جيل الـ«إكس إكس إل» الألماني العملاق

معدل طول الشباب أطول من أقرانهم في عام 1890

TT

في نهاية القرن الثامن عشر، أسست الدولة البروسية وحدتها الشهيرة باسم الـ«عمالقة» بمثابة جهاز قمعي تكفي أطوال جنوده، لبث الرعب في قلب أكبر الشجعان. ولقد اجتذبت الوحدة رجالا طوال القامة من كل أنحاء أوروبا بفضل إيرادات عمالقتها «العالية»، وما كانت دولة الوحدة تقبل مجندا يقل طوله عن 180 سم، لأن معدل طول الرجال في زمن الملك فريدريش فيلهلم الأول كان نادرا ما يزيد على هذا الرقم.

ولكن رقم 180 سم المخيف قبل 120 سنة ما عاد يعني شيئا في ألمانيا اليوم، بسبب ظاهرة ارتفاع قامات الأجيال الجديدة. فلاعب كرة السلة النموذجي اليوم هو ديرك نوفسكي (2.13 سم)، ونادرا ما يُشاهَد اليوم في الملاعب لاعب كرة سلة يقل طوله عن 186 سم. بل ثمة اليوم في ألمانيا ناد لطوال القامة لا يقبل فيه عضو يقل طوله عن 190 سم. وعليه، لو عاد الزمن القهقرى لكان سيرفض طلبات معظم جنود «وحدة العمالقة» المخيفة.

البروفسور هوله غرايل، العالم المتخصص في شؤون البيولوجيا البشرية بجامعة بوتسدام، قرب العاصمة الألمانية برلين - بشمال شرقي ألمانيا، يقول إن التغير في مقاسات الألمان الغربيين، منذ عقد السبعينات، والألمان الشرقيين منذ عقد الثمانينات، يشي بمثل هذا التحول في الطول. وحسب رأيه، فإن ذلك جدير بالدراسة علميا واجتماعيا لمعرفة ما إذا كان من الممكن تقييم هذه الظاهرة إيجابيا أم سلبيا. ويرى أنه حان الوقت الآن لتصحيح الإحصاءات العلمية، التي تعود إلى عام 1968، والتي تقول إن معدل طول 90 في المائة من النساء يتراوح بين 153 - 173 وإن معدل طول 90 في المائة من الرجال يتراوح بين 165 - 186 سم.