اليمن: «القاعدة» تعلن «إمارة رداع الإسلامية».. وعشرات القتلى في معارك الحوثيين والقبائل

الناطق باسم تحالف القبائل في صعدة لـ «الشرق الأوسط»: مصممون على استعادة المحافظة من أيدي الحوثيين

مسن يمني يردد شعارات مطالبة بمحاكمة أركان نظام الرئيس اليمني علي عبد الله صالح أثناء مظاهرة في صنعاء أمس (أ.ف.ب)
TT

سقطت مدينة رداع في محافظة البيضاء اليمنية بجنوب العاصمة صنعاء، بالكامل، أمس، بيد عناصر إسلامية متشددة، يعتقد أنها تنتمي لتنظيم «القاعدة» حيث بايعت طارق الذهب أميرا لما سمته «إمارة رداع الإسلامية»، في وقت تشتد حدة المعارك بين الحوثيين والقبائل في محافظة صعدة، وقتل وجرح عدد من أفراد الحرس الجمهوري في مواجهات بأحد المعسكرات بشمال العاصمة صنعاء.

وقالت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط» إن المجاميع المسلحة التي يعتقد أنها من تنظيم «القاعدة» استكملت السيطرة على مدينة رداع التي تحوي مواقع أثرية هامة في تاريخ اليمن وإنها استولت على إدارة أمن المديرية والسجن المركزي وقامت بإطلاق السجناء الذين ينتمي الكثير منهم لـ«القاعدة» وفي قضايا إجرامية خطيرة، ولا تعرف إحصائية محددة لعدد السجناء الذين فروا من السجن، وقد قامت عناصر «القاعدة» بتنصيب طارق الذهب أميرا لما سمته «إمارة رداع الإسلامية».

ودارت مواجهات بين هذه العناصر وقوات الأمن في رداع، أسفرت عن مقتل شرطيين اثنين وإصابة عدد آخر، وتبعد المدينة قرابة 170 كيلومترا جنوب العاصمة صنعاء وتقع بالقرب من مدينة لودر التي كانت «القاعدة» تسيطر عليها في محافظة أبين. وذكرت مصادر محلية أن شيخ مدينة رداع وهو قيادي في حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يرأسه الرئيس علي عبد الله صالح، استضاف، أول من أمس، قائد المجاميع المسلحة في المدينة، وقام بتسليمه مفاتيح قلعة العامرية التاريخية، غير أن المصادر الرسمية لم تنف أو تؤكد الخبر، حتى اللحظة. وتحدثت مصادر قبلية لـ«الشرق الأوسط» عن تحركات لقبائل محافظة البيضاء لتفادي الأوضاع المتدهورة في رداع ومحاولة دحر هذه المجاميع المسلحة، ويعتقد أن قبائل البيضاء ستقوم بما قامت به بعض قبائل محافظة أبين المجاورة من خلال تشكيل لجان شعبية وقبلية مسلحة لمواجهة عناصر «القاعدة» في مناطقهم. وأحكم ما يقرب من ألف من «القاعدة» سيطرتهم على مدينة رداع إثر الفراغ الأمني الذي أحدثته ثورة شعبية يتعرض لها نظام حكم الرئيس صالح.

وفي محافظة صعدة استمرت المعارك بين الحوثيين والقبائل اليمنية التي تتصدى لهم في المحافظة وقال الناطق باسم تحالف قبائل النصرة في محافظة صعدة مهيب الأحمدي في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط» في صعدة «بعد أن قمنا بتطهير بعض المرتفعات الجبلية والهضاب من العناصر الحوثية، أصروا خلال الأيام الماضية باستماتة على استعادة المواقع التي خسروها 4 مرات، وفي كل مرة كانوا يستعملون الأسلحة المتوسطة والثقيلة لدفع مقاتلينا عن المواقع التي سيطروا عليها». وأكد الأحمدي سقوط 38 قتيلا من الحوثيين في هجوم لهم استمر 6 ساعات يوم أول من أمس، وأضاف: «حصلنا على كثير من الأسلحة التي فر الحوثيون وتركوها وراءهم بعد أن تكبدوا خسائر فادحة في الأرواح». وأكد الأحمدي «أن الحوثيين دعاة طائفية مقيتة، وأنهم يمارسون سياسة التطهير العرقي والمذهبي في صعدة، وهذا ما دفع بالقبائل للتحالف لتخليص صعدة من التمرد الحوثي» وأكد الأحمدي أن مقاتليهم سيستمرون في القتال «حتى يعود الحوثي مواطنا عاديا كمثل بقية المواطنين، ويكف عن ممارسة دور الدولة في وحافظة صعدة وبعض المديريات في المحافظات الأخرى».

