مصر تتأهب للذكرى الأولى للثورة بجمعة «حق الشهيد»

شباب الثورة يستعيدون ذكريات عام مضى.. ومصدر عسكري: القوات المسلحة لن تكون موجودة في الميدان

مظاهرات في ميدان التحرير تندد باستمرار المجلس العسكري في حكم مصر (رويترز)
TT

دخلت مصر أمس في أجواء ثورة 25 يناير (كانون الثاني)، التي أطاحت بنظام حكم الرئيس السابق حسني مبارك. ونظمت القوى الشبابية وعدد من الأحزاب السياسية عددا من المسيرات التمهيدية، التي جابت شوارع القاهرة أمس وصولا إلى ميدان التحرير، أيقونة الثورة في قلب العاصمة المصرية، وذلك في إطار الحشد لمظاهرات الذكرى الأولى للثورة، والتي يطالب فيها الشباب باستكمال أهداف ثورتهم التي أسقطت النظام السابق بعد 18 يوما متواصلة من الاعتصام بميدان التحرير.

وبعد عام من الثورة استعد عدد من الأحزاب والقوى والائتلافات الشبابية في مصر لاستعادة روح ميدان التحرير، بالحشد عن طريق تنظيم المسيرات المتوجهة للميدان، وتكثيف توزيع البيانات المطالبة بالوجود في الميدان يوم الأربعاء المقبل لإحياء ذكرى الثورة والمطالبة بتسليم السلطة ورد حق الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم من أجل التخلص من الاستبداد والحصول على الحرية والكرامة الإنسانية.

وشهد ميدان التحرير أمس مظاهرة حملت عنوان «حق الشهيد»، ضمت عدة آلاف من المصريين الذين تجمعوا بالميدان قادمين من مناطق مختلفة في مسيرات للحشد لمظاهرات ذكرى الثورة، وللمطالبة بضرورة تسليم السلطة للمدنيين واستكمال تحقيق أهداف الثورة.

من جانبه، أكد مصدر عسكري رفيع المستوى، في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط»، أن التظاهر والاعتصام حق مكفول للجميع، وأن السلطات المصرية وعلى رأسها المجلس العسكري تؤمن بالحرية والديمقراطية، مؤكدا في الوقت نفسه أن القانون المصري يجرم أي محاولة للاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة أو هدم مؤسسات الدولة، مؤكدا أن القوات المسلحة ملتزمة بأقصى درجات ضبط النفس، وأنها لن توجه سلاحها أبدا إلى صدر أي مواطن، موضحا أن القوات المسلحة لن تكون موجودة في الميدان خلال المظاهرات، وأن مجلس الشعب المنتخب أصبح الآن هو الذي يتحدث باسم الشعب وفق القانون، وأنه عقب انعقاد الجلسة الأولى للبرلمان سوف يمارس عمله بصفه رسمية، فلم يعد هناك من له صلاحيات في الحديث باسم الشعب سوى البرلمان.

وبدورهم، دعا منتمون لعدد من التيارات السياسية والحزبية والائتلافات الشبابية إلى إحياء ذكرى ثورة 25 يناير عبر مسيرات تجوب جميع أنحاء الجمهورية تنتهي في ميدان التحرير، مشددين على البعد عن المنشآت العامة والحفاظ على سلمية التظاهر وخلو المسيرات من مظاهر الاحتفال، مع التأكيد على أن المطلب الأساسي هو التعجيل بتسليم السلطة. وقال معاذ عبد الكريم، عضو ائتلاف شباب الثورة «كانت الفكرة الأساسية أن تبدأ مظاهرات الحشد لـ25 يناير المقبل بنفس الطريقة التي بدأت بها مظاهرات الثورة في العام السابق، لاستعادة روح 25 يناير من جديد»، وتابع عبد الكريم «الجديد في مظاهرات الذكرى الأولى للثورة أن الحشد لن يكون من أمام المساجد كما كان العام الماضي، ولكن ستنطلق المظاهرات من أمام منازل الشهداء بكل المناطق متوجهة إلى ميدان التحرير». وأضاف «مطالبنا في مظاهرة اليوم وحتى 25 يناير المقبل واحدة، وهي تسليم السلطة ومحاسبة المجلس العسكري على جرائمه بحق المصريين طوال الاثني عشر شهرا الماضية».

وطالب المتظاهرون بميدان التحرير أمس بسحب الثقة من المجلس العسكري والحكومة، وطالبوا في بيان لهم وزع عقب صلاة الجمعة بتسليم السلطة إما لمجلس رئاسي مدني أو لرئيس المحكمة الدستورية العليا أو لرئيس مجلس الشعب، ووزع المتظاهرون - الذين ارتدى بعضهم ملابس سوداء احتجاجا على براءة المتهمين بقتل الثوار - أوراقا على المواطنين تدعو للنزول يوم 25 المقبل لاستكمال الثورة، مؤكدين أن الثوار ليسوا بمخربين، وأنهم سيقومون بحماية المنشآت والمباني الحكومية أثناء المظاهرات.

وبنفس أجواء الثورة المصرية قبل عام من الآن، بدأت صفحة «كلنا خالد سعيد» على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» في الحشد للمظاهرات، ودعت الصفحة أمس المشاركين في المسيرات إلى الالتزام بسلمية الثورة والتصدي لأي محاولات لتخريب المنشآت، ووضعت الصفحة ميثاق شرف ليوم 25 يناير يتمثل في التمسك بسلمية الثورة وعدم الانسياق خلف محاولات الاستفزاز ودفع المتظاهرين للدخول في معركة.

في السياق نفسه، انطلق عدد من المسيرات بمحافظة الإسكندرية عقب صلاة الجمعة أمس للمشاركة في جمعة «حق الشهيد»، وردد المشاركون في المسيرات عبارات تندد بحكم المجلس العسكري وتحض على أخذ ثأر الثوار، مرددين هتافات «يسقط يسقط حكم العسكر»، «الثوار راجعين يوم خمسة وعشرين»، «يا مشير يا مشير ثورة تاني في التحرير».

ونظم عدد من الشباب المستقل وقفة احتجاجية أمام جامع الأزهر أمس، رافعين لافتات «الشعب يريد حق الشهيد»، و«إنهاء حكم العسكر وتسليم السلطة للمدنيين»، وأدى المشاركون في الوقفة، وكان من بينهم عدد من شيوخ وطلبة الأزهر وأعضاء حركة 6 أبريل واتحاد شباب ماسبيرو وحركة شباب من أجل العدالة والحرية، صلاة الغائب على أرواح شهداء الثورة عقب توجههم لميدان التحرير رافعين صور شهداء أحداث مجلس الوزراء ومحمد محمود، وفي مقدمتها صورة الشهيد عماد عفت.