مصادر عربية لـ «الشرق الأوسط»: الرسالة التي حملها مشعل للأسد لم تصل

مصدر بحماس: نقلها للمعلم

TT

كشفت مصادر عربية مطلعة لـ«الشرق الأوسط» أن الرسالة التي أعلن الأمين العام لجامعة الدول العربية عن تسليمها لخالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، خلال مؤتمر صحافي مشترك في القاهرة، قبل نحو الأسبوعين، لم تصل إلى الرئيس السوري بشار الأسد، بسبب رفض النظام السوري لها، واعتبارها تدخلا في الشأن الداخلي السوري.

غير أن مصدرا مقربا من حماس قال إن مشعل لم يحاول لقاء الأسد، وإنه التقى وزير الخارجية، وليد المعلم، ونقل إليه الرسالة الشفوية من العربي. وتسببت هذه الوساطة، حسب هذه المصادر، بالإحراج لحماس، إذ فهمها البعض من الحركات الفلسطينية الأخرى على أنها أمر لا يجب الاقتراب منه، حتى لا تكون مبررا لتدخل النظام السوري في الشأن الداخلي الفلسطيني. ودفع هذا الموقف المحرج المتحدث الرسمي لحماس للتأكيد أن الزيارة للقاهرة هذه لن تتطرق إلى الموضوع السوري والوساطة.

وكان قد تم الإعلان عن هذه الرسالة في مؤتمر صحافي مشترك للأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي ومشعل. وقالت المصادر إن هذه الرسالة الشفهية تعامل معها نظام الأسد بمثابة التدخل في الشأن الداخلي السوري باعتبار أن حركة حماس تقيم كضيف على الأرض السورية وليس من حقها إقحام نفسها في الشأن السوري. وانتقدت قيادات فلسطينية خالد مشعل في هذا الموضوع، خاصة ياسر عبد ربه القيادي في حركة فتح، وتشير المصادر إلى أن هذا الموقف المحرج لمشعل قد دفع المتحدث الرسمي لحركة حماس للتأكيد على أن زيارة مشعل للقاهرة هذه المرة لن تتطرق إلى الموضوع السوري والوساطة، وأن الرسالة التي حملها مشعل من الجامعة إلى الأسد كانت تتضمن الدعوة للتجاوب مع خطة الحل العربي والعمل على وقف العنف وسحب المظاهر المسلحة.

وكان العربي قد قال في القاهرة، في مؤتمر صحافي مع مشعل، بعد لقائهما في الأسبوع الأول من يناير (كانون الثاني) الحالي، إنه حمّل مشعل رسالة للسلطات السورية مفادها أن من الضروري العمل بكل أمانة وشفافية ومصداقية لوقف ما يدور من عنف في سوريا.

ودعا أحمد بن حلي، الأمين العام المساعد، إلى عدم تحميل الموضوع أكبر من حجمه، وقال: «لا أريد الخوض في تفاصيل أكثر»، وعما إذا كان مشعل سيلتقي مع العربي خلال زيارته لمصر، أوضح بن حلي أن الأمين العام على اتصال مستمر مع مشعل، ولجنة مبادرة عملية السلام سوف تنعقد إما نهاية الشهر الحالي، أو بداية الشهر المقبل.