تسريع البحث عن مفقودي السفينة المنكوبة باستعمال متفجرات

الربان يواجه الاستجواب وكشف محادثة تؤكد تهوره.. وتحذير من كارثة بيئية

غواصون ينتشلون جثة من السفينة الغارقة أمس (أ.ب)
TT

سرع رجال الإنقاذ أمس عمليات البحث اليائسة للعثور على مفقودي باخرة «كوستا كونكورديا» التي غرقت قرب جزيرة جيجليو الإيطالية، مستخدمين متفجرات صغيرة لفتح ممرات في الهيكل.

وأعلن الناطق باسم خفر السواحل، فيليبو ماريني، أن حصيلة المأساة بلغت ستة قتلى وستين جريحا و29 مفقودا. ومن بين المفقودين (ركاب وأفراد الطاقم) هناك 14 ألمانيا وستة إيطاليين وأربعة فرنسيين وأميركيان ومجري وبيروفي وهندي.

وأكد حاكم المنطقة، جيوزيبي ليناردي، أن عدد المفقودين قد ينخفض لأن بعض من كانوا على اللائحة ربما غادروا الجزيرة من دون إبلاغ السلطات.

وصرح مسؤولون محليون بأن غواصين عثروا على خمس جثث أخرى في مؤخرة السفينة. وصرح كريستيانو بيليجريني، المتحدث باسم بلدية جيجليو بأنه «تم العثور على خمس جثث ولكن لم يتم انتشالها من حطام السفينة». كما صرح المتحدث باسم حرس السواحل، فيليبو ماريني، بأن الجثث تعود فيما يبدو إلى امرأة وأربعة رجال، ومن المحتمل أن أعمارهم تتراوح ما بين 50 إلى 60 عاما. وأضاف أن الضحايا يرتدون سترات النجاة مما يشير إلى أنهم ركاب.

وبدا أمس العثور على ناجين محتملين أمرا غير متوقع، حيث أكد متخصص في الحماية المدنية في جيجليو أنه مع برودة الماء يستحيل البقاء على قيد الحياة طويلا، حتى وإن كان المرء في جيب هواء، لكن القائد ماريني لم يفقد الأمل وقال: «إذا وجدوا جيب هواء في مقصورة وشيئا ما يتدفأون به وطعاما فبإمكانهم البقاء على قيد الحياة». وأوضح القائد ماريني أن الغواصين بدأوا يستعملون متفجرات صغيرة «وبفضل خريطة الباخرة يتنقلون لوضع متفجرات تفتح ممرات تمكنهم من التقدم بسرعة أكبر».

وواصل ممثلو الادعاء العام أمس استجواب ربان الباخرة، فرانشيسكو سكيتينو، المعتقل منذ السبت بتهمة القتل غير العمد ومغادرة الباخرة. ووصفت الشهادات التي نقلتها الصحف المحلية الربان بأنه «مفرط في التهور».

ونقلت وسائل إعلام إيطالية عن فرانشيسكو فيروسيو، المدعي العام بمدينة غروسيتو، قوله إن الأمر بإخلاء السفينة صدر الساعة 10:58 (21:58 بتوقيت غرينتش) يوم الجمعة، بعد أكثر من ساعة من اصطدام السفينة بصخرة بالقرب من جزيرة جيجليو الإيطالية. ويعتبر تسجيل محادثة بين قيادة المرفأ والربان حين وقوع الكارثة قرينة مفحمة، حيث إن الربان أوهم أولا متحدثه بأنه على متن الباخرة بينما كان قد غادرها ثم رفض العودة إليها. وأفاد تسجيل بثته وكالة الأنباء الإيطالية «انسا» بأن ضابط المرفأ أمر سكيتينو قائلا: «يا قائد، هذا أمر، أنا الذي يصدر الأوامر الآن، يجب عليك أن تذهب إلى مقدمة الباخرة وتصعد مجددا على متنها وتنسق عمليات الإنقاذ». كما تأخر الربان في إطلاق الإنذار وإعطاء أمر مغادرة السفينة متسببا، حسب تحقيق خفر السواحل، في «تمرد صغير» من أفراد الطاقم الذين بدأوا عمليات الإخلاء من دون أن يصدر الربان أمر «مغادرة الباخرة» رسميا. وفي حين كانت السفينة تميل وهي غارقة في الظلام، بدأ الطاقم يعد الزوارق من دون انتظار تعليمات قائدهم.

كما اتهمت شركة الباخرة الربان بأنه هو من غير مسار الباخرة، كما أفادت عدة شهادات، وذلك للقيام باستعراض مع إشعال كل الأنوار قرب الجزيرة. وقال محاميه، برونو ليبوراتي، الذي زاره أول من أمس، إن الربان الذي وضع تحت حراسة مشددة، «محبط من الخسائر البشرية ومربك مما جرى»، لكنه اعتبر أنه «تحلى بما يجب من الهدوء»، كي تنجح الباخرة قرب الشاطئ «وبذلك ينقذ حياة الكثير من الأشخاص».

وعلاوة على الكارثة البشرية تخشى السلطات «كارثة بيئية» إذا تسرب الوقود (غازول كثيف وثقيل) من داخل الباخرة إلى البحر، واعتبر وزير البيئة، كورادو كليني، أن مخاطر تشكيل بقعة سوداء «مرجحة جدا»، غير أن القائد ماريني أكد أنه «ليس هناك خطر على البيئة»، على الرغم من أنه أكد مشاهدة بقعة لامعة في البحر لم يحدد مصدرها. وقال: «لقد وضعنا حزام عوامات لاحتواء تسريب محتمل من الوقود الخفيف».

وقد غرقت باخرة كونكورديا التي كانت تقل 4229 شخصا بينهم 3200 سائح وألف من أفراد الطاقم، مساء الجمعة بعد اصطدامها بصخرة قرب جزيرة جيجليو في توسكانا، وسط غرب إيطاليا. وتعتزم الحكومة إعلان حالة كارثة طبيعية في المنطقة لجمع الموارد المالية والبشرية لمنع تلوث الثروة الطبيعية المحيطة بجيجليو. واعتبرت منظمة البحرية الدولية التابعة للأمم المتحدة «ضروريا» مراجعة قواعد الأمن في بواخر الركاب الكبيرة، وألغت أول من أمس احتفالات الذكرى المائة لغرق سفينة «تايتانيك» في أبريل (نيسان) 1912.