10 آلاف متمرد ليبي سابق سيتدربون في الأردن

اتفاق بين تونس وطرابلس في مجال الأمن والإرهاب

TT

أعلن مسؤول كبير في وزارة الداخلية الليبية أمس أن ليبيا سترسل 10 آلاف متمرد سابق للتدرب في الأردن تمهيدا لإلحاقهم بقوات هذه الوزارة.

وفي تصريح لوكالة الصحافة الفرنسية قال اللواء عبد المنعم التونسي، المتحدث باسم الوزارة، إن البلدين وقعا مذكرة تفاهم تنص على تدريب 10 آلاف من الثوار الذين قاتلوا نظام معمر القذافي.

وتنص مذكرة التفاهم، التي حصلت وكالة الصحافة الفرنسية على نسخة منها، على أن تبدأ دورة التدريب الأولى في الأول من مارس (آذار) المقبل مع 1500 متمرد سابق وشرطي مقبل. ويفترض أن يبلغ عدد المشاركين في التدريبات ألفي عنصر في الدورات اللاحقة.

واختارت ليبيا المركز الدولي لتدريب الشرطة في الأردن لتأمين التدريب بسبب خبرة الأردن في هذا المجال، وخصوصا بعد تدريب آلاف من عناصر الشرطة العراقيين بمساعدة الولايات المتحدة، كما ذكر اللواء التونسي.

وكانت وزارة الداخلية أعلنت في ديسمبر (كانون الأول) عزمها على إدماج 25 ألفا من الثوار السابقين في مختلف الأجهزة الأمنية، حرصا منها على إعادة ضبط الوضع الأمني وحل الميليشيات المسلحة للثوار الذين يهيمنون على البلاد منذ سقوط نظام القذافي.

من جهة أخرى أبرمت ليبيا وتونس اتفاقا للتعاون في مجالات الأمن ومكافحة الإرهاب وإدارة المعابر الحدودية، بحسب مذكرة تفاهم وقعت في العاصمة الليبية طرابلس أمس. واتفق البلدان بحسب نص الاتفاق على «تبادل المعلومات بشأن أنشطة وجرائم المجموعات الإرهابية، ومصادر تمويلها وتحركات قياداتها»، كما نص على «مضاعفة الجهد» لمكافحة الهجرة غير الشرعية والتصدي لتهريب الأسلحة والمخدرات والسيارات المسروقة، وذلك على حدود البلدين. كما قرر البلدان تسهيل تنقل الأشخاص في النقاط الحدودية.

وترتبط تونس والجزائر بعلاقات جوار جيدة منذ سنين طويلة، ويعبر المنافذ الحدودية بين البلدين يوميا آلاف الأشخاص والتجار. واستقبلت تونس آلاف الليبيين الفارين من الحرب التي سبقت الإطاحة بنظام معمر القذافي. ويزورها تقليديا أكثر من مليون ليبي سنويا. وقد شهدت الحدود الأشهر الأخيرة بعض الحوادث مع مسلحين ليبيين، ما أدى إلى غلق معبر رأس جدير ثلاثة أسابيع.

على صعيد ذي صلة، ندد مسؤول رفيع في وزارة الداخلية الليبية أمس بـ«استئناف» تدفق المهاجرين غير الشرعيين إلى ليبيا، داعيا الاتحاد الأوروبي إلى مساعدة البلاد على ضمان أمن حدودها الجنوبية.

وقال العقيد عبد المنعم التونسي لوكالة الصحافة الفرنسية: «بدأت ظاهرة (الهجرة) تعود، وينبغي أن يتدخل الاتحاد الأوروبي»، ولا سيما لمراقبة الحدود الصحراوية الشاسعة جنوب البلاد. وأضاف: «إن المهاجرين الوافدين من سوريا والدول المجاورة بالآلاف، ويدخلون من معبر (مساعد) بين ليبيا ومصر شمال شرقي البلاد». وأضاف: «يصل مئات المهاجرين كذلك من الحدود الجنوبية، ولا سيما نيجيريا».

وأشار إلى اعتراض 260 مهاجرا في الـ10 من يناير (كانون الثاني) برفقة ثلاثة ليبيين مسلحين ببنادق كلاشنيكوف وبحوزتهم 3.5 كلغم من حشيشة الكيف.

وبرر التونسي عودة هذه الظاهرة بالثغرات في حماية الحدود منذ النزاع المسلح الذي تواجه فيه الثوار الليبيون وقوات الزعيم السابق معمر القذافي. ومنذ سنوات تشكل ليبيا وجهة ومعبرا لمئات آلاف المهاجرين الأفارقة إلى السواحل الأوروبية. وكان النظام السابق يفتح ويغلق دفق الهجرة ليستخدمها للضغط على أوروبا. وطلب قبل عام من الاتحاد الأوروبي خمسة مليارات يورو سنويا لوقفها. وفي بنغازي هاجم بعض الطلاب نائب رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي عبد الحفيظ غوقة الخميس في جامعة بنغازي واتهموه بأنه «متسلق»، على ما أفاد به شهود لوكالة الصحافة الفرنسية. وانتقل غوقة إلى جامعة قاريونس في محاولة لتهدئة طلاب متظاهرين لعدة أسباب، وفق الشهود، لكنه تعرض لهجوم واضطر إلى مغادرة الجامعة بسرعة. واتهم غوقة، وهو أيضا ناطق باسم المجلس الوطني الانتقالي، بأنه «متسلق»، أي انتهازي، وبأنه تعاون في الماضي مع نظام العقيد الراحل معمر القذافي. وتعرض المجلس الانتقالي مؤخرا لانتقادات غير معهودة منذ سقوط القذافي، وما زال اعتصام في بنغازي، مهد الثورة على القذافي في شرق ليبيا، يطالب بمزيد من الشفافية وإقصاء الذين كانوا في النظام السابق.