تعليق البحث عن مفقودي السفينة الإيطالية ووضع الربان تحت الإقامة الجبرية

مصير 20 لا يزال مجهولا وبدء عملية انتشال الباخرة المنكوبة

السفينة الغارقة، كما تبدو من داخل قارب، في سواحل جيجيليو أمس (أ.ب)
TT

عاد ربان السفينة السياحية الإيطالية المنكوبة إلى موطنه في ساحل أمالفي ووضع تحت الإقامة الجبرية، أمس، مع تزايد المخاوف من أن تعيق الأحوال الجوية السيئة عمليات الإنقاذ. وانتشل الغواصون وعناصر فرق الإنقاذ والجنود 11 جثة حتى يوم أمس من المياه العكرة التي تغمر نصف السفينة المنكوبة والمياه المحيطة بها.

ولا يعرف مصير 20 شخصا آخرين من الركاب وأفراد الطاقم، فيما تجمع أقاربهم في الفنادق في المنطقة بانتظار أي أخبار عن أحبائهم. واضطرت فرق الإنقاذ إلى تعليق عمليات البحث أمس بسبب تحرك السفينة. ويخشى عمال الإنقاذ من تحرك السفينة وانزلاقها من الرف الصخري الذي تستند عليه، وتغرق في مياه البحر بشكل تام.

وقال لوكا كاري المتحدث باسم خدمات الطوارئ إن «الأجهزة تشير إلى أن السفينة تحركت. نجري حاليا تقييما لمعرفة ما إذا كانت السفينة قد استندت إلى نقطة جديدة تسمح لنا باستئناف عمليات الإنقاذ. وفي الوقت الحالي لا نستطيع حتى الاقتراب من السفينة».

ويواجه فرانشيسكو سكيتينو، 52 عاما، ربان السفينة «كونكورديا»، الذي وصفته صحيفة إيطالية بأنه «أكثر رجل مكروه في إيطاليا»، حكما بالسجن لعدة سنوات بتهم القتل المتعدد والتخلي عن السفينة. وقد دافع عن نفسه وقال إن المناورة التي قام بها بعد أن اصطدمت السفينة بالصخور وانقلابها على جنبها أنقذت حياة الكثيرين. وقال إنه غادر السفينة لتنسيق جهود الإخلاء من مكانه على الشاطئ. ولكن وفي تسجيل مثير كشفت عنه سلطات الميناء لمكالمة هاتفية أثناء حدوث الكارثة في وقت متأخر من الجمعة، أكد الربان لمسؤول في الميناء دعاه مرارا إلى العودة إلى السفينة، أنه لا يستطيع العودة.

ووصل الربان إلى منزله في ميتا دي سورينتو قرب نابولي فجر أمس يرافقه ضباط من الشرطة. وقد أفرج عنه من السجن أول من أمس بعد أن أصدر قاض قرارا بأنه لا يوجد خطر من فراره.

ودافع الربان في التحقيق المطول الذي أجري معه أول من أمس عن تصرفاته عند وقوع الكارثة قبالة جزيرة جيجيليو. وقال المحامي برونو ليبوراتي إن «الربان دافع عن دوره في توجيه السفينة بعد الاصطدام، وقال إن ذلك أنقذ حياة المئات وربما الآلاف». وأضاف المحامي أن «الربان أكد أنه لم يتخلّ عن السفينة».

وذكرت صحيفة «كورييرا ديلا سيرا» اليومية الإيطالية أن سكيتينو قال للمحققين إنه كان يقود السفينة عندما وقعت الكارثة، إلا أنه سقط في البحر بعد ذلك ولم يتمكن من العودة إلى السفينة التي كانت تميل إلى الجنب. وأكد المحامي ليبوراتي ذلك وقال للصحافيين إن «السفينة كانت في تلك اللحظات مائلة بزاوية 90 درجة»، مشيرا إلى أن الربان لم يكن ليتمكن من العودة إلى السفينة دون مساعدة مروحية.

وطبقا للمحققين فإن غرق غرفة المحركات الغارقة جعلت من المستحيل على الربان أن يقود السفينة البالغة زنتها 114 ألفا و500 طن والتي اقتربت من ميناء صغير في جيجيليو قبل أن تنقلب.

ولم توجه التهم بعد إلى الربان، إلا أنه بموجب القانون الإيطالي فإنه يمكن أن توجه إليه التهم إلى ما بعد عام من احتجازه. ويخضع سكيتينو منذ السبت إلى تحقيق بتهمة القتل غير العمد نتيجة التهور والتسبب بغرق السفينة والتخلي عنها، ووضع قيد الحجز السبت بأمر من مدعي عام مدينة غروسيتو فرانشيسكو فيروزيو الذي أعرب عن وجود «خطر لهروبه وإخفائه أدلة». وجاء التحقيق مع الربان بعد أن استخدمت قوات البحرية الإيطالية المتفجرات لإحداث فتحات في السفينة، وانتشال 5 جثث جديدة أول من أمس مما رفع عدد القتلى إلى 11 قتيلا.

وقد غرقت الباخرة «كونكورديا» التي كانت تقل 4229 شخصا بينهم 3200 سائح وألف من أفراد الطاقم، مساء الجمعة بعد اصطدامها بصخرة قرب جزيرة جيجيليو في توسكانا، وسط غربي إيطاليا. ومن بين المفقودين طفلة إيطالية في الخامسة من العمر. وقد وضعت المتاجر والحانات المحلية صور الطفلة على نوافذها أملا في أن تكون قد تمكنت من النجاة وتاهت في الجزيرة. وتتصاعد المخاوف من حدوث كارثة بيئية في حال تسرب الوقود من الخزانات في المنطقة التي تعتبر مقصدا للسياح. ويتوقع أن تهب عاصفة على الجزيرة اليوم (الخميس). وكان مقررا أن تبدأ الشركة الهولندية «سميت» البدء في عمليات انتشال السفينة أمس، وقالت إن العملية قد تستغرق 3 أسابيع على الأقل.

* جزيرة جيجيليو.. بحارها الزمردية شاهد على «قبور» السفن (يوميات الشرق)