نشوب حرب باردة بين التيار الصدري و«عصائب أهل الحق»

الصدر يصف شركاءه السابقين بـ«القوم الظالمين»

TT

لا تزال الحرب الدائرة حاليا في الأوساط الشيعية بين التيار الصدري، بزعامة مقتدى الصدر و«عصائب أهل الحق» بزعامة قيس الخزعلي، باردة على الرغم من دخولها مرحلة جديدة، تتمثل في اتهام الصدريين لهم باستمالة أعضاء من التيار الصدري لمصلحتهم. ويأتي هذا الاتهام بعد أيام من الإعلان عن قيام مجموعة من المنتمين للعصائب توبتهم وعودتهم إلى التيار الصدري، الأمر الذي دفع الصدر إلى مباركة هؤلاء والترحيب بهم. وكان الصدر قد اعتبر أمس (الثلاثاء) أن ما سماه «الغربال أو المنخل الإلهي»، هو الذي يصفي تياره، بينما شبه جماعة العصائب بـ«القوم الظالمين». وقال بيان صادر عن مكتب الصدر، واطلعت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، وجاء على شكل رد للصدر عن سؤالين لعدد من أتباعه بشأن قيام العصائب بتوزيع أموال لاستمالة أتباع الخط الصدري، ونشر رسومات مسيئة له شخصيا، إنه «الغربال أو المنخل الإلهي يصفي تياره، فلا تأسوا على القوم الظالمين». وأضاف زعيم التيار الصدري أنه «ليحزنني تفرق أهل الحق عن الحق من أجل حفنة مال أو سياسة». وبشأن التصاميم المسيئة له على شبكة الإنترنت، قال إن «كانت تصاميم تظهر الحق فسلمت أيديهم»، وتابع «من شتمني أصبر وأحتسبها لله، عز وجل، فهو الكفيل بنا آل الصدر»، وفقا للبيان. وفي وقت لم يدخل فيه القياديون بالتيار الصدري على خط الهجوم الذي يتولاه الصدر ضد العصائب ويتبناه شخصيا، فإنه ووفقا لمصدر أكاديمي مقرب من الحوزة العلمية أبلغ «الشرق الأوسط» أن «الخلاف الراهن بين الصدريين و(عصائب أهل الحق) سياسي ويتصل في جانب كبير منه بالعملية السياسية الراهنة وإشكالاتها ومتطلبات الدخول إليها من عدمه»، مشيرا إلى أن «هذه المهمة يتوجب أن ينهض بها السياسيون من كلا الطرفين، وليس رجال الدين، لأنها ليست خلافا فقهيا أو مذهبيا، بل كلا الطرفين شيعة، ولا غبار على ذلك».

ومن جانبهم، فقد أعلن العصائب عدم مشاركتهم في المؤتمر في حال تسببت هذه المشاركة في إشكاليات سياسية. وكان «عصائب أهل الحق»، الذين كانوا مصنفين أميركيا في خانة «الإرهاب»، قد أعلنوا نيتهم الدخول في العملية السياسية بعد انسحاب الأميركان من العراق. وبالفعل فقد أعلن وزير المصالحة الوطنية العراقي عامر الخزاعي عن دخول العصائب العملية السياسية وإلقائهم السلاح، وهو ما أغاظ زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر. وكان الصدر قد وصف في بيان قريب له كلام «عصائب أهل الحق» بـ«النباح»، داعيا أنصاره إلى تجنب الاحتكاك بهم أو مواجهتهم، كما وصفهم بأنهم مجموعة قتلة ولا دين لهم، مؤكدا أن هؤلاء هم عشاق الكراسي، ومن تبعهم فهو منهم.