الناشطون يحتفلون بالذكرى الأولى لـ«صفحة الثورة السورية»

تحولت إلى «وكالة أنباء الثورة»

TT

احتفل الناشطون السوريون يوم أمس بالذكرى السنوية الأولى لإطلاق صفحة ثورتهم على موقع «فيس بوك» التي شكلت شرارة المظاهرات الأولى، وتحولت فيما بعد إلى ما يشبه «وكالة أنباء» للإعلان عن أخبار الثورة ونقلها من أرض الواقع إلى العالم. هذه الصفحة التي يصفها عبيدة فارس، أحد القيمين عليها، بأنها «الصرخة الأولى والحلم الذي تحول إلى حقيقة»، يعتبرها الطريق الأساسي الذي سيوصل إلى تحقيق الحلم الأكبر وهو إسقاط النظام. وفي مقارنته لما كانت عليه الصفحة في أيامها الأولى وما أصبحت عليه اليوم إلى أن وصل عدد المشاركين فيها إلى أكثر من 350 ألف منتسب، يقول فارس لـ«الشرق الأوسط»: «عندما تقرر إنشاء الصفحة بعد الثورة التي بدأت في تونس ومصر، اعتبرها الشباب السوريون بمثابة (نكتة سورية) صعبة التحقيق، حتى إننا كنا نتوسلهم للانتساب للصفحة على أمل وصول العدد إلى ألف منتسب». كذلك يلفت فارس إلى أن العمل في هذه الصفحة التي بدأ بها 3 شباب سوريون من خارج سوريا ووصل عددهم اليوم إلى نحو 156 متطوعا، اختلف بشكل كامل، لا سيما أن اليوم يتوزع فريق العمل على 6 مجموعات تتولى كل منها مهمة معينة، ومنها تلك التي تتولى إرسال المواد والأخبار ومقاطع الفيديو إلى وسائل الإعلام، مشيرا إلى «أن صعوبة التأكد من مصدر المعلومة، خصوصا في ظل عدم قدرة الشباب على الإفصاح عن أسمائهم، كانت إحدى المشكلات التي واجهت فريق العمل في الأشهر الأولى، أما اليوم فصارت هذه (الأسماء الوهمية) مصدر ثقة بالنسبة إلينا». وتعتبر «صفحة الثورة السورية» بالنسبة إلى الناشطين المتطوعين، غرفة عمليات كبيرة تتضمن، بالإضافة إلى العمل الإعلامي الذي يتم نشره على الصفحة، فرقا للتنسيق الميداني بين الناشطين وأخرى للتنسيق السياسي، بالإضافة إلى مراكز للمعلومات وقواعد للبيانات، تقوم بتجميع وتحليل ما يصل إليها من الناشطين في كل مناطق سوريا، حيث يتم تحويل بعضه إلى وسائل الإعلام المعنية، بينما يتم تحويل معلومات أخرى إلى المنظمات الحقوقية، فيما تحفظ معلومات أخرى لاستخدامها في أوقات لاحقة في نواح حقوقية أو توثيقية.

وكانت أولى المظاهرات التي دعت إليها صفحة «الثورة السورية لإسقاط بشار الأسد»، تلك التي تم التحضير لها مع أهالي المعتقلين السياسيين يوم الأربعاء 16 مارس (آذار) 2011، أمام وزارة الداخلية للمطالبة بالإفراج عن المعتقلين، وكرّت منذ ذلك الحين، سبحة مظاهرات الجمعة الأسبوعية، وكانت أولها بعنوان «جمعة الكرامة» في 18 مارس 2011.

ولـ«صفحة الثورة السورية» فرق قانونية وسياسية وفنية، بالإضافة إلى فريق التنسيق الميداني، الذي يقوم بالتواصل مع التنسيقيات والناشطين في كل المناطق السورية، بالإضافة إلى المنسق السياسي الذي يقوم بالتنسيق مع التنظيمات والشخصيات السياسية في الحراك الثوري.

وقد كانت الصفحة، بحسب فارس، الجهة التي بادرت إلى تأسيس الهيئة العامة للثورة السورية لتكون المظلة الثورية الكبرى التي تجمع التنسيقيات، بالإضافة إلى مشاركة الصفحة في دعم مشروع تأسيس المظلة السياسية المتمثلة في المجلس الوطني.