روايات المنشقين تسلط الضوء على تفاصيل التوتر الداخلي بسوريا

مسؤول عسكري إسرائيلي: انهيار النظام قادم لا محالة.. وقلقون من المخزون الهائل للأسلحة الكيماوية والبيولوجية

TT

بينما تسارع مسلسل الانشقاقات في سوريا في الأيام الأخيرة من قبل مسؤولين وعلماء، إضافة إلى انشقاقات الجيش، بدأت صورة الداخل السوري بما في ذلك التصدع داخل النظام والأساليب المستخدمة في الحرب الدعائية تظهر للعالم الخارجي من خلال تصريحات المنشقين وتقارير بعض المراسلين الغربيين الذين سمح لهم بالدخول والمعارضة السورية.

فبعد الجدل والأخذ والرد عقب تصريحات المراقب الجزائري الذي كان ضمن بعثة الجامعة العربية، والذي أعلن انسحابه من المهمة احتجاجا على ما يراه في الداخل، أكد إبراهيم سليمان، عضو مجلس الشورى السعودي والذي كان أحد المراقبين لـ«الشرق الأوسط»، صعوبة الوضع الإنساني ووجود نحو 1500 من المفقودين والسجناء في حماه. بينما عكست تصريحات الشيخ نواف البشير، شيخ قبائل البكارة، لـ«الشرق الأوسط»، أساليب الحرب الدعائية من خلال ما قاله من أنه أجبر على إجراء مقابلة مع الفضائية السورية والمسدس مصوب إلى رأسه، متوقعا أن يفر 70 في المائة من الشعب السوري إذا أقيمت منطقة عازلة.

وتكمل هذه التصريحات الصورة التي قدمها مدير إعلام مفتي سوريا، الشيخ عبد الجليل السعيد، لـ«الشرق الأوسط» الأحد الماضي من إسطنبول، عن أن عشرات العلماء انشقوا، وأن هناك الكثيرين الذين يريدون الفرار لكنهم يحتاجون إلى تأمين عائلاتهم. وفي الاتجاه نفسه، أعطى الشيخ أنس السويد، أبرز شيوخ باب السباع، هو أيضا صورة عن الداخل والكيفية التي يفكر بها النظام، من خلال كشفه أسرار 3 لقاءات جرت بينه وبين الرئيس السوري بشار الأسد، أحدها شارك فيه علماء حمص وكان فيه الرئيس يبدي استغرابه من كل ما ذكروه له عن ممارسات الشبيحة والأمن.

وتكمل الصورة التقارير الإخبارية التي تتحدث عن هدوء مصطنع في دمشق، بينما هي تموج من تحت السطح بنشاط النشطاء الذي يبتكرون أساليب الاحتجاجات، ويسود الخوف من المستقبل والتكلفة التي سيتطلبها التغيير مع تواصل حملة القمع وإصرار المحتجين على مواصلة احتجاجاتهم بعدما انكسر حاجز الخوف.

وقبل تقديم تقرير المراقبين العرب والمناورات في مجلس الأمن، كان لافتا أمس ما أعلنه مسؤول عسكري إسرائيلي من أن إسرائيل قلقة جدا مما قد يؤول إليه «مخزون الأسلحة» الكيماوية والبيولوجية في سوريا في حال انهيار نظام الرئيس بشار الأسد الذي تعتبر أنه قادم لا محالة. وقال الجنرال أمير اشيل، قائد فوج التخطيط في الجيش الإسرائيلي، إن «المخزون الهائل للأسلحة الكيماوية والبيولوجية، ومعظمها من شرق أوروبا، يثير قلقنا مباشرة»، موضحا أن «السؤال هو متى (يسقط نظام الأسد) وليس إذا سقط». وأوضح «إنه قلق كبير لأنني لا أعلم من سيسيطر على الأسلحة غداة (سقوط الأسد)»، مضيفا «ما هو الجزء الذي سينقل إلى حزب الله وإلى الفصائل السورية؟».