المعارضة السورية تدعو إلى التظاهر اليوم في جمعة «معتقلي الثورة» وحديث عن 60 ألف معتقل

«الجيش الحر» يتصدى للجيش النظامي على أبواب حماه.. واغتيال مسؤول أمني هناك

TT

دعت المعارضة السورية إلى التظاهر اليوم تحت عنوان «جمعة معتقلي الثورة»، بعد أن حصدت هذه التسمية القسم الأكبر من الأصوات على صفحة «الثورة السورية ضد بشار الأسد 2011» على موقع «فيس بوك»، حيث تطرح في كل أسبوع مجموعة من التسميات في شكل استفتاء، ويتم اعتماد التسمية التي تنال القدر الأكبر من الأصوات.

وكانت أولى المظاهرات التي دعت إليها صفحة «الثورة السورية» بالتنسيق مع أهالي معتقلين سياسيين في 16 مارس (آذار) الماضي أمام وزارة الداخلية، مخصصة للمطالبة بالإفراج عن المعتقلين، لتكرّ منذ ذلك الحين سبحة مظاهرات يوم الجمعة الأسبوعية.

ووفق ناشطين سوريين، فإن «أكثر من مائة ألف سوري خاضوا تجربة الاعتقال منذ بدء التحركات الشعبية في منتصف شهر مارس الماضي، فيما لا يزال نحو 60 ألف سوري قيد الاعتقال». ووفق شهادات ناشطين، فإن ثكنات عسكرية ومدارس ومعاهد تحولت إلى سجون، في ظل ظروف اعتقال مأساوية.

وقالت لينا الطيبي، عضو المكتب الإعلامي في المجلس الوطني السوري، لـ«الشرق الأوسط»، إنه «مع كل صباح تستيقظ أكثر من عائلة في مختلف مناطق سوريا على تسليم جثة شهيد قضى تحت التعذيب في المعتقل»، معتبرة أن «ما يحدث في المعتقلات السورية لا يحدث في بقية أنحاء العالم، فالمعتقل السوري هو مشروع شهيد، وشهادته أكثر قسوة من شهيد الرصاصة، إذ إنه يلفظ أنفاسه الأخيرة وهو تحت أعتى أنواع التعذيب الهمجي واللإنساني».

وسألت: «من منا يستطيع أن ينزع من ذاكرته صورة عفاف، الطفلة الرضيعة ذات الأربعة أشهر، التي عذبت حتى الموت تحت مرأى والديها المعتقلين لدفعهما ربما إلى الاعتراف؟ وكيف بوسع أحدنا أن ينسى صورة حمزة الخطيب وتامر الشرعي اللذين اخترق جسديهما المثقاب».

وأوضحت أن «كل هذا يحتم علينا أن نصرخ في وجه العالم كله ونذكره في كل لحظة بمعتقلينا الذين هم مشاريع شهداء أو مغتصبين ومغتصبات أو مصابين بعاهات مستديمة وعلى أقل تقدير لو ظلوا أحياء جسديا فإنهم يقتلونهم نفسيا». ولفتت إلى «أننا منذ بدء الثورة السورية ونحن نصرخ مطالبين بالمعتقلين الذين يتزايدون كل يوم وكل ساعة وكل دقيقة، وسنصرخ حتى نحرر سوريا كلها، لأن المعتقل هو رمز لسوريا المعتقلة منذ أكثر من أربعين سنة». وفيما كانت قوات الجيش السوري النظامي تنسحب من مدينة الزبداني، بموجب اتفاق مع «الجيش الحر»، توترت الأوضاع الأمنية في مدينة حماه، التي شهدت انفجارات وإطلاق نار في عدة أحياء منها، وقال ناشطون إن اشتباكات حصلت هناك بين «الجيش الحر» والجيش النظامي، قبل ظهر أمس بساعات، في الوقت الذي قامت فيه السلطات السورية بإغلاق مداخل مدينة حمص ومنع الدخول إليها والخروج منها، في ظل توقعات باقتحام قوات الجيش النظامي لحيي جورة الشياح والخالدية.

وفي حصيلة أولية سقط نهار أمس نحو 18 قتيلا في سوريا، بحسب مصادر حقوقية في دمشق، أغلبهم في محافظة إدلب وحماه.

وخرجت مظاهرة حاشدة في حماه هناك لاستقبال المراقبين العرب الذين حاولوا الوصل إلى الحي للاطلاع على آثار القصف هناك.

