تزايد ملحوظ في نقاط مظاهرات «جمعة معتقلي الثورة» واشتباكات بين قوات الأمن و«الجيش الحر»

الجاليات السورية في الخارج تتظاهر أمام سفارات بلادها في «يوم الغضب العالمي»

ضباط وجنود منشقون لدى تجمعهم في منتجع مدينة الزبداني بالقرب من الحدود اللبنانية أمس (أ.ب)
TT

في حصيلة أولية لمظاهرات يوم أمس وفي «جمعة معتقلي الثورة» سقط أكثر من 16 شخصا برصاص قوات الأمن السوري في جمعة كرست للمطالبة بالإفراج عن كافة معتقلي الثورة في سوريا وذلك بالتزامن مع اليوم الأخير لبعثة المراقبين العرب. وخرجت مظاهرات حاشدة في مختلف المحافظات السورية تلبية لدعوات للخروج في مظاهرات حاشدة، وفي تطور جديد وخطير، قال ناشطون إن جنودا منشقين في الجيش الحر قاموا بالدفاع عن مظاهرة خرجت في حي نهر عيشة الواقع على أطراف مدينة دمشق والمتصل بحي الميدان. وقال الناشطون إن الجيش الحر تصدى لقوات الأمن والشبيحة الذين هاجموا مظاهرة خرجت في حي نهر عيشة بوحشية، وفوجئوا بوجود عناصر من الجيش الحر هناك، حيث جرت اشتباكات أسفرت عن مقتل أربعة من رجال الأمن وجرح اثنين، كما حصلت عدة إصابات في صفوف المتظاهرين، وتم قطع أوتوستراد دمشق - درعا. ويعد هذا التطور خطيرا لجهة وصول الجيش الحر إلى الأحياء الساخنة في العاصمة دمشق، الواقعة تحت السيطرة الأمنية للنظام. ويأتي هذا التطور بعد يومين على إعلان الجيش الحر السيطرة على منطقة الزبداني وبعد يوم من تأكيد ناشطين حصول اشتباكات في منطقة الكسوة كانت الغلبة فيها للجيش الحر وما زال الوضع هناك مرتبكا.

وفي حين أعلن عن وقوع اشتباكات عنيفة بين قوات النظام السوري والجيش الحر في خان شيخون بإدلب، أكّد أحد الضباط المنشقين الخبر لـ«الشرق الأوسط»، لكنه لفت إلى أنّه لغاية مساء أمس لم تكن المعلومات واضحة لديه في ما يتعلّق بتفاصيل هذه الاشتباكات وأسبابها، مشيرا إلى أنّ قيام الجيش الحرّ بحماية المتظاهرين يساهم إلى حدّ كبير في تناقص عدد القتلى.

وقال أحد الناشطين السوريين في تنسيقية حماه لـ«الشرق الأوسط» إنّ «جمعة معتقلي الثورة» كانت متميّزة؛ إذ شملت معظم الأحياء الحموية حتى تلك التي لم تكن تشارك قبل ذلك. وأشار إلى أنّ سبب زيادة نسبة مشاركة المواطنين في المظاهرات يعود إلى وجود الجيش الحرّ وحمايته لهم.

وفي دمشق أفاد ناشطون بأن قوات الأمن انتشرت صباح أمس، حول المناطق القريبة من العاصمة دمشق، والتي تنطلق منها عادة المظاهرات بعد صلاة كلّ يوم جمعة.

وفي اللاذقية، أكّد أحد الناشطين لـ«الشرق الأوسط» أنّ «مشاركة المدينة في جمعة معتقلي الثورة اقتصرت على المظاهرات التي خرجت من بعض المساجد التي تمت محاصرتها سريعا من قبل الأمن والشبيحة مثل مسجد الحسين ومسجد البازار وسط المدينة، إضافة إلى مظاهرات خرجت من أحياء الصليبة والأشرفية والكورنيش الجنوبي، كما خرجت مظاهرة في حي العوينة حيث قامت قوات الأمن بشن حملة اعتقالات واسعة على أثرها». من جهة أخرى، أعلنت الهيئة العامة للثورة السورية أن قوات الأمن والجيش قتلت أربعة أشخاص في كل من معرة النعمان وحمص وريف حماه ودرعا. وأوضحت الهيئة في بيان لها أن قوات الأمن قتلت المساعد أول عبد الرحمن البريدي، من فرع الأمن السياسي، وهو شخص معروف بمساعدته للثوار، حيث قامت بخطفه من بيته وعثر عليه مقتولا بطلقتين صباح أمس.

