مواصلة البحث عن ركاب السفينة الإيطالية المنكوبة.. واتهامات متزايدة لقبطانها

الشركة المالكة تعترف بـ«خطأ بشري»

رجال اطفاء ايطاليون خلال عمليات البحث عن ناجين على سفينة كوستا كونكورديا السياحية الفاخرة التي جنحت في جزيرة صغيرة في توسكانا ايزولا ديل (ا.ف.ب)
TT

استأنف أفراد الإنقاذ، عصر أمس، عمليات البحث في سفينة الركاب الإيطالية «كوستا كونكورديا»، بعد أن توقف عملهم في وقت سابق بسبب انزلاق بدن السفينة على الصخور التي استقرت فوقها بعد جنوحها. وقال الناطق باسم إدارة الإطفاء، لوكا كاري: إن بدن السفينة يتحرك، فيما يبدو، حركة محدودة، لكنها لا تعتبر خطيرة. بيد أنه أضاف أن حالة عدم اليقين زادت بعد انزلاق بدن السفينة ولن تجرى عمليات البحث من الآن وصاعدا إلا في ساعات النهار.

وبينما تتواصل عمليات الإنقاذ أوقف عمال الإنقاذ الإيطاليون جهود البحث عن ناجين أمس بعد انزلاق جسم سفينة رحلات عملاقة على منحدر صخري حاد تحت الماء كانت قد استقرت عليه وسط تدهور الأحوال الجوية قبالة الساحل الغربي لإيطاليا.

وانقلبت الأحوال الجوية الهادئة التي ساعدت، منذ يوم الجمعة عمليات البحث والإنقاذ، إلى الأسوأ مع ارتفاع الأمواج وتساقط أمطار خفيفة. وفي وقت سابق انتشلت فرق الإنقاذ جثة سادسة من السفينة، التي تزن 114 ألفا و500 طن، أحدثت صخرة فجوة في جسمها ليل الجمعة وانقلبت على جانبها قبالة ساحل جزيرة جيليو. كانت فرق الإنقاذ تبحث عن 16 شخصا من بينهم 4 إيطاليين هم أب في الـ36 وابنته البالغة 5 سنوات بالإضافة إلى امرأتين من صقلية عمرهما 49 و50 عاما أعلنت فرق الإنقاذ أنهما بخير، إلا أن عائلتيهما فقدتا أثرهما. كما لا يزال أميركيان مفقودي الأثر. فقد أعلنت السفارة الأميركية على صفحتها على «فيس بوك» أنه تم العثور على 118 شخصا من الأميركيين الـ120 الذين كانوا على متن السفينة.

ومن بين المفقودين أيضا 4 فرنسيين وشخص لم تعلن هويته، كما لم تكشف هوية أفراد الطاقم الذين لا يزالون مفقودين بينهم إيطاليون وأميركيون وفرنسيون لا يزالون مفقودين.

وألقي القبض على قبطان السفينة فرانشيسكو شيتينو يوم السبت الماضي واتهم بالقتل غير المتعمد بعد أن اتهم بترك السفينة قبل إجلاء كل من كانوا على متنها. وقالت الشركة المالكة للسفينة في بيان إنه ارتكب على ما يبدو «أخطاء فادحة» باقترابه أكثر مما يجب من الشاطئ؛ حيث اصطدمت بصخرة أحدثت فجوة كبيرة في هيكل السفينة.

وقال كارلي إن عمال الإنقاذ لم يسمعوا أصواتا ربما يصدرها ناجون محتملون داخل السفينة التي غرق نصفها. ووقعت الكارثة عندما اصطدمت السفينة بصخرة بينما كانت وجبة العشاء تقدم للركاب ليل الجمعة، مما أصابهم بحالة ذعر فهرع المئات لقوارب النجاة، بينما قفز البعض في مياه البحر شديدة البرودة. ويعمل المحققون على فحص الأدلة من خلال الأجهزة التي تعمل عمل الصندوق الأسود الذي تزود به الطائرات لمحاولة التعرف على تسلسل الأحداث الذي أدى إلى الحادث الذي وقع في بحر هادئ وطقس جيد. واتهم الادعاء شيتينو الذي يعمل لحساب الشركة المالكة للسفينة منذ عام 2002 والذي تمت ترقيته إلى قبطان عام 2006 بمغادرة السفينة قبل إتمام عملية الإجلاء. وقال مسؤولو خفر السواحل إنه رفض العودة للسفينة عندما طلب منه ذلك. وقال شيتينو للتلفزيون الإيطالي إن السفينة اصطدمت بصخور غير موضحة على الخرائط ولم ترصدها أجهزة الملاحة. وأضاف أن الحادث وقع على بعد نحو 300 متر من الشاطئ. وتناولت بعض وسائل الإعلام أمس تقارير حول سبب تغيير مسار السفينة، ومن بينها أن شيتينو أراد أن يسلم على أحد أصحابه على الشاطئ ولكن لم يتم تأكيد ذلك النبأ. ويمثل القبطان أمام المحكمة اليوم للاستماع إلى التهم.

وأوردت صحيفة «كورييري ديلا سيرا»، الاثنين، أن القبطان أراد أن يجامل المسؤول عن النادلين أنتونيللو تييفولي، المتحدر من جزيرة جيليو، فقام بالاقتراب منها.

وتابعت أن القبطان نادى على تييفولي ليصعد إلى السطح قبل الحادث. وقال بحسب شهود: «أنتونيللو تعال انظر نحن على مقربة من جزيرتك».

وجاء في بيان أصدرته شركة «كوستا كورسييري» المالكة للسفينة، التي تعتبر الأكبر في أوروبا لتسيير رحلات سياحية بحرية: «يبدو أن الربان ارتكب أخطاء في التقدير كانت لها تبعات خطيرة»، و«قراراته في إدارة الحالة الطارئة لم تتوافق مع المعايير التي تتبعها (كوستا كروسييري) التي تلتزم المعايير الدولية». أما محامي القبطان برونو ليبورتيتي، فاعتبر أن هذا الأخير «تأثر كثيرا» بالكارثة وأنه قام بـ«مناورة لافتة» بعد الاصطدام بالصخور لجعل السفينة تقترب قدر الإمكان من الشاطئ لتتفادى الغرق في عرض البحر.

من جهته، أعلن مدعي غروسيتو فرانشيسكو فيروسزيو أن «الطريق الذي سلكه الربان لم يكن الطريق الصحيح». وتابع المدعي أنه، بحسب العناصر الأولى التي تم الحصول عليها من الصندوق الأسود، فإن السفينة كانت «فقط على بعد 150 مترا من الشاطئ، وهي مسافة قريبة جدا».

أما العنصر الأكثر خطورة فهو أن خفر السواحل طلبوا مرارا ودون جدوى من القبطان أن يعود إلى متن السفينة خلال عمليات الإنقاذ، وهو ما نفاه هذا الأخير.