وقال ناشطون إن «الجيش الحر» تمكن من اغتيال نائب رئيس فرع الأمن العسكري العميد عادل مصطفى ومساعده الملازم أول جمعة النمر، أثناء وجودهما في حي باب قبلي، ويعد العميد مصطفى أحد أهم المشرفين على العمليات الأمنية والاعتقالات والتصفيات في مدينة حماه.

وقامت السلطات السورية بإغلاق كافة الطرقات في مدينة حماه ومنعت حركة الدخول والخروج، عند كل المداخل، مع نصب حواجز للأمن والجيش لتفتيش السيارات، وتم إغلاق كافة المداخل ما عدا جسر المزارب الذاهب إلى محافظة حلب.

وفي مدينة داعل في محافظة درعا، أفاد ناشطون بأن عنصرا منشقا قتل وأصيب آخران في اشتباك مع حاجز للجيش قتل فيه أيضا ضابط في الجيش.

وفي حلب، قال ناشطون إن مظاهرة طلابية خرجت في المدينة الجامعية، تمت مهاجمتها من قبل قوات الأمن التي اقتحمت مبنى الجامعة وهاجمت الطلاب واعتدت عليهم بالضرب الوحشي، وفق ما ذكرته الهيئة العامة للثورة السورية. وفي ريف دمشق، سمع بعد ظهر أمس دوي عدة انفجارات وإطلاق نار كثيف بعد ظهر أمس في منطقة رنكوس القريبة من الزبداني، وقالت مصادر محلية إن الشاب زهير عبد الجليل قتل هناك «نتيجة لقصف تعرضت له مزارع رنكوس»، كما تم «قصف أحد المنازل في منطقة المزارع وبداخله أسرة مكونة من أم وأطفالها».

وحول تطورات الأوضاع في الزبداني القريبة من الحدود مع لبنان (30 كم غرب دمشق) يسود الحذر هناك، وسط توقعات بمحاولة قوات النظام مجددا اقتحام مدينة الزبداني، في ظل تسرب معلومات عن محاولات سورية للضغط على الجانب اللبناني لإدخال آليات عسكرية من الأراضي اللبنانية لإطباق الحصار على قوات «الجيش الحر» في الزبداني.

وانسحبت عشرات الدبابات والمدرعات التي كانت تطوق الزبداني ليل أول من أمس (الأربعاء) إلى ثكناتها على بعد 8 كيلومترات، وأن الأغذية والإمدادات الأساسية بدأت تصل إلى المدينة.

ولا يستبعد الناشطون تجدد الهجوم على الزبداني في أي وقت، وأن انسحاب القوات النظامية يهدف لحشد أكبر للقوات والآليات في عملية كرّ وفر.

وفي محافظة ريف دمشق، تعرضت مدينا دوما أمس لحملة مداهمات أمنية في شارع الجلاء وتفرعاته عند مشفى اليمان وباتجاه جامع حوى بحثا عن مطلوبين.

وفي مدينة حمص، قالت مصادر محلية إن حمص أغلقت بالكامل أمس ومنع الدخول والخروج منها، استعدادا لعملية عسكرية كبيرة هناك، وتوقع الأهالي أن تتركز الحملة على حيي جورة الشياح والخالدية، بحسب ما يرونه على الأرض من نصب لحواجز جديدة ونشر للقناصة في محيط هذين الحيين، وبث ناشطون مقاطع فيديو قيل إنها التقطت في حي باب هود، وتظهر عددا من السكان يحاولون إنقاذ مدني من تحت أنقاض منزل، أصيب بقذيفة «هاون» أطلقها الجيش السوري المتمركز في قلعة سباع في وسط المدينة.

من جانبه قال الرئيس السوري بشار الأسد أمس إن شعب سوريا واعٍ لـ«المخططات» التي تدبر ضد بلاده و«قادر على تجاوز الظروف الراهنة» في سوريا التي تشهد موجة احتجاجات منذ عشرة أشهر، بحسب ما أفاد مصدر رسمي.

وذكرت وكالة الأنباء السورية أن الأسد أكد خلال لقاء وفد «المبادرة الشعبية العربية لمناهضة التدخل الأجنبي في سوريا ودعم الحوار والإصلاح» أن «الشعب السوري المتمسك بوحدته وعروبته رغم كل الصعوبات والمدرك لما يحاك لوطنه من مخططات تستهدف أمنه وتلاحمه قادر على تجاوز الظروف الراهنة».