرابعة فوقعت بالقرب من مخيم الطلائع في حي الرمل الجنوبي في «جمعة العشائر» بتاريخ 10 - 6 - 2011، وذلك إثر خروج مظاهرة حاشدة من جامع المهاجرين وجامع أسامة في حي الرمل وكانت مظاهرة سلمية تهتف بالحرية وإسقاط النظام، وقد تجمع المتظاهرون يومها في ساحة الرمل المعروفة بـ«ساحة التكاسي»، ولدى توجه الحشود إلى شارع مخيم الطلائع (الذي أصبح مكانا لتجمع الجيش والأمن بعد اندلاع الأحداث في اللاذقية) وبوصولهم إلى قرب مخيم الطلائع بدأ إطلاق النار عليهم بشكل مباشر من داخل المخيم من قبل قوات الأمن والجيش، بالرصاص الحي والقنابل البسمارية والصوتية، وكان يوما عصيبا على أهالي هذا الحي لما تكبدوا من خسائر بشرية ومادية؛ حيث سقط الكثير من الشهداء والجرحى بالإضافة للخسائر المادية الفادحة من حرق للمنازل والسيارات، وقد عرف من الشهداء الذين سقطوا في هذه المجزرة: إسماعيل ميليش، إبراهيم الأعرج، إبراهيم الشيخ، خالد البنا (فلسطيني، 26 عاما)، رامي بكور، زاهر نجيب فيضو (19 عاما)، ماهر فيصل الخطيب (26 عاما)، مصطفى الجندي (37 عاما)، فادي رحماني (33 عاما)، سامر إدلبي، عز الدين ممدوح شريقي، فادي عمرو حسيب.