مصدر قبلي يمني: 49 قتيلا وعشرات الجرحى في مواجهات بين الحوثيين وقبائل حجة

وقفة احتجاجية في حضرموت.. و«القاعدة» تبدي استعدادها لتسليم «رداع» بشروط

يمنيون شاركوا في وقفة احتجاج أمس في حضرموت ضد السياسات الأمنية والاقتصادية لنظام الرئيس اليمني علي عبد الله صالح («الشرق الأوسط»)
TT

تواصلت الاشتباكات المسلحة بين قبائل محافظة حجة وجماعة الحوثيين للأسبوع الثاني على التوالي، فيما رفضت القبائل وساطة لإيقاف إطلاق النار إلا بعد انسحاب الحوثيين من مناطقهم. وقال مصدر قبلي «إن المواجهات المسلحة التي تستخدم فيها أسلحة ثقيلة ومتوسطة تركزت في مناطق جبل المشبك وجبل الحزوة، وأبو دوار». وأضاف المصدر القبلي (الذي طلب إخفاء هويته) لـ«الشرق الأوسط» أن «حصيلة المواجهات المسلحة مع الحوثيين خلال أسبوعين بلغت 18 قتيلا، والعشرات من الجرحى، فيما قتل من القبائل 13 شخصا، و30 جريحا، 8 منهم في حالة خطرة». ولفت المصدر إلى أن «المعارك تزداد حدة خلال الليل، حيث يقوم الحوثيون بتنفيذ هجمات علي مواقع القبائل، ويوم أمس وجدت القبائل 18 جثة متعفنة تعود للمسلحين الحوثيين في جبل الحزة على حدود مديرية خيران المحرق». وأوضح أن «قبائل حجور التي تحارب الحوثيين رفضت وساطة قبلية، لإيقاف إطلاق النار بين الجانبين بعد إصرار الحوثيين على أن يبقوا في المناطق التي سيطروا عليها في الفترة الأخيرة». وأشار إلى أن القبائل «طلبت من لجنة الوساطة إخراج الحوثيين من مناطقهم القبلية مقابل وقف إطلاق النار، وأن يعود الحوثيون إلى مناطقهم التي أتوا منها».

وتقع محافظة حجة في شمال غربي اليمن، وتتكون من 31 مديرية يسيطر الحوثيون على اثنتين منها، وهما مديرية بكيل المير، ومديرية مستباء، إضافة إلى أجزاء من مديرية كحلان الشرف، كما يقومون بمحاصرة مديرية وشحة منذ بضعة أيام ويمنعون مرور أي مواد غذائية من وإلى المديرية بحسب مصادر قبلية هناك.

إلى ذلك، قالت مصادر قبلية في اليمن أمس الأربعاء إن مقاتلين إسلاميين سيطروا على بلدة صغيرة إلى الجنوب الشرقي من العاصمة صنعاء هذا الأسبوع قالوا إنهم سينسحبون منها في حالة الإفراج عن عدد من أقرانهم السجناء. وقال رجال قبائل يمنيون يتفاوضون مع المتشددين بالنيابة عن الحكومة إن طارق الذهب، زعيم المجموعة التي سيطرت على بلدة رداع الواقعة على بعد 170 كيلومترا إلى الجنوب الشرقي من صنعاء، وافق على الانسحاب في حالة الإفراج عن أخيه نبيل وعدد آخر من السجناء. والذهب هو صهر أنور العولقي، الأميركي الذي اتهمته واشنطن بالقيام بدور قيادي في تنظيم القاعدة بجزيرة العرب وقتل خلال هجوم لطائرة بلا طيار العام الماضي.

وفي موضوع آخر، شهدت مدينة المكلا، عاصمة محافظة حضرموت، مساء أمس، وقفة احتجاجية نظمها المجلس الأهلي للمحافظة، والذي شكل عقب التداعيات التي تجري في المحافظات اليمنية عموما والجنوبية بصورة خاصة، وشاركت معظم الأحزاب والتنظيمات السياسية في حضرموت ومكونات الحراك الجنوبي والتيارات الشبابية في وقفة بشأن جنوب البلاد بصورة عامة وحضرموت بصورة خاصة.

وانتقد أبناء حضرموت ما سموه نهب الثروات النفطية للمحافظة، وقالوا إنهم يسعون إلى «الخلاص من كل صنوف الحرمان والتسلط والإلغاء والإفساد من قبل نظام صنعاء»، واعتبروا ما جرى على مدى السنوات الـ20 الماضية على صعيد الملف النفطي «استحواذا مركزيا على ثروات حضرموت النفطية وحرمانا لأهلها من حقوقهم في الانتفاع من عائدات تلك الثروات ومن فرص العمل».

وشاركت قوى الحراك الجنوبي في الوقفة الاحتجاجية برفع أعلام دولة الجنوب السابقة وشعارات تطالب بـ«فك الارتباط» بين شمال اليمن وجنوبه، وأقيمت الفعالية أمام إدارة أمن مديرية المكلا وديوان المحافظة وقصر الثقافة في تلك الساحة التي تشهد احتجاجات دائمة لأبناء حضرموت.

وقال لـ«الشرق الأوسط» علي الكثيري، رئيس اللجنة الإعلامية للوقفة الاحتجاجية، إن ما يجري هو احتجاج على مسألتين، هما ملف النفط «المهدور» والملف الأمني، خشية أن تتعرض حضرموت لما تتعرض له بعض المحافظات اليمنية الجنوبية من استباحة من قبل الجماعات المتطرفة، إضافة إلى رفض عمليات الاغتيالات التي طالت العشرات من ضباط جهاز الأمن السياسي (المخابرات) في الآونة الأخيرة في حضرموت.

من جانبه، اعتبر عباس باوزير، رئيس إعلامية أحزاب اللقاء المشترك بحضرموت وعضو إعلامية الوقفة الاحتجاجية، أن الحدث تعبير عن حالة الضيق التي وصل إليها أبناء حضرموت خلال السنوات الماضية، وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أنهم تم تهميشهم وإقصاؤهم رغم أنهم كوادر مؤهلة في مختلف المجالات. وتعد هذه الوقفة من أحدث التحركات في حضرموت، المحافظة النفطية المهمة في جنوب شرقي اليمن، ضد الأوضاع القائمة، خاصة مع التهديدات الأمنية من تنظيم «القاعدة» لمناطق في جنوب اليمن.