البنتاغون: تأجيل المناورات مع إسرائيل ليس بسبب إيران

مصادر أميركية: بسبب توتر الوضع في المنطقة

TT

رغم أخبار من عدة مصادر أميركية أن العسكريين الأميركيين قرروا تأجيل المناورات مع إسرائيل خوفا من زيادة غضب إيران على الولايات المتحدة مع زيادة المواجهة العسكرية في مضيق هرمز ومع احتمالات قطع النفط الإيراني، نفى مصدر في البنتاغون أن للتأجيل صلة بإيران.

وكان البنتاغون نفسه أعلن في نهاية السنة الماضية أن المناورات ستكون الأكبر في تاريخ العلاقات مع إسرائيل، وحدد لها الربيع، أي بعد ثلاثة شهور. وسماها «استير تشالنج» (التحدي التقشفي). وكانت بدأت كخطة مناورات جوية، لكن، مع تخوف إسرائيل من الربيع العربي، ولطمأنة إسرائيل، قرر الرئيس باراك أوباما رفع درجة المناورات لتكون شاملة.

وأمس، قال البنتاغون إن المناورات تأجلت حتى «النصف الثاني» من هذا العام. وقال المتحدث باسم البنتاغون، الكابتن البحري جون كيربي: «ليس من غير المعتاد تأجيل المناورات الروتينية». وأضاف: «هناك مجموعة متنوعة من العوامل تؤثر على التوقيت في هذه الحالة. ولكن عموما، يعتقد القادة العسكريون من الجانبين أن أمثل مشاركة من جانب جميع الوحدات على وجه أفضل ستكون في أواخر العام الحالي». وقالت مصادر إخبارية أميركية إنه، حتى إذا لم تكن إيران هي السبب، تخوف الأميركيون من تغطية إعلامية مكثفة للمناورات، وذلك بسبب توتر الوضع في المنطقة لأكثر من سبب: أولا: نجاح الثورات العربية في تونس ومصر وليبيا واليمن واستمرار الثورة في سوريا ثانيا: خوف إسرائيل من سيطرة الإسلاميين على الحكم في هذه الدول، وخاصة في دولة المواجهة مصر التي تخاف إسرائيل أنها سوف تلغي اتفاقية السلام. ثالثا: نداءات في الكونغرس على ألسنة مؤيدين لإسرائيل طلبوا من الرئيس أوباما أن يطمئن الإسرائيليين.

وكانت وكالة «رويترز» نقلت من إسرائيل أن صحفا هناك قالت غن إيران هي سبب تأجيل المناورات، بينما قالت مصادر حكومية إن إيران ليست السبب. وأشارت صحف إسرائيلية إلى أن الأميركيين طلبوا تأجيل المناورات بسبب قرار الرئيس باراك أوباما الأخير بتخفيض ميزانية البنتاغون.

غير أن مصادر إخبارية أميركية لم تشر إلى موضوع الميزانية. وأشارت إلى الموضوع الإيراني، وإلى خوف الأميركيين من أن يربط الإيرانيون بين المناورات الأميركية الإسرائيلية والمواجهة العسكرية الأميركية الإيرانية في الخليج. وخاصة بسبب اتهامات إيران للولايات المتحدة في الأسبوع الماضي بأنها وراء اغتيال عالم نووي إيراني. وكانت إدارة الرئيس أوباما أسرعت ونفت أي صلة لها بالموضوع. ونوه وزير الدفاع الأميركي، ليون بانيتا، بأن «دولا أخرى» ربما تكون وراء الاغتيال. ورغم أنه لم يشر إلى إسرائيل، قالت المصادر الإخبارية الأميركية أنه ربما كان يعنى ذلك.

وأول من أمس، نشرت صحيفة «واشنطن بوست» أخبارا عن قلق المسؤولين الأميركيين من عملية عسكرية إسرائيلية محتملة ضد المنشآت النووية الإيرانية. ونشرت صحيفة «وول ستريت جورنال» أن البنتاغون يخشى أن إسرائيل تستعد، رغم الاعتراضات الأميركية، لعمل عسكري ضد إيران. وأن البنتاغون وضع خطة طارئة للحفاظ على قواعده العسكرية في المنطقة. وأن البنتاغون يخشى أن ترد إيران، ليس فقط بضرب الأسطول الأميركي في الخليج، ولكن، أيضا، بضرب قواعد عسكرية أميركية في دول خليجية.

وقالت الصحيفة إن الرئيس أوباما ووزير الدفاع ليون بانيتا ومسؤولين آخرين نقلوا رسائل خاصة إلى الإسرائيليين لتحذيرهم من عواقب مثل هذا الهجوم. بالإضافة إلى تورط المخابرات الإسرائيلية (الموساد) في اغتيال العالم النووي الإيراني. ورغم أن الإسرائيليين لم يعترفوا بدورهم، صدرت تصريحات من مسؤولين إسرائيليين غير نافية.

وقالت مصادر إخبارية أميركية إن هذه ليست المرة الأولى التي تتوتر فيها علاقات واشنطن وتل أبيب بسبب نشاطات الموساد في إيران. وإنه، في سنة 2008، اكتشف الأميركيون أن الموساد جندت عملاء من حركة «جند الله» السنية الباكستانية، والمعادية للشيعة، للقيام بأعمال تخريبية داخل إيران. وإن هؤلاء العملاء قالوا إنهم ليسوا مع الموساد، ولكن مع وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه).