جمعيات لبنانية تشكل ائتلافا لمساعدة النازحين السوريين إلى البقاع

إحصاءات تؤكد أن عدد اللاجئين إلى لبنان تجاوز الـ8 آلاف

TT

دفع تزايد عدد النازحين السوريين في البقاع، ونتيجة الوضع الأمني غير المستقر في سوريا، الذي وصل إلى ثمانية آلاف نازح في لبنان، بينهم 180 أسرة في البقاع الغربي وراشيا، وأكثر من 100 أسرة يتوزعون على عرسال وبعلبك وبعض مناطق البقاع الشمالي، خمس جمعيات لبنانية إلى الاتفاق، فيما بينها، من أجل تفعيل العمل الإنساني والتنسيق بين هذه الجمعيات بهدف الإغاثة.

ويقول أحد أعضاء جمعية الائتلاف، ومندوب مشروع التراحم الإنساني الذي له باع طويل في العمل الإنساني، محمد عيتاني: «لقد أحصينا النازحين السوريين الموزعين في مختلف المناطق اللبنانية ثلاث مرات. ونؤكد من جانبنا أن العدد الإجمالي للنازحين السوريين على الأراضي اللبنانية، بلغ ثمانية آلاف شخص. وأي رقم آخر ينقص عن ذلك هو رقم غير دقيق، ونتيجة هذا الكم من اللاجئين، بتنا نواجه مشكلة مادية. فمنذ شهر مايو (أيار) الماضي وزعنا 800 مدفأة مازوت، و800 فراش، وعددا مماثلا من الأغطية المرفقة بحصص غذائية وتموينية في وادي خالد (شمال لبنان). كما وزعنا سجادا في المناطق الباردة لحماية الأطفال، بالإضافة لكميات قليلة من المازوت في المناطق العالية. لكن هذا التوزيع لم يشمل كل النازحين».

ويضيف: «قدمنا 3500 فرشة من الإسفنج و3000 حصة على مستوى لبنان»، ولفت إلى أن «القطاع الصحي تتولاه بعض الجمعيات على مستوى لبنان. فهناك جمعيات تقدم الأدوية للمستوصفات». وأضاف: «وفقا لاقتراح مفتي زحلة والبقاع، الشيخ خليل الميس، قررنا أن نشكل ائتلافا للتنسيق فيما بين عدد من الجمعيات للعمل تلافيا للازدواجية. وقد نجحنا منذ البداية مع بعض المنظمات والهيئات الإنسانية المحلية والخارجية في أمين الفرش والحرامات لمعظم اللاجئين. وقدمنا مساعدات مادية قدر المستطاع. ونعمل اليوم وفق ائتلاف، لأنه السبيل الوحيدة من أجل كرامة النازح».

وتابع عيتاني: «طرقنا كل الأبواب في الشمال، وقدمنا الأموال لكل نازح محتاج. وكان هذا التمويل من أهل الخير، ويعتبر جزءا بسيطا مما قدمه الشعب السوري للنازح اللبناني، في حرب تموز عام 2006، فنحن نعمل عمل إغاثي ولا علاقة لنا بالسياسة».

بدوره، قال رئيس تجمع شباب البقاع، الدكتور عبد الله طسي: «لقد شكلنا الائتلاف لمساعدة النازحين إلى البقاع، كما يحصل في وادي خالد في منطقة الشمال، عندما وجدنا أن الإغاثة غير موجودة في البقاع، ولنكون على أتم الاستعداد لأي طارئ يحصل في دمشق، وهذا يشكل ضغطا كبيرا على البقاع، وبذلك نكون مستعدين. فهناك عدد كبير من العائلات تخشى اقتراب أي لجنة أو جمعية منها، فهي لا تعطينا أي وثائق خشية إعادتها إلى سوريا، وهناك 280 عائلة تم إحصاؤها. وهذه العائلات وحدها التي قبلت إعطاءنا أوراقها الثوبتية. وهناك من يرفض تقديم أوراقه خوفا».

وأكد أن «هدف الائتلاف هو إنساني بحت ونسعى لتأمين المعالجة الطبية، إضافة إلى ما يتعلق بكرامة الإنسان، خصوصا أن المنظمات الدولية والإنسانية لا تعترف إلا بعدد المسجلين، وهناك نازحون لا يقرون بذلك، وعندما يعرفون أننا سنساعدهم البعض منهم يعطينا أوراقه والبعض الآخر يرفض. وهناك نازحون موجودون عند أقارب لهم في بلدات بر الياس وقب الياس وجديتا وعرسال، وكل الجمعيات الموجودة تعمل منذ حركة النزوح. لكننا اليوم سنعمل وفق ائتلاف كي لا تتضارب جهودنا. واليوم نعمل على جمع هذه الجهود من أجل التنسيق فيما بيننا».

وتحدث منسق عام صندوق الزكاة، الشيخ أيمن شرقية، فأكد أن «الهدف هو التنسيق بين الجمعيات ليتم الاتصال مع النازحين بشكل مباشر ومنسق على الأرض. وسنعمل على زيارة هؤلاء النازحين، وبعد التدقيق الميداني ستتم المساعدة الإنسانية لإغاثة هؤلاء».