هجمات اللحظة الأخيرة تتكثف على رومني

الجمهوري المتقدم يتعهد بكشف ضرائبه.. ويتقارب في التأييد مع أوباما

رومني يتحدث للصحافيين بعد تجمع انتخابي في فلورنس بكارولينا الجنوبية مساء أول من أمس (أ.ف.ب)
TT

تعرض ميت رومني، الذي يعتبر الأوفر حظا للفوز بتسمية الحزب الجمهوري من أجل خوض السباق الرئاسي في الولايات المتحدة، الليلة قبل الماضية في كارولينا الجنوبية، إلى هجمات عنيفة من منافسيه، وذلك قبيل انتخابات تمهيدية مهمة ستشهدها هذه الولاية السبت المقبل. وجاء هذا بينما أبرز استطلاع للرأي تقارب تأييد الناس لرومني والرئيس الديمقراطي باراك أوباما.

وكان رومني قد فاز في أول مرحلتين من الانتخابات التمهيدية التي جرت في ولايتي إيوا ونيوهامبشير لاختيار المرشح الجمهوري الذي سيواجه الرئيس أوباما في انتخابات نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل. ومن أجل تعزيز فرصه، يراهن رومني على فوز جديد في كارولينا الجنوبية السبت المقبل. لكن خصومه حاولوا الليلة قبل الماضية في المناظرة التي جرت في ميرتل بيتش بولاية كارولينا الجنوبية، القيام بكل شيء لإضعاف مواقعه. واضطر رومني إلى مواجهة أربعة جمهوريين آخرين، هم: نيوت غينغريتش، ورون بول، وريك سانتوروم، وريك بيري.

وشن المسيحي المحافظ سانتوروم هجوما عنيفا على رومني ولجنة العمل السياسي (سوبر باك) التي تدعمه. وأخذ على هذه الهيئة أنها وضعت على شاشات التلفزيون إعلانا يقول فيه إنه يدعم تصويت السجناء المحكومين. ووصف ريك سانتوروم هذا الاتهام بأنه «غير دقيق»، مضيفا أن رومني سمح بمثل هذا الإجراء حين كان حاكما لولاية ماساتشوستس.

واضطر رومني أيضا للدفاع عن عمله حين كان رئيسا لصندوق الاستثمار (باين كابيتال) في الثمانينات والتسعينات من القرن الماضي. وبحسب خصومه، فإنه قد يكون «نهب» الشركة. وقال غينغريتش «إن ترك الشركة مع دين هائل وبعد ذلك خلال سنة أو اثنتين أو ثلاث، تمت قيادتها نحو الإفلاس. أعتقد أنه يجب أن يرد على ذلك». وأكد رومني في المقابل أن أداءه كان «إيجابيا» وأن عمله خلق عشرات آلاف الوظائف.

من جهة أخرى وبضغط متزايد من منافسيه، أشار للمرة الأولى إلى أنه سيكشف عن قيمة ضرائبه. وقال: «إذا أصبحت المرشح (الجمهوري)، في السابق كان الناس ينشرونها في أبريل (نيسان) تقريبا، فسأقوم بالمثل على الأرجح».

وفي مواجهة هجمات منافسيه، أكد رومني مجددا ولاءه لمبادئ الجمهوريين القائمة على أساس تدخل طفيف للحكومة في الحياة الاقتصادية. واعتبر أنه من غير الضروري بالنسبة للولايات المتحدة أن «تتجه إلى أوروبا لإنقاذ نظامها المصرفي».

من جهته، انتقد غينغريتش سياسة الرئيس أوباما، مما أثار تصفيقا حارا من الحاضرين، مستهجنا اعتماد الأميركيين الفقراء على الدولة الفيدرالية. وحافظ رون بول على مواقفه المتمثلة بعدم التدخل.

وصباح الاثنين، أعلن المعتدل جون هانتسمان الذي لم تترك حملته صدى فعليا، انسحابه من السباق، ودعا مناصريه إلى دعم رومني. واستهجن هانتسمان اللهجة العدوانية التي طغت، بحسب قوله، على الحملة بين المرشحين الجمهوريين.

ويتصدر رومني استطلاعات الرأي في كارولينا الجنوبية، لكن انتماءه لكنيسة المورمون يمكن أن يشكل عائقا له في هذه الولاية الجنوبية، حيث هناك 60 في المائة من الناخبين الجمهوريين من المسيحيين الإنجيليين.

وبحسب استطلاع جديد للرأي أجرته شبكة «سي إن إن» و«أو آر سي»، فإن نسب التأييد لرومني وأوباما متقاربة جدا، حيث تقدم الجمهوري بفارق طفيف (48 في المائة) على الرئيس الديمقراطي (47 في المائة) لدى الناخبين المسجلين. لكن أوباما حافظ على تقدمه على غينغريتش وسانتوروم وبول، كما أظهر هذا الاستطلاع الذي أجري يومي 11 و12 من الشهر الحالي وشمل عينة من 1021 شخصا مع هامش خطأ يتراوح حول ثلاث نقاط.