أحمد الحريري لـ «الشرق الأوسط»: فرقة من حزب الله كانت تحمي الأسد أثناء ظهوره في ساحة الأمويين

أكد أن النظام السوري خائف ومرتبك وأن سيناريوهات التغيير بدأت تطرح جديا

TT

أكد الأمين العام لتيار «المستقبل» أحمد الحريري، أن «النظام السوري هو الذي أصبح في موقع الخائف والمرتبك والقلق، وليس الشعب السوري الذي كسر حاجز الخوف واتخذ قرار التغيير الذي لا عودة عنه». وكشف الحريري في حديث لـ«الشرق الأوسط»، أن «ظهور (الرئيس السوري) بشار الأسد وسط الجماهير في ساحة الأمويين، كان تحت حراسة فرقة من جهاز أمن حزب الله التي أمنت له الحماية. وهذا الظهور العلني الذي لم يتجاوز الثلاث دقائق كان مشابها تماما لظهور (الأمين العام لحزب الله) السيد حسن نصر الله أمام جمهوره في ذكرى عاشوراء». وأعلن أن «أكثر من 200 سيارة وحافلة محملة بالركاب توجهت من لبنان إلى سوريا، لتأمين الحشد الشعبي في مظاهرة التأييد لبشار الأسد أثناء ظهوره المدبر (في 11 من الشهر الحالي) في ساحة الأمويين، وهذا خير دليل على عمق مأزق الأسد ونظامه». ولفت إلى أن «مناطق كبيرة في سوريا أصبحت خارج سيطرة النظام، وهو ما يثبت جدية هذه الثورة وقوتها، وأن هذا الشعب قادر باللحم الحي أن يصنع النصر ويصل إلى الحرية والديمقراطية والحياة الكريمة».

وعن أبعاد مواقف تيار «المستقبل» ورئيس الحكومة السابق سعد الحريري، المؤيدة لاقتراح أمير دولة قطر بإرسال قوات عربية إلى سوريا، قال: «لا شك أننا ندعم ونتضامن مع الشعب السوري بالموقف فقط، لكن هذا الشعب هو من يقرر مصيره، وعندما كانت الأزمة في لبنان اتخذت جامعة الدول العربية قرارا بإرسال قوات ردع عربية إلى لبنان، واليوم إذا ارتأت الجامعة إرسال مثل هذه القوات إلى سوريا من أجل استقرار المنطقة ووقف إراقة دماء السوريين، فإننا نؤيدها، لكن الواضح أن النظام السوري رافض لهذه الفكرة، ويدعمه في ذلك الموقف الروسي مراعاة لمصالحه». مشددا على ضرورة «التعامل مع الربيع العربي كواقع قائم لا رجوع عنه، بهدف تحقيق الإصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والإنسانية، والخروج من فكرة المؤامرة والتفتيت إلى دويلات، والمشكلة التي تعاني منها هذه الشعوب منذ عقود هي أن هناك طبقة تتكدس ثرواتها، وطبقة أخرى تغرق في الفقر».

وردا على ما بثه التلفزيون السوري من اعترافات لموقوف ادعى أنه كان يهرب سلاحا من لبنان إلى مدينة حمص عبر بلدة عرسال اللبنانية، أعلن الحريري أن «النظام السوري فقد معظم أوراقه سواء في العراق أم في فلسطين، ولم يبق بيده سوى الورقة اللبنانية التي يهدد بها، لذلك طالبنا، وما زلنا، بتحييد لبنان عن أي خطر أمني، لكن هذا لا يحول دون إعطاء رأينا السياسي بدعم الشعب السوري، ونحن نطالب مجددا وللمرة الألف بترسيم الحدود مع سوريا ووضع حد للتهريب الذي يزعمونه». معتبرا أن «مزاعم تهريب الأسلحة باطلة وتفتقد أي مصداقية، ولو كان الثوار يأخذون السلاح لكانوا صاروا في وضع مختلف. ومعروف أنه عند أي اضطراب أمني في أي بلد تنشط تجارة السلاح على أيدي تجار لا ينتمون إلى أي فئة سياسية، وهذا ما كان قائما إبان أحداث لبنان ويومها كانت الفصائل المسلحة تبيع أيضا هذا السلاح».

وأشار الحريري إلى أن «الأفق بات مسدودا أمام النظام السوري؛ إذ إن الثوار كسروا حاجز الخوف، والدليل على ذلك تمزيق صور الرئيس بشار الأسد وتحطيم تماثيله وتماثيل والده (الرئيس الراحل حافظ الأسد)، ونزول المتظاهرين بصدورهم العارية وهم يهتفون: (يا الله ما إلنا غيرك يا الله)، وهذا شعار عظيم يعبر عن أن الثوار دخلوا مرحلة حاسمة متوكلين فيها على الله وعلى أنفسهم فقط، رغم كل المجازر التي يتعرضون لها». ولاحظ أن «التغيير في سوريا حصل بالفعل، وهناك سيناريوهات بدأت تطرح عن هذا التغيير ومنها فرار بشار الأسد وأركان نظامه، كما أن عنصر المفاجأة سيبقى قائما، والمثال على ذلك، كيف أن النظام الليبي كان يدك المعارضة بالدبابات وبالصواريخ، وفجأة سقطت طرابلس ومصراتة وأنهي نظام القذافي بلحظة». وردا على سؤال، اعتبر أن «تجربة المراقبين العرب في سوريا فشلت، لأن المراقبين لم يحيطوا بكل ما يجري على الأرض بسبب المضايقات التي يتعرضون لها، لكن هناك إيجابية واحدة فيها وهي أنهم شهدوا على عدم جدية النظام السوري وعلى انتهاكاته، وعلينا أن ننتظر التقرير الجديد الذي سيشكل منعطفا مهما، وربما يأخذ الأمور إلى مكان آخر». ونفى أن «تكون عودة الرئيس سعد الحريري إلى لبنان مرتبطة بسقوط النظام السوري كما يروج البعض، لأن قرار العودة بيده وهو يحدد الوقت المناسب لذلك». وعن كلام رئيس «جبهة النضال الوطني» النائب وليد جنبلاط، الذي تخوف فيه من انزلاق سوريا إلى حرب أهلية لأن الأسد لا يصغي إلى أحد، توقع الحريري أن يكون موقف جنبلاط «مبني على معلومات خارجية وأخرى من الداخل السوري، وموقفه ليس نابعا من فراغ، إنما تأكيد على أن الأمور في سوريا ذاهبة إلى الحسم ولن تعود إلى الوراء».