معلومات عن توقيف «الجيش الحر» عنصر أمن متهما بالتنكيل بالمتظاهرين

انتشرت تسجيلات لأكثم عباس وهو يدوس على رؤوس المتظاهرين

TT

أشارت مصادر مقربة من «الجيش السوري الحر»، لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن المنشقين تمكنوا، أمس، من اعتقال المدعو أكثم عباس، الذي ظهر في فيديو قرية البيضة وهو يدوس بقدميه على أجساد المتظاهرين ويشتم أعراضهم، ويضربهم بعنف، مناديا إياهم: «بدكن حرية.. هاي الحرية». وأضافت المصادر أن عباس تم إلقاء القبض عليه في منطقة جبل الزاوية، شمال مدينة حلب.

وفي الوقت الذي لم يصدر فيه «الجيش السوري الحر» بيانا يؤكد فيه صحة الخبر، فإن الكثير من الناشطين المعارضين على «فيس بوك» أعربوا عن سعادتهم، معتبرين، عبر تعليقات مختلفة، أن أكثم عباس مجرم لا بد أن ينال عقابه. فكتب لؤي: «اليوم سيسترد أهالي قرية البيضة الشرفاء كرامتهم، التي أهدرها مجموعة من الرجال التافهين على رأسهم هذا الأكثم اللئيم». أما الناشط بهاء المولى، فقال عبر صفحته: «يجب ألا نتشفى ونشمت، الثورة ليست للانتقام، لا بد أن نعرف أي مصير سينال أكثم بين يدي (الجيش السوري الحر)». وأضاف: «أقترح تسليمه للمحكمة الجنائية لينال عقابه بشكل قانوني بعيدا عن الثأر». وقد كان أكثم سليمان واحدا من مجموعة من عناصر الأمن والشبيحة اقتحمت في 29 أبريل (نيسان) الماضي قرية البيضة التي تبعد عن مدينة بانياس زهاء 10 كم، بعد تمهيد من آليات الجيش السوري، وقاموا بإهانة أهلها وإذلالهم؛ حيث نشر ناشطون سوريون الكثير من الفيديوهات التي توثق هذه الحادثة المأساوية؛ حيث ظهر أكثم عباس في أحدها بشكل واضح.

وفي شهادة لأحد الأهالي، الذي كان شاهدا على هذه الحادثة وتم نشر شهادته عبر أكثر من منبر حقوقي، قال: «بدأ رجال الأمن والشبيحة باعتقال الرجال عشوائيا وضربهم وشتمهم، واستمرت هذه الأعمال ساعات، انتهت بجمع زهاء 300 رجل في ساحة البلدة». وأضاف: «استمر احتجاز الرجال في ساحة البيضة ليلة كاملة منطرحين أرضا، مقيدي الأيدي والأرجل، بينما رجال الأمن والشبيحة ينهالون عليهم ركلا بأقدامهم، وضربا بالعصي وبأعقاب البنادق، شاتمين أمهاتهم ونساءهم وبناتهم وأخواتهم بأقذع الشتائم. كان رجال الأمن يعتلون ظهور الرجال المنطرحين أرضا، متقاذفين عليها، هاتفين: «الله، سوريا، بشار وبس»، ثم يقومون بجر الرجال من أرجلهم، مسددين إلى رؤوسهم ركلات من أقدامهم على وقع صرخاتهم «بدكن حرية.. هاي حرية». ويختم الشاهد كلامه: «مع انبلاج الفجر أنهى رجال الأمن والشبيحة أفعالهم هذه، بإحضار عدد من الباصات إلى ساحة البيضة. وبعدما أفرغوا من مثاناتهم البول على أجسام الرجال ورؤوسهم وفي أفواههم، فكوا أيديهم وأرجلهم المقيدة، وأدخلوهم إلى الباصات، ثم ساروا بهم».

كان الإعلام الرسمي السوري قد نفى حصول هذه الحادثة، معتبرا أن الفيديوهات التي توثق تفاصيلها قد صُورت في العراق وتعود لعناصر من البيشمركة الكردية وليس للأمن السوري، مما دفع المعارضة السورية إلى الرد بنشر فيديوهات توضح معالم الساحة التي حصلت فيها عمليات الإذلال، كما ظهر شاب يدعى أحمد بياسي من سكان القرية وهو أحد الذين تعرضوا للضرب والتنكيل وأدلى بشهادته، الأمر الذي دفع الأمن السوري إلى اعتقاله لاحقا.