دمبسي يبلغ اسرائيل ضرورة التنسيق حول ايران

رئيس القوات الأميركية المشتركة يلمح إلى مخاوف من قيام تل أبيب بتوجيه ضربة عسكرية إلى المفاعلات النووية

رئيس الوزراء الإسرائيلي لدى استقباله رئيس القوات الأميركية المشتركة أمس (إ.ب.أ)
TT

في ظل إجماع المراقبين في تل أبيب على أن الخلافات مستمرة بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني حول قضية التعامل مع مشروع التسلح النووي الإيراني، حرص رئيس القوات الأميركية المشتركة، الجنرال مارتن دمبسي، على إبراز جانب آخر من العلاقات، وقال إن زيارته القصيرة إلى إسرائيل (أقل من 20 ساعة)، هي بمثابة «رسالة موجهة إلى الجميع، تؤكد أننا ملتزمون بتعهداتنا لأمن إسرائيل».

ولكن دمبسي لمح إلى مخاوف الولايات المتحدة من قيام إسرائيل بتوجيه ضربة عسكرية إلى المفاعلات النووية الإيرانية، قائلا: «يجب توثيق التعاون بين الولايات المتحدة وإسرائيل لا سيما في ضوء القلق الذي تشعر به الدولتان إزاء البرنامج النووي الإيراني»، وأضاف: «توثيق التعاون سيعود بالفائدة على كلا البلدين. فللولايات المتحدة وإسرائيل توجد مصالح مشتركة وتقاليد وقيم مشتركة، وستعرفان كيف تتفاهمان على كل شيء». وكان دمبسي قد وصل إلى تل أبيب، الليلة قبل الماضية، مع زوجته. فاستقبله رئيس الأركان الإسرائيلي، بيني غانتس، وزوجته. وتوجهوا إلى مطعم في مدينة يافا لتناول وجبة عشاء، انتهت في منتصف الليل. ثم عادا ليلتقيا في السابعة صباحا. ثم عقدا لقاء في مكتب وزير الدفاع، إيهود باراك، بحضور عدد من كبار الجنرالات الإسرائيليين، وبينهم رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية، آفيف كوخافي، ورئيس دائرة التخطيط الحربي، أمير ايشل، وقائد سلاح الجو، نحوشتان. وانتقل بعدها إلى مقر رؤساء إسرائيل، حيث التقى شيمعون بيريس، ثم إلى مقر رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو.

وبقي مضمون اللقاءات سريا، خصوصا اللقاء مع نتنياهو، الذي لم يصدر عنه أي خبر. لكن وسائل الإعلام نشرت بعض التسريبات، التي تؤكد أن دمبسي أبلغ إسرائيل الرسالة الأميركية التقليدية في الشهور الأخيرة، وهي أنه يجب التنسيق في مواقف البلدين حول الموضوع الإيراني وأن «للولايات المتحدة برامج وحسابات مختلفة ينبغي على إسرائيل تفهمها وعدم التشويش عليها»، كما قالت صحيفة «معاريف» في موقعها الإلكتروني. وأن «إسرائيل والولايات المتحدة وجميع دول المنطقة قلقة من التسلح النووي الإيراني، وهناك جهود دولية كبيرة وعقوبات ناجعة للنظام الإيراني بدأت تترك آثارا بالغة على القيادة الإيرانية».

ومن التلميحات والتسريبات، يستدل أن دمبسي أوضح في محادثاته السرية بعض الخطط الأميركية «لمعالجة التسلح النووي الإيراني». فيما عرض الإسرائيليون إمكانيات القيام بضربات عسكرية ناجعة ضد المفاعلات النووية الإيرانية وبضربات أخرى تتيح سقوط النظام الإيراني.

وكان الرئيس الإسرائيلي قد صرح خلال استقباله الضيف الأميركي أن إيران تعتبر مركزا للإرهاب العالمي وهي تمول اخطر الإرهابيين في العالم وتقف وراء اعتداءات إرهابية تؤدي إلى إزهاق حياة الأبرياء. وأضاف: «إيران تسعى لبسط سيطرتها ليس على الشرق الأوسط فحسب وإنما على مناطق أخرى في العالم بما في ذلك أميركا الجنوبية».

لكن بيريس أكد قناعته بأن «العالم الحر سيحقق انتصارا على إيران». وأبدى بيريس تقديره للسياسة التي يتبعها الرئيس الأميركي باراك أوباما والتزامه بضمان أمن دولة إسرائيل.

وأما باراك، فقال لدى استقباله دمبسي، وهو يبتسم ابتسامة ساخرة: «عندنا، لن تجد لحظة واحدة خالية. وأنا أضمن لك ذلك». واعتبرت هذه الكلمات «قرصة» إذ إنه قصد أن الإسرائيليين سيسمعونه نفس الموقف وأنهم سيطالبونه بتشديد العقوبات على إيران لتشمل موضوعي النفط والبنك المركزي الإيراني والتلويح بالخيار العسكري بكل جدية. فيما اعتبرها آخرون إشارة إلى تعبئة برنامج دمبسي بالكامل طيلة مكوثه في إسرائيل، بلا توقف. ثم تمنى له «زيارة مثمرة».