حماس والجهاد تبدآن أوسع حوار من أجل الاندماج الكامل

بعد سنوات من خلافات فكرية وسياسية وصلت إلى حد التصادم أحيانا

ضباط من شرطة حماس في غزة أثناء استعراض عسكري بمناسبة تخريج دفعة جديدة (أ.ف.ب)
TT

استأنفت حركتا حماس والجهاد الإسلامي حوارا جادا وموسعا، في محاولة جديدة لدمج الحركتين في تنظيم واحد، بعد أعوام من الخلافات السياسية والفكرية بين الفصيلين اللذين يمثلان الإسلام السني الوسطي، ويعتبران أهم الفصائل وأكبرها خارج منظمة التحرير الفلسطينية.

وقال القيادي البارز في الجهاد، داود شهاب، لـ«الشرق الأوسط» إن الحركتين بدأتا نقاشا معمقا وعلى نطاق واسع في الضفة وغزة والخارج وفي السجون الإسرائيلية، من أجل تحقيق الدمج، غير أنه لم يؤكد ما إذا كانت الحوارات يمكن أن تنتهي إلى دمج كامل أو جزئي. وأوضح شهاب «لا نعرف إلى أين يمكن أن نصل، إلى وحدة كاملة أو تنسيق مواقف، أو وحدة متعددة، أو غيره، هذا رهن بنتائج الحوار».

وأضاف «الحديث عن تحقيق وحدة إسلامية في فلسطين، هدف كبير يحتاج إلى جهد كبير، ونحن نسعى إلى تجميع الكل حول خيار المقاومة وتحرير الأرض».

وتابع «نحن بذلنا قبل ذلك جهودا كبيرة للتقارب بين القوميين والوطنيين والإسلاميين، فكيف بحركتين إسلاميتين تمثلان الإسلام السني ولهما مرجعية فقهية واحدة». وأردف «من المهم تعزيز المشترك بين حماس والجهاد».

وهذه ليست أول مرة تخوض فيها الحركتان حوارات من أجل تحقيق الدمج، لكن الحوارات السابقة ظلت سرية إلى حد كبير، وتعثرت بخلافات سياسية لها علاقة بالمقاومة والمشاركة في السلطة والانتخابات.

وطالما تفجرت خلافات سياسية بين حماس والجهاد انتقلت إلى اشتباكات ميدانية محدودة، بعد سيطرة حماس على الحكم في قطاع غزة، كان مردها محاولة حماس السيطرة على نسق المقاومة وعلى منابر المساجد في القطاع.

واعتبر شهاب أن الخلافات السياسية مع حماس يمكن تجاوزها، باعتبار أن تحقيق الوحدة الإسلامية واجب شرعي ووطني، وقال «نريد أن ندفع باتجاه تعزيز القواسم المشتركة ونقاط الالتقاء وتذويب التباينات والخلافات».

وإذا ما تحقق الدمج بين حماس والجهاد، فإنهما قد يشكلان فصيلا كبيرا يصعب التغلب عليه شعبيا، نظرا لما يحظى به الفصيلان من شعبية في الشارع الفلسطيني لا يوازيها إلا شعبية فتح، الفصيل الأكبر في منظمة التحرير.

وحرص شهاب على التأكيد على أن هذه الحوارات مع حماس لا تشكل بديلا عن المصالحة ولا تؤثر عليها.

وتنوي الجهاد وحماس الانضمام إلى منظمة التحرير وخوض الانتخابات البلدية وانتخابات المجلس الوطني.

وقد يكون حديث الاندماج الآن، مقدمة لتوحيد الجهود الانتخابية في المستقبل القريب، وهو ما قد يدفع فتح إلى الذهاب نحو توافق أكبر مع فصائل اليسار، وخوض الانتخابات بقوائم موحدة.

وكان إسماعيل هنية رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة في غزة، قد دعا أمس، إلى الجدية في مسألة الاندماج بين حركته وحركة الجهاد الإسلامي. وقال بيان صدر عن مكتب هنية، إنه دعا خلال لقائه مع وفد من قيادة الجهاد الإسلامي في مكتبه بغزة، إلى «حوار معمق بين حركتي حماس والجهاد الإسلامي من أجل تحقيق الوحدة الاندماجية التامة بين الحركتين».

وأوضح البيان أن هنية والوفد القيادي من الجهاد ناقشا «آخر المستجدات السياسية وآخر تطورات عملية المصالحة ونتائج الثورات العربية والعلاقات الثنائية بين حماس والجهاد الإسلامي».

وتمنى شهاب أن «تشكل وحدة حماس والجهاد نواة لوحدة الحركة الإسلامية في العالم». وأضاف يجب استقبال الربيع العربي والاستفادة منه فلسطينيا.

وردا على سؤال حول ما إذا كان الاندماج يعني اسما جديدا لفصيل جديد بديلا لحماس والجهاد، قال شهاب إنه من السابق لأوانه معرفة ذلك، وما سيتمخض عن الحوارات، وهل ستذهب الحركتان إلى اسم جديد أو لا.