تأزم العلاقات بين بغداد وأنقرة واستدعاء السفير التركي احتجاجا على «التدخل في الشأن العراقي»

بارزاني يستقبل خلال يومين وفدين تركيين لتحسين العلاقات وفتح معابر جديدة

TT

في الوقت الذي استقبل فيه مسعود بارزاني رئيس إقليم كردستان، أمس، وفدا تركيا برئاسة معمر توركر محافظ ولاية هكاري والوفد المرافق له، والذي ضم القنصل التركي في الإقليم، لبحث مسألة فتح معبرين جديدين يربطان بين محافظتي أربيل ودهوك بالمحافظة التركية المجاورة، استدعت وزارة الخارجية العراقية، أمس، السفير التركي في بغداد، احتجاجا على تصريحات لمسؤولين أتراك اعتبرتها بغداد تدخلا في الشأن الداخلي العراقي، حسبما أفاد بيان للوزارة. ونقل مصدر في ديوان رئاسة إقليم كردستان العراق لـ«الشرق الأوسط» أن «الوفد التركي يزور كردستان من أجل التباحث حول فتح معبرين جديدين بين تركيا وكردستان العراق بهدف تعزيز التعاون التجاري والاقتصادي، إلى جانب تسهيل زيارات أهل المنطقة الحدودية المشتركة لأقاربهم على طرفي الحدود». وأكد المصدر أن «الرئيس بارزاني أوعز باستكمال الإجراءات القانونية لفتح المعبرين، وأبدى موافقته على طلب الجانب التركي انطلاقا من حاجة الطرفين لتعزيز التعاون التجاري المشترك وتنمية العلاقات الاقتصادية والاجتماعية».

وكان بارزاني قد التقى في وقت سابق أول من أمس بنائب وزير الخارجية التركي فريدون سينيرلي أوغلو الذي زار كردستان في إطار مساعي تركيا لاحتواء الأزمة السياسية في العراق حسب المصادر الإعلامية. وبحسب مصادر ديوان رئاسة الإقليم فقد تم «التباحث خلال هذا اللقاء حول العديد من القضايا والتطورات الإقليمية، في مقدمتها مسألة تطورات الأزمة السياسية في بغداد، وأكد الجانبان موقفهما المشترك فيما يتعلق بتلك الأزمة وهو اللجوء إلى الحلول السلمية والالتزام بالدستور وتحقيق الشراكة الوطنية الحقيقية لإدارة شؤون البلاد». وأبدى المسؤول التركي دعم بلاده لدور وجهود الرئيس بارزاني ومساعيه لإخراج العراق من الأزمة السياسية الحالية.

من جهتها أوضحت الخارجية العراقية وعبر بيانها الذي نقلته وكالة الصحافة الفرنسية أن «وكيل وزارة الخارجية محمد جواد الدوركي استدعى السفير التركي في بغداد يونس دميرار ونقل له قلق الحكومة العراقية من التصريحات التي صدرت مؤخرا عن مسؤولين أتراك».

واعتبر المسؤول العراقي أن تلك التصريحات «من شأنها التأثير سلبا على العلاقات بين البلدين، وطلب إليه إبلاغ ذلك إلى حكومته وضرورة تجنب كل ما من شأنه تعكير صفو العلاقات الثنائية الطيبة».

وكان رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان دعا زعماء مختلف الكتل السياسية والدينية العراقية إلى «الإصغاء لضمائرهم» للحؤول دون أن يتحول التوتر الطائفي في بلادهم إلى «نزاع أخوي».

وقال أردوغان «أدعو بالطريقة نفسها المسؤولين العراقيين، والرؤساء الدينيين العراقيين وزعماء الأحزاب والبلدان التي تحاول ممارسة نفوذ في العراق، إلى التصرف بحس سليم وبطريقة مسؤولة. وآخر شيء نتمنى رؤيته في العراق هو اندلاع نزاع أخوي جديد». من جهته، أكد السفير التركي أن ما صدر من تصريحات على لسان المسؤولين الأتراك كان بنية حسنة، مضيفا أنه سيقوم بإبلاغ حكومته في أنقرة بموقف الجانب العراقي.

وانتقد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بشدة التدخلات التركية في شؤون بلاده، محذرا من خطورة نشوب صراع طائفي قد يؤدي إلى «كارثة لا تسلم منها تركيا نفسها». وقال المالكي في لقاء مع قناة «الحرة» الفضائية مساء الجمعة «ما كنا نعتقد أن هناك ما ينبغي أن يكون أزمة» بين العراق وتركيا. وأضاف «نحن نعلم بوجود تدخل، لكن في الآونة الأخيرة وبشكل مفاجئ ارتفعت وتيرة التدخل، وأصبح الحديث عن العراق، وكأنه تحت سيطرة أو توجيه أو إدارة، الدولة الأخرى» في إشارة إلى تركيا.