الجزائر: ظل «البارا» يخيم على محاكمة متورطين في حادثة خطف 32 سائحا أوروبيا بالصحراء

هيئة الدفاع تعتبر حضوره ضروريا وسيفيد المحكمة كثيرا

TT

أعاد القضاء الجزائري، أمس، فتح ملف حادثة اختطاف 32 سائحا أوروبيا بصحراء الجزائر، عام 2003، بمحاكمة اثنين من أتباع المدبر الرئيسي للعملية، عماري صايفي، الملقب «البارا» (المظلي). وأجلت المحكمة الفصل في القضية، إلى مارس (آذار) المقبل، بسبب غياب محامي أحد المتهمين، وهو جزائري»، أما الثاني فهو طرقي من مالي.

وأعلن القاضي المكلف الملف عن تعيين محام تختاره المحكمة لاحقا، للدفاع عن عمار غربية، بعد أن انسحب محاميه الأصلي، أمين عبد الرحمن سيدهم، في 16 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، لما افتتحت القضية لأول مرة. واحتج سيدهم على رفض المحكمة إحضار صايفي لتقديم شهادته حول ما إذا كان غربية ضالعا في حادثة الاختطاف الشهيرة. ويوجد صايفي منذ عام تقريبا، في السجن الاحتياطي، حيث يواجه عدة تهم بالإرهاب.

وقال المحامي للقاضي، إن حضور صايفي «ضروري وسيفيد المحكمة كثيرا، فهو الرأس المدبر لحادثة اختطاف السياح الأوروبيين الشهيرة التي وقعت بالصحراء عام 2003، ونحن متمسكون، سيدي القاضي، بإحضاره كشاهد». ورد عليه رئيس جلسة المحاكمة: «إذا كان هذا الشاهد المزعوم غير مسموع (بمعنى أن قاضي التحقيق لم يستجوبه في القضية)، فإنني أترك سلطة التقدير لممثل النيابة»، وأشار الأخير إلى أنه يرفض الطلب.

ويتابع في نفس القضية المواطن المالي، يوسف بن محمد (25 سنة). والمتهمان رحلتهما سلطات تشاد إلى الجزائر عام 2010، بعد أن تسلمتهما من جماعة انفصالية محلية احتجزتهما عدة سنوات، بمناسبة وقوع أكثر من 30 عضوا من جماعة «البارا» في صحراء الساحل بين أيدي عناصرها. ووجهت لغربية وبن محمد تهما أخرى تتعلق بـ«القتل» و«التزوير». وصايفي شخص تبحث عنه عدة دول غربية لتورطه في قضية السياح الأوروبيين، الذين كان أغلبهم من ألمانيا وكان بعضهم نمساويين وهولنديين، وتبنى «البارا» الذي كان عضوا بارزا في «الجماعة السلفية للدعوة والقتال» سابقا (القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي حاليا)، حينها عملية الاختطاف التي دامت خمسة أشهر. وتم تحرير بعض الرهائن في عملية عسكرية قادها الجيش، بينما ظل الآخرون محتجزين قبل أن يفرج عنهم «البارا» مقابل فدية دفعتها الحكومة الألمانية قيمتها 5 ملايين يورو، وتم ذلك بفضل وساطة قادها أعيان من قبائل صحراوية بتشاد وأجهزة الأمن الألمانية.

وتسلمت الجزائر صايفي في أكتوبر (تشرين الأول) 2004، من مصالح الأمن الليبية التي تسلمته من جماعة تشادية مسلحة متمردة، وقع القيادي المسلح في أسرها منتصف 2004 برفقة 15 مسلحا. وتردد وقتها أن الزعيم الليبي السابق معمر القذافي، سعى شخصيا من أجل «شراء» صايفي من محتجزيه، رغبة في التقرب من الغرب لتحسين علاقة طرابلس السيئة مع أغلب العواصم الغربية.