بكين تدافع عن دور جامعة الدول العربية لحل الأزمة السورية ووقف إراقة الدماء

خبير في القانون الدولي لـ«الشرق الأوسط»: موقفها مناورة لحفظ مصالحها في المنطقة

TT

دافعت بكين من جديد عن خطة للخروج من الأزمة في سوريا تحت إشراف جامعة الدول العربية، معتبرة أن «مهمة المراقبين فيها فعالة، وأن على مجلس الأمن الدولي التشجيع على حوار سياسي». وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية ليو ويمين «حتى لو أن العنف في سوريا لم يتوقف بالكامل، فقد تحسن الوضع الأمني في مناطق (سورية) مهمة، وهذا ما يؤكد أن عمل مهمة المراقبين فعال».

وإذ جدّد تحفظه المعتاد عن طرح عقوبات محتملة ضد النظام السوري، دعا ليو جميع الأطراف إلى «التعاون التام مع جهود الوساطة التي تقوم بها الجامعة العربية»، مشددا على أن «الصين تدعم حل الأزمة السورية في إطار جامعة الدول العربية، حتى لو أن مهمة المراقبين العرب تعرضت لانتقادات كثيرة بسبب عجزها عن وقف إراقة الدماء».

وفي شأن مشروع القرار الروسي الجديد الذي يناقشه مجلس الأمن، قال «من الضروري أن تشجع هذه المفاوضات حوارا سياسيا لحل النزاع، والصين تقدر الجهود التي تبذلها روسيا لحل الأزمة في سوريا وهي على استعداد للمشاركة في المناقشات على قاعدة اقتراح القرار الروسي».

وفي هذا الإطار اعتبر أستاذ القانون الدولي في الجامعة الأميركية في بيروت الدكتور شفيق المصري، أن «الموقف الصيني الجديد هو مناورة وغزل للجامعة العربية في آن لكي تحفظ مصالحها في المنطقة العربية». وأكد المصري لـ«الشرق الأوسط»، أنه «إذا زادت الضغوط على الصين في مجلس الأمن فهي ستلجأ كما هي عادتها إلى التملّص، بحيث تمتنع عن التصويت لكن هذا الامتناع يسمح بتمرير أي قرار حول سوريا»، مشددا على أن «الرهان الآن يتركز على الموقف الروسي، فهناك توقعات بموافقة روسية متدرجة على قرار دولي، لكن موافقتها ستكون متدرجة، أي أنها لن تقبل بداية بقرار زاجر تحت الفصل السابع، لكنها قد تمرر قرارا تحت الفصل السادس».

وقال المصري «إن مهمة مراقبي الجامعة العربية لم تنجح حتى الآن بدليل اعتراف بعض هؤلاء المراقبين، وهنا يبقى أمام الجامعة العربية خطوتان؛ الأولى هي تشكيل قوات حفظ سلام عربية على غرار ما حصل في الكويت في عامي 1961 و1962 وفي لبنان عام 1976، لكن وضع هذه القوات وفق القانون الدولي لا يحصل إلا برضا الدولة المعنية، أما الخطوة الثانية فهي إرسال قوات قادرة على القيام بإجراءات زاجرة، وهذا الخيار ليس عائدا للجامعة العربية وحدها، إذ لا بد لمجلس الأمن الدولي أن يفوّض الجامعة العربية بذلك، أو أن يقوم هو بهذه الإجراءات الزاجرة، لكن من الناحية العملية لا تزال روسيا ترفض أي إجراء من هذا القبيل يتخذ ضدّ سوريا، من هنا يأتي الموقف الصيني بمثابة تزكية ولفتة متفائلة تجاه الجامعة العربية ودورها ولاتقاء الذهاب إلى مجلس الأمن».

وردا على سؤال عما إذا كان الموقف الصيني محاولة لقطع الطريق على نقل الملف السوري إلى مجلس الأمن، أجاب «ليس قطعا للطريق إنما محاولة لتستنفد الجامعة العربية كل الوسائل والخطوات الواجب اتخاذها، ويجب أن لا ننسى أن الصين لها مصالح ليست تجارية فحسب بل سياسية في منطقة الشرق الأوسط لن تتخلى عنها، وانطلاقا من مراعاتها لهذه المصالح ترفض أن تكون البادية في أي إجراءات رادعة وزاجرة في هذه المنطقة». ولفت المصري إلى أن «الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا تعمل على تشديد العقوبات على إيران وسوريا في آن واحد، وهذا ما يتناقض مع موقف روسيا التي ترى أن موطئ القدم الوحيد المتبقي لها في المنطقة هو سوريا وإيران، وهي تعتبر أن تجربة ليبيا لم تكن رابحة وخسائرها السياسية والاقتصادية مع ذهاب نظام (الزعيم الليبي الراحل) معمر القذافي كانت كبيرة، لذلك لن تكرر هذه التجربة بأي ثمن».