كذلك، أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن سلطات الأمن السورية سلمت بعد منتصف ليل الخميس جثامين ستة قتلى إلى ذويهم في قريتي الصحن واللج في سهل الغاب الشمالي بمحافظة إدلب، شمال سوريا المتاخمة للحدود التركية. وأوضح المرصد أن تلك الجثامين تعود لأشخاص «فقدوا قبل يومين». وأضاف أن اشتباكات دارت صباح أمس بين مجموعة منشقة وقوات الأمن السورية التي كانت تقوم بإنزال علم الاستقلال الذي رفعه الثوار في مدينة إدلب.

وقد أعلنت تنسيقية الزبداني، أنّ جمعة معتقلي الثورة كانت جمعة الاحتفال بنصر الله على الكتائب الأسدية. وقد رفع المتظاهرون في اعتصامهم الحاشد لافتات تطالب بإسقاط نظام القتل وبالحرية لمعتقلي سوريا، وقد شارك في المظاهرة عدة وفود أتت من مناطق مختلفة من ريف دمشق وغيرها من المحافظات السورية جاءوا ليهنئوا المدينة بانتصارها وقد شارك وفد من الطائفة العلوية في هذه الفرحة. وفي حلب أيضا خرجت مظاهرة في بلدة حردتنين، وأخرى من الجامع الكبير في مدينة الأتارب باتجاه ساحة الحرية عند جامع أبو بكر الصديق. كما خرجت مظاهرة حاشدة في بلدة دابق.

ومع دخول الثورة السورية شهرها الحادي عشر، أصدر المجلس الوطني السوري بيانا، وجّه فيه «تحية إجلال إلى كل مدينة وبلدة وقرية ثائرة، وتحية إكبار لنضالها السلمي البطولي في وجه أعتى الأنظمة»، داعيا فيه الأهل إلى أن يؤمنوا بأن «شهداء حرية سوريا وكرامتها هم شهداء الحق في وجه الباطل، وشهداء الإنسانية في وجه الوحشية والهمجية».

والمجلس بكامل هيئته وأعضائه «يجدد العهد مع شعبنا، مؤكدا أن مطالبه هي مطالب الشارع السوري، ولن يتنازل عن أي مطلب دفع ثائر دمَه من أجله. كما أكّد تلاحمه مع الجيش السوري الحرّ وكافة الضباط الأحرار الذين انحازوا إلى صف الشعب مجددا عزمه تقديم كل الوسائل والإمكانيات التي تساعد الجيش الحرّ الباسل على حماية المتظاهرين وكافة المواطنين من طغيان النظام وظلمه واعدا بالوقوف صفا منيعا وجدارا صُلبا في وجه من يحاول إثارة الفتنة الطائفية وإيقادها».

وتتظاهر الجاليات السورية اليوم أمام السفارات السورية في 26 دولة عربية وأجنبية، استجابة للدعوة التي وجهها المجلس الوطني السوري، مكتب الحراك الثوري ومكتب الجاليات السورية في مختلف دول العالم إلى «جميع الأحرار لوقفة تضامن مع الشعب السوري الصامد أمام آلة القمع الوحشية من أجل المشاركة في فعاليات يوم الغضب العالمي لنصرة الشعب السوري».

وناشد مكتب الاغتراب في المجلس الوطني المغتربين السوريين الأحرار «ألا يتأخروا عن تلبية نداء شعبنا في الداخل، الذي عوّل عليكم وأوكلكم مهمة كبيرة في إيصال ما يود الثوار إيصاله إلى العالم أجمع».

ومن المقرر أن تشمل فعاليات «يوم الغضب العالمي»، نشاطات عدة تقام في مختلف العواصم العربية والأجنبية حيث يوجد المغتربون السوريون. وأوضح عضو المكتب الإعلامي في «المجلس الوطني» محمد سرديني لـ«الشرق الأوسط» أمس أن «الجاليات السورية مدعوة للمشاركة بكثافة اليوم في مختلف النشاطات التي ستقام في 26 بلدا حول العالم»، مشيرا إلى أن «الهدف من إحياء (يوم الغضب العالمي) هو توجيه رسالة من السوريين في بلدان الاغتراب إلى أهلهم في الداخل والتأكيد على تضامنهم معهم». وقال: «نريد أن نؤكد لأهلنا في سوريا أن همنا واحد وشعورنا واحد، ونحن نقوم بكل ما نستطيع من أجل دعمهم والتضامن معهم».