البردويل: ترشح مشعل مجددا لرئاسة حماس يخضع لقرارات الحركة

قال لـ «الشرق الأوسط»: المواقع القيادية تكليف وليست تشريفا

TT

قال صلاح البردويل، القيادي البارز في حركة حماس في قطاع غزة، إن مسألة ترشح خالد مشعل رئيس المكتب السياسي للحركة لدورة أخرى لرئاسة المكتب السياسي تخضع لقرار «المؤسسات الشورية للحركة، وليست مجالا للنقاش الإعلامي». وفي تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، اعتبر البردويل، وهو عضو في المجلس التشريعي، أن البت في قضية الترشيحات للمواقع القيادية في حركة حماس سابق لأوانه، وأنه من الأفضل الخوض فيها لدى حلول مثل هذه الاستحقاقات.

وتعقيبا على الأنباء التي تحدثت عن قرار مشعل عدم قبوله أن يترشح لدورة أخرى في رئاسة المكتب السياسي، قال البردويل «المواقع القيادية في حركة حماس هي تكليف وليست تشريفا، وعندما يحين استحقاق هذه الترشيحات فإن الجميع يخضع لقرار المؤسسات الشورية بما ينسجم مع مصالح الشعب وثوابت الحركة». واعتبر البردويل طرح هذه القضية في هذا الوقت يأتي في إطار «بالونات الاختبار الهادفة لمعرفة وتحديد اتجاه الأمور في المؤسسات القيادية لحركة حماس». وكان القيادي السابق في حركة حماس مصطفى اللداوي، ممثلها السابق لدى كل من لبنان وإيران، قد كشف في مقال له عن قرار مشعل عدم قبول الترشح لدورة أخرى في رئاسة المكتب السياسي للحركة. ونقل الموقع الإلكتروني المقرب من حماس «المركز الفلسطيني للإعلام»، عن مصادر قال إنها مقربة جدا من حماس، أن «مشعل لا ينوي قبول الترشيح لدورة أخرى».

وكانت هناك بعض مظاهر التوتر بين مشعل وقيادات حماس في الخارج من جهة، وعضو المكتب السياسي في غزة محمود الزهار من جهة أخرى، على خلفية لقاءات المصالحة الأخيرة في القاهرة، حيث كان هناك تفاوت واضح بين تقييم قيادة الحركة في الخارج لمستقبل المصالحة وتقييم الزهار.

من ناحية ثانية، قلل البردويل من فرص نجاح الجهود الهادفة لتحقيق المصالحة. واتهم البردويل قيادة السلطة بتوظيف المصالحة لخدمة المفاوضات مع إسرائيل، مشددا على أنها تعتبر أن المفاوضات والعلاقة مع إسرائيل والولايات المتحدة أولوية تتقدم على المصالحة. وأضاف «السلطة معنية بتواصل المفاوضات مع إسرائيل، حتى لو كانت مفاوضات عبثية، وحتى لو شكلت غطاء للمشاريع الاستيطانية، وغير معنية بتحقيق المصالحة الوطنية». وأشار البردويل إلى أن السلطة تحرص على تأجيل استحقاقات المصالحة بسبب اجتماعات اللجنة الرباعية «في دليل آخر على أن كل ما يعني عباس هو إرضاء العالم الخارجي، حتى لو كان ذلك على حساب المصالحة الوطنية ومصالح الشعب الفلسطيني».

وأوضح البردويل أن الرئيس الفلسطيني قد علق كل رهاناته على النظام الإقليمي العربي القديم المنهار وتجاهل عوائد ثورات التحول الديمقراطي التي تجتاح العالم العربي «وبالتالي فهو يبدي حساسية شديدة بسبب التفاف الجماهير العربية حول حركة حماس في أعقاب الثورات العربية». واعتبر البردويل بقاء عباس في منصبه بعد انتهاء ولايته كرئيس للسلطة نتاج قرار الجامعة العربية وليس بفعل الشرعية الشعبية التي تعبر عنها نتائج الانتخابات. وقال «الفضاء الإقليمي الذي كان يتحرك فيه عباس يتقلص بشكل كبير، وعليه أن يعيد تقييم خطواته بشكل آخر، وفي حال فعل ذلك فإنه المصالحة ستنجز في وقت قياسي».