ملك المغرب يجري محادثات مع رئيس الحكومة الإسبانية

بن كيران استقبل راخوي في المطار.. والعثماني يشارك لأول مرة بعد تعيينه

الملك محمد السادس لدى استقباله مريانو راخوي رئيس الحكومة الإسبانية في القصر الملكي بالرباط أمس (أ.ب)
TT

أجرى العاهل المغربي الملك محمد السادس بالقصر الملكي بالرباط أمس محادثات مع رئيس الحكومة الإسبانية ماريانو راخوي براي، الذي حرص على أن تكون أول زيارة رسمية له للمغرب بعد تعيينه رئيسا للحكومة الإسبانية، «تأكيدا من مدريد على أهمية العلاقات بين البلدين وتصميم الحكومة الجديدة على تعزيزها»، على حد قول المصادر الإسبانية.

حضر محادثات العاهل المغربي مع راخوي، ولأول مرة سعد الدين العثماني وزير الخارجية، وخورخي موراغاس مدير ديوان رئيس الحكومة الإسبانية، وألبرتو خوسي نافارو السفير الإسباني في الرباط. ورافق الرئيس الإسباني في هذه الزيارة، التي استغرقت ساعات، وفد يضم كارمين كاسترو وزيرة الاتصال، وخورخي موراغاس مدير ديوان رئيس الحكومة الإسبانية. وعند وصوله إلى مطار سلا قرب الرباط في بداية زيارته وجد رئيس الحكومة الإسبانية في استقباله نظيره المغربي عبد الإله بن كيران، ووزير الاتصال (الإعلام) الناطق الرسمي باسم الحكومة مصطفى الخلفي.

وتعتبر هذه أول مرة يقوم فيها بن كيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، باستقبال رئيس حكومة أجنبية منذ تعيينه على رأس الحكومة المغربية عقب فوز حزبه في انتخابات الـ25 من نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي. كما تلقى بن كيران من نظيره الإسباني دعوة لزيارة إسبانيا، التي تعتبر أيضا أول دعوة يتلقاها بن كيران لزيارة دولة أجنبية.

وكان بيان إسباني أكد في وقت سابق أهمية الزيارة، مشيرا إلى «الإصلاحات السياسية العميقة التي انخرط فيها المغرب، والتي توجت بإجراء انتخابات تشريعية سابقة لأوانها في الـ25 من نوفمبر الماضي»، في حين عرفت إسبانيا بدورها انتخابات تشريعية سابقة لأوانها في الـ20 من نوفمبر، والتي تابعها المغرب باهتمام كبير.

وأوضح البيان أن قرار رئيس الحكومة الإسباني القيام بأول زيارة رسمية له إلى المغرب «يؤكد الطابع الاستراتيجي الذي تريد إسبانيا إضفاءه على علاقاتها مع المغرب». وأضاف أن هذه الزيارة تأتي أيضا للتأكيد على الاهتمام الذي توليه الحكومة الإسبانية للمنطقة. وأشار البيان إلى أن هذه الزيارة، التي تتزامن مع انطلاق السنة التشريعية في كلا البلدين، «توفر فرصة ممتازة لتحديد الأجندة الثنائية للسنوات المقبلة من خلال تبادل الزيارات والاتصالات بين الحكومتين»، وأنها ستمكن من تحديد الخطوط الرئيسية في مجال العمل والتعاون بين الحكومتين في أفق الإعداد لانعقاد اجتماع قادم من مستوى عالٍ، في إشارة إلى الاجتماع المرتقب للجنة العليا المشتركة بين البلدين الصيف المقبل.

وترمي زيارة راخوي إلى إضفاء زخم جديد إلى العلاقات الثنائية بين البلدين، بينما كل منهما يشهد مشكلات اجتماعية اقتصادية على خلفية البطالة، وما زالت بينهما ملفات شائكة في العلاقات الثنائية. وهذه الملفات هي الصيد والاتفاق الزراعي بين المغرب والاتحاد الأوروبي والأمن والهجرة، إضافة إلى قضية الصحراء.

وقال وزير الخارجية المغربي، سعد الدين العثماني، لوكالة الصحافة الفرنسية، قبل الزيارة: «نحتاج إلى حوار مطول وذي نفس طويل لحل جميع المسائل التي لا نتفق عليها».

وكان متوقعا أن يبحث راخوي مع مضيفيه الخلاف الذي شب في ديسمبر (كانون الأول) الماضي بين المغرب والاتحاد الأوروبي حول الصيد، الذي دفع إسبانيا إلى المطالبة بتعويض لأسطولها، في حين هدد المغرب بإعادة النظر في علاقاته مع الاتحاد الأوروبي.

وإسبانيا التي تستهلك كميات كبيرة من الأسماك هي المستفيد الأكبر من الاتفاق، حيث تسعى إلى إعادة التفاوض عليه «في أسرع وقت ممكن» لإنقاذ قطاع الصيد لديها.

أما المغرب فيريد مصادقة سريعة للاتفاق مع الاتحاد الأوروبي حول تبادل المنتجات الزراعية، الأمر الذي تبطئه مدريد لتجنب فائض في أسواقها.

وإلى جانب ملف «السمك مقابل الطماطم» تندرج مواضيع الهجرة السرية والأمن والصحراء على جدول أعمال المحادثات. وقال العثماني «لمكافحة الهجرة السرية ينبغي الاستثمار في الجنوب، والشركات الإسبانية مرحب بها في المغرب»، مشيرا إلى أن «500 إلى 600 شركة إسبانية» تعمل في المملكة المغربية.