إيران تدعو السعودية إلى «إعادة النظر» في تعهدها بزيادة إنتاجها النفطي

مساعد وزير الطاقة الأميركي من جنوب أفريقيا: بإمكان العالم الاستغناء عن النفط الإيراني

TT

دعا وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي أمس السعودية إلى «إعادة التفكير» في تعهدها بزيادة إنتاجها من النفط، وهو ما صرح به وزير النفط السعودي علي النعيمي، واصفا الخطوة السعودية بأنها «غير ودية»، في حين أكد مسؤول أميركي بارز يقوم بزيارة إلى جنوب أفريقيا أن بإمكان العالم الاستغناء عن النفط الإيراني الذي يغطي ربع احتياجات جوهانسبرغ. ويقوم مسؤولون أميركيون بجولات في دول آسيوية وأفريقية لحثها على وقف استيراد النفط الإيراني.

وجاءت الدعوة الإيرانية للرياض في مقابلة أجراها وزير الخارجية الإيراني مع تلفزيون «العالم» الناطق باللغة العربية. وقال صالحي: «ندعو المسؤولين السعوديين إلى التفكير مليا وإعادة النظر» في مسعاهم لزيادة الإنتاج. وهاجم صالحي تصريحات النعيمي لشبكة «سي إن إن» أول من أمس التي قال فيها إنه يمكن رفع إنتاج النفط السعودي بنحو 2.6 مليون برميل يوميا، وإن العالم لن يتحمل إغلاق مضيق هرمز (الاستراتيجي) طويلا. وقال صالحي: «هذه الإشارات ليست ودية». وكانت إيران قد أطلقت مؤخرا تحذيرات لدول خليجية بأنها إذا تدخلت للتعويض عن نقص الصادرات النفطية الإيرانية الذي يمكن أن ينتج عن فرض عقوبات أوروبية وأميركية جديدة، فإنها «لن تعتبر هذه الخطوة ودية». وقال ممثل إيران لدى منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) محمد علي خطيبي: «في حال أعطت الدول النفطية في الخليج الضوء الأخضر للتعويض عن النفط الإيراني (في حال فرض عقوبات) وتعاونت مع الدول المغامرة (الغربية) ستكون مسؤولة عن حوادث ستحصل، وبادرتها لن تكون ودية».

وقال النعيمي لشبكة «سي إن إن» إن «السعودية تنتج حاليا بين 9.4 و9.8 مليون برميل يوميا، ولدينا إمكانية لإنتاج 12.5 مليون برميل». وتابع النعيمي: «أعتقد أن بإمكاننا بكل سهولة أن ننتج بين 11.4 و11.8 مليون برميل يوميا خلال أيام.. لكننا قد نكون بحاجة إلى تسعين يوما لنصل إلى 700 ألف برميل إضافي يوميا». أما بالنسبة لإغلاق مضيق هرمز، فقال النعيمي: «شخصيا لا أعتقد أن المضيق في حال تم إغلاقه سيبقى كذلك لمدة طويلة، فالعالم لن يتحمل هذا الأمر». وتبيع طهران نحو 450 ألف برميل نفط يوميا (18% من صادراتها) لدول الاتحاد الأوروبي وأساسا لإيطاليا (180 ألف برميل يوميا) وإسبانيا (160 ألفا) واليونان (100 ألف)، وهي ثلاث دول تواجه أوضاعا اقتصادية صعبة بسبب أزمة الديون. كما تبيع كميات من النفط إلى دول آسيوية وأفريقية.

وفي جوهانسبرغ، أعلن دانيال بونمان مساعد وزير الطاقة الأميركي أمس أن بإمكان العالم الاستغناء عن النفط الإيراني الذي يغطي، خصوصا، ربع احتياجات جنوب أفريقيا. وصرح بونمان الذي يقوم بجولة في أفريقيا تزامنت مع تصاعد التوتر مع إيران: «إنها سوق عالمية، والنفط قابل للنقل ويسهل نقله»، وأضاف: «لهذا الغرض إذا تصرفنا بطريقة جيدة ومسؤولة، فإن العالم قادر على تلبية الطلب الحالي دون حصول نقص حتى ولو مارسنا الضغط على إيران كي تلتزم بواجباتها في الحد من الانتشار» النووي، في إشارة إلى إمكانية الاتفاق على عدم شراء النفط الإيراني.

وتعتبر جنوب أفريقيا، وهي أول مستورد أفريقي للنفط الإيراني، بلدا أساسيا في الحملة التي تقوم بها الولايات المتحدة من أجل تشديد العقوبات على إيران واحتمال فرض حظر على مبيعاتها النفطية. وأصدر الرئيس باراك أوباما في 31 ديسمبر (كانون الأول) الماضي قانونا يشدد العقوبات على القطاع المالي في إيران ويتيح تجميد الأصول في الولايات المتحدة لكل مؤسسات مالية أجنبية تتاجر مع البنك المركزي الإيراني في قطاع النفط. من جانبها، تتردد بريتوريا في الموقف الذي يجب اتخاذه إزاء إيران، وفق ما أفادت مجلة «مايل آند غارديان» الجمعة استنادا إلى مصادر في وزارة الخارجية الجنوب أفريقية. وفضلا عن تبعيتها في مجال الطاقة، يجب على جنوب أفريقيا أن تأخذ في الاعتبار تقاربها الدبلوماسي منذ 2009 مع الصين التي أيضا تبدي تحفظا بشأن الحظر على شراء النفط الإيراني.

وفي جوهانسبرغ، عقد مساعد وزير الطاقة الأميركي بونمان لقاء مع وزيرة الطاقة الجنوب أفريقية ديبوو بيترس. وأوضحت الناطقة باسم سفارة الولايات المتحدة لدى جنوب أفريقيا إليزابيث ترودو لوكالة الصحافة الفرنسية أن العقوبات «كانت من المواضيع التي تناولها اللقاء لأننا نبحثها مع كل الدول في العالم».