عائلات مفقودي السفينة الإيطالية ينتظرون أخبارهم وسط غضب عارم

استئناف البحث عن ناجين والتعرف على هويات 8 من أصل 11 قتيلا

صورة التقطت بالأقمار الصناعية، وقدمتها مؤسسة «دجتال غلوب»، مساء أول من أمستظهر السفينة أثناء اصطدامها بصخرة بحرية مما أدى إلى غرقها يوم الجمعة الماضي (أ.ب)
TT

استؤنفت أعمال البحث عن ناجين أمس في حطام سفينة كونكورديا الغارقة مقابل ساحل جزيرة جيجليو الإيطالية الصغيرة حيث تنتظر عائلات المفقودين وسط التوتر والغضب على ربان السفينة الموضوع قيد الإقامة الجبرية.

وقال شقيق أحد عناصر الطاقم الهندي الذي ما زال مفقودا كيفين ريبيلو: «إنه في منزله الآن لأنه يقيم في إيطاليا. لو كان في بلد آخر، فإنه كان سيودع السجن ويمضي وقتا سيئا جدا، ولا يحتسي القهوة مع والدته». وتابع ريبيلو: إن قيادة سفينة رحلات سياحية «ليس عالم ديزني، فأنتم تتحكمون بحياة بشر. أنا غاضب جدا»، علما أنه أتى من ميلانو حيث يعمل لمتابعة البحث عن شقيقه راسل المتزوج ووالد طفلة في الثالثة والنصف من العمر فيما تنتظر عائلتهما الأخبار بقلق في بومباي.

وتخشى عائلات أخرى لجأت إلى فندق في أوروبيتيلو (توسكانة قرب جزيرة جيجليو) الأسوأ وتتلقى دعم فرق من علماء النفس. وبعض هؤلاء من الناجين من الكارثة وعليهم التغلب على الصدمة وشعور بالذنب لأنهم نجوا. وبلغت حصيلة قتلى الكارثة 11 شخصا تم التعرف رسميا على ثمانية منهم وهم أربعة سياح فرنسيين وإيطالي وإسباني وعنصران من الطاقم هم بيروفي ومجري كان عازف كمان على السفينة. وتعرفت عائلة الفرنسيين من شرق فرنسا بيار غريغوار، 69 عاما، وشقيقته جان غانار، 70 عاما، على جثتيهما أمس، بين الجثث التي انتشلت مؤخرا، حسبما أعلنت مفوضية الشرطة في مدينة غوسيتو في توسكانة. وقال المتحدث باسم الخارجية الفرنسية بيرنار فاليرو في باريس: «مع الأسف فقد أربعة من مواطنينا حياتهم في غرق كوستا كونكورديا. ما زلنا نجهل مصير اثنين من الرعايا الفرنسيين».

وفقد 25 شخصا منذ نحو ستة أيام من بينهم الضحايا الذين لم يتم التعرف على هوياتهم. وأطلقت عائلتا الزوجين الفرنسيين المفقودين ميلين ليتزلر، 23 عاما، وميكايل بلومان، 25 عاما، أمس، نداء لجمع الشهادات على موقع «فيس بوك». وقال إندريه ليتزلر عم ميلين لوكالة الصحافة الفرنسية: «نريد جمع القدر الأكبر من شهادات الركاب الذين رأوهما في أثناء غرق السفينة، أو حتى في أثناء الأسبوع السابق للحادثة، لمحاولة معرفة أين هما وما قد حدث».

وبعد انقطاع أعمال البحث الأربعاء لأسباب أمنية استؤنفت أمس. وفجرا، قال المتحدث باسم خفر السواحل فيليبو ماريني «سنستعين بمتفجرات دقيقة لفتح المزيد من ممرات الدخول» إلى هيكل السفينة. ويصعب العمل بسبب انغلاق أنحاء من السفينة وراء أبواب موصدة وانسداد المنافذ إليها بكومات من حطام الأثاث أو قطع السجاد.

وفيما استؤنفت أعمال البحث لم ينطلق ضخ الوقود من السفينة (2380 طنا من المازوت) على الرغم من مخاطر حصول تسرب نفطي إلى الجزيرة وهي محمية طبيعية ذات قيمة بيئية كبرى. وقد تستغرق هذه العملية أسابيع نظرا لتعقيدها حيث ينبغي تسخين المازوت لجعله أكثر سيولة.

وأمس، تم تداول معلومات إضافية تتعلق بربان السفينة فرانشيسكو شكيتينو المتهم بالقتل غير العمد لعدة أشخاص بسبب التهور وبالتخلي عن السفينة وهو حاليا قيد الإقامة الجبرية في منزله في ميتا دي سورينتو جنوب نابولي. وأشارت النيابة إلى أن الربان «بعد مغادرته السفينة ظل متسمرا على الشاطئ الصخري في جيجليو وهو يشاهد (السفينة) وهي تغرق». ويستند الاتهام إلى أقوال خمس شهود رئيسيين ضده ولا سيما موظفي السفينة. وأعلنت شركة كوستا الإيطالية التي تملك كونكورديا أمس أنها اتصلت «بجميع المسافرين للتأكد من عودتهم سالمين والاطمئنان على صحتهم»، وكذلك لإطلاعهم على «إعادة تكاليف الرحلة كافة وكل ما يتعلق بها من مصاريف». كما كررت تعزيتها لأهالي الضحايا.