هانتسمان يعلن انسحابه من سباق الرئاسة الأميركية ويؤيد رومني

سفير أوباما السابق في بكين فشل في كسب تأييد الجمهوريين

جون هانتسمان يعلن انسحابه من سباق الرئاسة الأميركية أمس، وتبدو زوجته (إلى اليمين) وبناته الثلاث اللواتي لعبن دورا مهما في حملته الانتخابية (رويترز)
TT

أعلن المرشح الجمهوري الأميركي جون هانتسمان، أمس، الانسحاب من السباق الانتخابي للحزب الجمهوري لاختيار مرشحه لخوض الانتخابات الرئاسية الأميركية، وقرر إلقاء ثقله وراء الحاكم السابق لولاية ماساتشوستس، ميت رومني، لمنافسة الرئيس الأميركي، باراك أوباما، في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل. وبذلك يقترب الجمهوريون من اختيار مرشحهم لمنافسة أوباما، الذي من المتوقع أن يكون رومني مع تقدمه في استطلاعات الرأي لأسابيع عدة على التوالي.

وقال حاكم ولاية يوتا السابق، هانتسمان، في مؤتمر صحافي في مدينة ميرتل بيتش في ولاية كارولينا الشمالية صباح أمس: «اليوم أعلن أن حملتي الانتخابية انتهت وأومن بأنه حان الوقت لحزبي أن يتحد وراء المرشح الأفضل لهزيمة باراك أوباما، وأومن بأن هذا المرشح هو ميت رومني». وأضاف هانتسمان: «عندما رشحت نفسي كان هدفي إعادة الشجاعة والقيادة في البيت الأبيض وإعادة بناء أميركا، لكن السباق تحول إلى هجوم شخصي غير مبرر، في وقت نواجه فيه أهم انتخابات في تاريخنا وتواجه هذه الأمة أزمة اقتصادية وأزمة ثقة». وذكر هانتسمان مؤيديه ومعارضيه بأن «هذه الانتخابات أكثر من مجرد مرشح أو حزب، إنها مستقبل أمة».

وشكل توقيت إعلان هانتسمان الانسحاب مفاجأة كبيرة، حيث تسربت أنباء انسحابه مساء أول من أمس بعد ساعات من حصول هانتسمان على دعم صحيفة «ذا ستيت» التي تعد أكبر صحف ولاية كارولينا الجنوبية التي يجري فيها تصويت يوم السبت المقبل في اقتراع يحسم، إلى حد كبير، المعركة الانتخابية لاختيار المرشح عن الحزب الجمهوري في الانتخابات الرئاسية. وأظهرت الاستطلاعات حصول هانتسمان على 4 في المائة فقط من تفضيلات الناخبين في ولاية كارولينا الجنوبية. وقال أحد المحللين إن تأييد الصحيفة لم يحدث أي فارق لهانتسمان الذي يبدو أنه يحظى بشعبية في وسائل الإعلام أكثر مما يحظى به من شعبية في صناديق الاقتراع.

وكان هانتسمان قد أطلق حملة انتخابية ناجحة من أمام تمثال الحرية في نيويورك في يونيو (حزيران) 2011 ونال اهتماما كبيرا لخبرته في السياسة الخارجية، إلا أن حملته الانتخابية لم تتمكن من الحصول على تأييد الناخبين الأساسيين في الحزب الجمهوري بسبب الانتقادات التي وجهت له، لقربه من الرئيس أوباما وعمله سفيرا للولايات المتحدة لدى الصين في إدارة أوباما.

وتحسنت شعبية هانتسمان في استطلاعات الرأي بعدما رد بقوة خلال مناظرة على انتقاد ميت رومني له بأن توليه منصب السفير الأميركي لدى الصين في إدارة أوباما يجب أن يبعده عن ترشيح الحزب الجمهوري. ورد هانتسمان بقوة: «أنا دائما أضع وطني أولا»، ووضع هانتسمان عبارة «وطني أولا» شعارا لحملته، وتعهد بتحسين الاقتصاد واستعادة ثقة الرأي العام في النخبة السياسية في واشنطن.

وقرر هانتسمان عدم خوض أول مراحل الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري في ولاية أيوا في الثالث من يناير (كانون الثاني) الجاري. ووضع كل رهانه على نتائج الانتخابات التمهيدية في ولاية هامشير في العاشر من يناير، ظنا منه أنه سيحقق نتائج أفضل مع تقديم نفسه في صورة الجمهوري المحافظ المعتدل. وأوضحت استطلاعات الرأي، عشية إجراء الانتخابات التمهيدية في نيوهامشير، ارتفاع شعبيته بشكل كبير. وقال هانتسمان – الذي ينحدر من إحدى أغنى العائلات في الولايات المتحدة - إن نيوهامشير «هي التي تختار الرؤساء فعليا». لكن هانتسمان خسر رهانه وفشل في الفوز بتصويت الولاية وانتهى في المرتبة الثالثة بعد ميت رومني ورون بول، محققا نسبة 16.9 في المائة من مجموع الأصوات، فيما حصد ميت رومني نسبة 37 في المائة من الأصوات، وحصل رون بول على 23 في المائة.

ويعد هانتسمان ثالث المنسحبين من بين المرشحين الجمهوريين بعد انسحاب رجل الأعمال الملقب برجل البيتزا، هيرمان قابيل، إثر فضائح جنسية وانسحاب عضو الكونغرس عن ولاية مينيسوتا، ميشيل باخمان، بعد أن حصلت على نسبة تأييد ضعيفة من أصوات الناخبين الجمهوريين في المجلس الانتخابي في أيوا في بداية الشهر الجاري.

وبانسحابهم تنحصر المنافسة بين خمسة مرشحين، هم حاكم ولاية ماساتشوستس السابق، رومني، ورئيس مجلس النواب الأسبق، نيوت غينغريتش، والمحافظ الليبرالي، رون بول، والمحافظ المتشدد، ريك سانتورم، وحاكم ولاية تكساس، ريك بيري. ويتزايد الضغط على حاكم ولاية تكساس، ريك بيري، لمغادرة السباق من أجل السماح للمحافظين في ولاية كارولينا الجنوبية بتوحيد الآراء وحشد الدعم واختيار المرشح الجمهوري لانتخابات الرئاسة.

ويعد هانتسمان، وعمره 51 عاما، من أبرز الشخصيات الدبلوماسية المحافظة، وعمل في أربع إدارات، وتولى منصب سفير للولايات المتحدة لدى الصين في إدارة الرئيس باراك أوباما. وقبلها عمل لفترتين حاكما لولاية يوتا، بعدما كسب انتخابات عامي 2004 و2008، كما كان نائبا للممثل التجاري للولايات المتحدة في إدارة الرئيس السابق، جورج بوش. ويتحدث هانتسمان الصينية بطلاقة، وتولى منصب رئيس البعثة الدبلوماسية الأميركية إلى سنغافورة عام 1992 في عهد الرئيس جورج بوش. وهو ينتمي لعائلة صناعية كبيرة في مدينة ريد وود بولاية كاليفورنيا، وأسس والده شركة «هانتسمان كورب» الكيميائية عام 1982 التي بلغت عائداتها في عام 2010 تسعة مليارات دولار.