ثوار غريان لـ «الشرق الأوسط»: أسلحة ثقيلة وأنصار للقذافي في مدينة الأصابعة

استمرار لجان المصالحة الليبية وتبادل الأسرى قبل انتهاء الهدنة بينهما اليوم

TT

بعد يومين من اشتباكات دامية سقط فيها قتلى وجرحى، من المقرر أن تنتهي اليوم الهدنة التي عقدها المسؤولون في مدينتين ليبيتين، هما غريان الموالية لثورة 17 فبراير (شباط)، والأصابعة المتهمة بإيواء موالين للقذافي وحيازة ترسانة من الأسلحة الثقيلة والخفيفة، وهو ما تنفيه الأصابعة قائلة إنها هي من تم الاعتداء عليها في الأحداث الأخيرة.

وجرى الليلة قبل الماضية تبادل للأسرى كحسن نية لإنهاء الاقتتال الذي يتجدد بين وقت وآخر منذ إعلان سقوط حكم القذافي في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، حيث انتشرت في ليبيا على نطاق واسع الأسلحة الخفيفة والثقيلة في أيدي الثوار والمواطنين والميليشيات العسكرية. وفي تصريحات لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف، قال الناطق الرسمي باسم المجلس المحلي لمدينة غريان الواقعة جنوب العاصمة الليبية طرابلس، إسماعيل العائب، إن آخر اشتباكات وقعت بين الجانبين كانت يوم أول من أمس، تم بعدها وقف إطلاق النار في هدنة لمدة 48 ساعة بدأت من الساعة الخامسة يوم الأحد. وأضاف العائب أنه تم الالتزام بالهدنة منذ توقيعها يوم الأحد حتى مساء أمس، قائلا إنه لم تسجل أي خروقات، حيث استغلت لجان المصالحة الهدنة في تسوية الأوضاع بين الطرفين.

وكانت اشتباكات بالمدفعية والصواريخ اندلعت بين ثوار 17 فبراير من مدينة غريان وجماعات مسلحة من مدينة الأصابعة. والمدينتان متجاورتان في الجبل الغربي إلى الجنوب من طرابلس بنحو 80 كيلومترا. ووفقا لإحصاءات تعود لمطلع الألفية الجديدة يبلغ عدد سكان غريان أكثر من 160 ألف نسمة بينما يصل عدد سكان الأصابعة إلى أكثر من 60 ألف نسمة.

وقال العائب: إن عدد من سقطوا في المواجهات من غريان «3 شهداء» وحولي 40 جريحا منذ يوم الجمعة الماضي. وأضاف أنه لا يعلم عن عدد القتلى والمصابين لدى الطرف الآخر.

وتشرف الحكومة الليبية على ترسيخ الهدنة والمصالحة بين الطرفين، ويشارك فيها منظمة ليبيا للعدالة والخير ووفود مصالحة من شرق ليبيا وأخرى من جبل نفوسة بينهم أمازيغ وعرب، وعدة لجان مشتركة أخرى. وأضاف العائب أن قادة المجالس العسكرية بالمنطقة الغربية تدخلوا أيضا وقاموا بتشكيل لواء دوره تنفيذ بنود المصالحة التي تم التوصل إليها.

وقال الناطق الرسمي باسم المجلس المحلي في غريان إن مطالب غريان «هي مطلب ليبيا بالكامل، وهي أن يتم القبض على جميع المطلوبين من النظام السابق من منطقة الأصابعة، وهي آخر منطقة للقذافي في الجبل الغربي، حيث ترك فيها القذافي أسلحة ثقيلة وخفيفة، ولم يتم تسليمها حتى تاريخه باستثناء تسليم بعض الأسلحة الخفيفة التي لا تعني شيئا».

وتابع العائب موضحا أن منطقة الأصابعة ما زال فيها بعض المطلوبين لثورة 17 فبراير وكمية كبيرة من الأسلحة. وقال العائب أيضا إن غريان على استعداد لتسليم المستندات الدالة على حجم وكمية الأسلحة الثقيلة والخفيفة التي سلمها القذافي أثناء الثورة ضد حكمه لجحفل الصمود (بالأصابعة). وعن تقديره لكمية الأسلحة الموجودة لدى الأصابعة قال العائب: «في تقديري الأسلحة الخفيفة يتجاوز عددها 12 ألف قطعة، لكن لا يوجد إحصاء حاليا تحت يدي للأسلحة الثقيلة، والذي يدل أكثر على وجود هذه الأسلحة هو قوة النيران التي استخدمت من الأصابعة ضد غريان في المعركة الأخيرة».

ومنذ سقوط نظام القذافي تقع اشتباكات بين حين وآخر بين غريان والأصابعة، ووقع الطرفان نحو 20 اتفاقا للصلح دون جدوى، كان آخرها اشتباكات يومي الجمعة والسبت الماضيين. وقال العائب عن الحادث الأخير إن سببه اعتداء أبناء من الأصابعة على رجال من غريان أثناء وجود الأخيرين في سوق جندوبة بغريان يوم الجمعة الواقع قرب الحدود مع مناطق الأصابعة، و«على أثر ذلك تدخل المجلس العسكري لغريان واتصل بالأصابعة، لكن لم يتم اللقاء (لحل المشكلة) في الوقت المناسب».

وحسب الروايات قام الطرفان بحشد بعض القوات عند منطقة زراعية طولها نحو 6 كيلومترات، وبدأوا في تبادل إطلاق النار، إلى أن تم التوصل لهدنة مساء الأحد. وقال العائب إن غريان قامت بمبادرة حسن نية وسلمت الأصابعة 24 من أسراهم، بينما سلم الأصابعة 4 من أسرى غريان.

وتطالب غريان بأن يتم تسليم الأسلحة الخاصة بالنظام السابق وتمشط المنطقة، وضرورة تسليم المطلوبين المتمثلين في رموز وقادة الأسلحة التابعين للقذافي، وقال العائب إنه توجد قوائم تقدر بمئات الأسماء التابعين للنظام السابق، وإنه وقع الاختيار على تسليم نحو 70 شخصا متورطين في أعمال إجرامية ضد ثورة 17 فبراير.

وكان رئيس المجلس العسكري للأصابعة، العقيد أحمد الحمروني، حمل غريان مسؤولية وقوع الاشتباكات بين الطرفين، واتهم ثوار مدينة غريان بحجز سيارة أحد ثوار الأصابعة والاعتداء عليه، وكذا حصار المنطقة وقصفها من قبل غريان بمختلف أنواع الأسلحة ما تسبب في أضرار بالمنازل.