التيارات الإسلامية تجتمع في «الملتقى الإسلامي السوري الأول» لتأييد الثورة وإسقاط النظام

مراقب عام «الإخوان»: لسنا إقصائيين

TT

للمرة الأولى منذ سنوات طويلة، اجتمعت التيارات الإسلامية السورية على اختلاف أطيافها لنصرة الشعب والثورة السورية، في «الملتقى الإسلامي السوري الأول» الذي عقد في اسطنبول.

وفي خطوة تبدو واضحة وكأنها رد فعل على ما يمكن اعتباره «خطاب السلطة الديني» الذي يتولاه شيوخ ورجال دين داعمين للنظام، أكد المجتمعون في ختام لقائهم على تأييد الثورة السورية، وتبني مطالبها المشروعة، وعلى رأسها إسقاط النظام بكل رموزه، ورفض الحوار معه.

وحول هذا الملتقى الذي حضره إضافة إلى ممثلين من تيارات إسلامية مختلفة، ممثلون من المجلس الوطني السوري، قال رياض الشقفة، مراقب عام «الإخوان المسلمين» في سوريا، لـ«الشرق الأوسط» إن «الهدف من هذا اللقاء الجامع كان التحضير لما بعد سقوط النظام، بعدما صار سقوطه واقعا، ورسم خطوط المرحلة القادمة بعيدا عن أي خلافات، إضافة إلى توحيد الرؤية بين التيارات الإسلامية على اختلاف توجهاتها والانفتاح على الآخرين والتعاون معهم، إضافة إلى دعم المجلس الوطني السوري». وفي حين اعتبر الشقفة أن الأصوات التي ترفع محذرة من وصول الإسلاميين إلى السلطة هي محاولات من النظام لتخويف الأقليات، أشار إلى أن «الملتقى الإسلامي الأول أتى ليطمئن الشعب السوري، لا سيما الأقليات منهم، أننا لسنا إقصائيين، ومنفتحون للتعاون مع كل أطياف المجتمع». وعما إذا كان هناك توسيع لدائرة اللقاءات لتشمل طوائف أخرى في سوريا، لفت إلى أن «الفكرة مطروحة، ونعمل للتواصل مع كل الأطراف».

أما في ما يتعلق بالتواصل مع العلماء والشيوخ الذين يعلنون انشقاقهم، أكد الشقفة أن «من يتمكن من الخروج من سوريا يتواصل معنا مباشرة، وكان عدد منهم مشاركا في الملتقى، أما من لا يزال في الداخل فيبقى التواصل معه صعبا».

وكان الملتقى الذي عقد في اسطنبول قد جمع معظم التيارات الإسلامية في سوريا، وأهمها «الإخوان المسلمون» والتيارات السلفية والصوفية والإسلامية الوسطية، ممثلين بشيوخ ورجال دين، أبرزهم مراقب عام «الإخوان المسلمين» رياض الشقفة، والشيخ زين العابدين سرور، وعدنان العرعور، ومحمد علي الصابوني، والشيخ عصام العطار، إضافة إلى أسماء رجال دين لهم وقعهم في المجتمع السوري.

وقد صدر في نهاية الملتقى الذي امتد على مدى يومين في اسطنبول، بيان تطرق إلى الأهداف التي عقد من أجلها، وأهمها، توحيد الرؤى وتنسيق المواقف والجهود تجاه القضايا الكبرى والتحديات التي تواجه الأمة. إضافة إلى إقامة المؤسسات والمشروعات والبرامج النهضوية التي تساعد على تحقيق رسالة الملتقى وتعزيز القواسم المشتركة، وإبراز جوانب الاتفاق، واحتواء الخلافات وحل الإشكالات. كذلك، الحفاظ على هوية الأمة، وحماية استقلالها وحريتها، والتعاون على بناء المجتمع المؤمن الصالح.

أما أهم القرارات التي صدرت عن هذا الملتقى والتي تسلم المجلس الوطني نسخة منها، فكانت تأييد الثورة السورية، وتبني مطالبها المشروعة، وعلى رأسها إسقاط النظام بكل رموزه، وعدم الحوار معه، والتأكيد على دور العلماء وأثرهم الحيوي والضروري في نهضة الأمة ودفع الظلم عنها.

وطالب المجتمعون المجتمع الدولي بالعمل على حماية المدنيين السوريين بشتى الطرق الممكنة والمشروعة. كما كانت هناك دعوة إلى جميع شعوب العالم وحكوماته وبخاصة الشعوب العربية والإسلامية وحكوماتها إلى التضامن مع الشعب السوري ودعمه في ثورته ومناصرته لوقف حمام الدم واستباحة الأموال والأعراض من قبل النظام الظالم الفاجر. وكانت هناك دعوة للجامعة العربية للتطبيق الكامل لمبادرتها، وتحويل القضية السورية إلى مجلس الأمن الدولي، والعمل على رعاية أسر الشهداء والأسرى والمفقودين والمهجرين والجرحى، ودعمهم ماديا ومعنويا.