وفي محافظة حجة تواصلت الاشتباكات العنيفة بين جماعة الحوثيين ومسلحي قبائل حجور في مستباه وعاهم بمحافظة حجة شمال غربي اليمن، فيما نجحت وساطة قبلية من خارج المنطقة في إيقاف المواجهات لعدة ساعات من أجل سحب جثث الطرفين، وقال الشيخ فؤاد العبيدي من مشايخ قبائل حجور التي تحارب الحوثيين إن: «المواجهات المسلحة مستمرة بمختلف أنواع الأسلحة، الثقيلة والمتوسطة، وتتركز في مناطق: وشحة، وكشر، وجبل الحزة، وجبل الجرابي، وجبل المشبك». وأضاف العبيدي لـ«الشرق الأوسط» أن شخصيات قبلية أوقفت المواجهات لعدة ساعات لسحب الجثث، حيث تم سحب أكثر من 21 جثة للحوثيين، والقبائل سحبت 5 جثث، في وادي خيران الذي تدور فيه مواجهات كر وفر بين الطرفين. مشيرا إلى أن «الحوثيين يحاولون السيطرة على منطقه عاهم، فيما يحصرون مديرية وشحه من جميع الاتجاهات، وهو ما جعل قبائل المنطقة يدافعون عن أنفسهم ومناطقهم ويرفضون وجود الحوثيين فيها». ولفت إلى أن الحوثيين هاجموا مساء أول من أمس «مسلحي القبائل في منطقة الحزة وقتل فيها شخص وجرح 3. فيما قتل منهم 12 شخصا».

وفي السياق ذاته، ذكرت اللجنة العسكرية لإنهاء المظاهر المسلحة في اليمن أنها ناقشت التطورات الأمنية في رداع، وأنها «وقفت بمسؤولية أمام المعلومات الواردة إليها وناقشتها باستفاضة للوقوف أمام حقيقة ما حدث وتقصي أبعاد وتطورات الموقف في رداع»، و«ثمنت لجنة الشؤون العسكرية كافة الجهود المبذولة وروح التعاون البناء والمثمر الذي أبدته كافة الأطراف والجهات المعنية بتنفيذ قرارات وتوجيهات اللجنة العسكرية التي تخدم أمن واستقرار الوطن والمواطنين والخروج من دوامة الأزمة»، وقال الناطق الرسمي باسم اللجنة، اللواء الركن علي سعيد عبيد: إن «اللجنة مصممة على تنفيذ محددات خطتها وبرامج عملها ابتدأ من أمانة العاصمة وحتى استكمال كافة المهام المسندة إليها بمسؤولية وطنية وتاريخية مستشعرة واجبها الوطني في ترسيخ دعائم الأمن والاستقرار وتهيئة المناخات الآمنة والسكينة العامة في ربوع الوطن». وفي موضوع آخر، قتل 4 أشخاص في احتجاجات داخل معسكر الصمع التابع للحرس الجمهوري، بقيادة العميد الركن أحمد علي عبد الله صالح، نجل الرئيس، بمنطقة أرحب في شمال صنعاء للمطالبة بإقالة قائد المعسكر الذي يخوض، منذ عدة أشهر، مواجهات مسلحة ضد المسلحين القبليين المؤيدين للثورة المطالبة برحيل نظام الرئيس علي عبد الله صالح. وقال شهود عيان لـ«الشرق الأوسط» إن الحرس الجمهوري قام بإغلاق الطرق المؤدية إلى منطقة أرحب على خلفية الاحتجاجات التي اندلعت داخل المعسكر الذي يعد أهم المعسكرات التي تشن هجمات على القبائل المؤيدة للثورة في أرحب والتي تقاوم القوات الموالية لصالح.