لقاء وشيك بين علاوي وسفير إيران يفتح صفحة جديدة من العلاقات بين «العراقية» وطهران

المتحدثة باسم «العراقية» لـ «الشرق الأوسط»: متغيرات المنطقة فرضت التقارب

علاوي وإلى جانبه رئيس مجلس النواب العراقي خلال جلسة يوم الأربعاء الماضي (أ.ب)
TT

كشفت المتحدثة الرسمية باسم القائمة العراقية ميسون الدملوجي أن «لقاء وشيكا سيعقد بين زعيم القائمة العراقية إياد علاوي والسفير الإيراني في بغداد حسن دناني فر». وقالت الدملوجي في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: إن «الترتيبات تجري الآن لعقد هذا اللقاء قريبا ويؤمل أن يدشن صفحة جديدة من العلاقات بين القائمة العراقية وجمهورية إيران الإسلامية». وردا على سؤال عما إذا كانت المبادرة لعقد هذا اللقاء وبدء الصفحة الجديدة بين الطرفين من قبل الجانب الإيراني أو القائمة العراقية؟ قالت الدملوجي: «ليس مهما من هو المبادر إلى اللقاء ولكن الأهم هو الأرضية التي بدأت تتوفر لهذا اللقاء وهو ما يعني أن هناك حرصا من الطرفين لبدء صفحة جديدة في العلاقات»، مشيرة إلى أن «الظروف الحالية التي تعيشها المنطقة والمتغيرات المتسارعة هي التي أملت هذا التطور في العلاقة بين الطرفين وذلك من أجل ترسيخ الاستقرار في المنطقة، لا سيما أن القائمة العراقية تملك ورئيسها علاوي علاقات إقليمية ودولية جيدة وهو ما تحتاجه الآن إيران».

من جانبه أكد هادي الظلمي الناطق الرسمي باسم حركة الوفاق الوطني التي يتزعمها إياد علاوي في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «هناك نوعا من سوء الفهم مؤداه أن هناك موقفا سلبيا من (العراقية) أو إياد علاوي من إيران بينما كان موقف علاوي هو رد فعل للموقف الإيراني السلبي منه ومن (العراقية)، لا سيما بعد ظهور نتائج انتخابات 2110». وأضاف الظلمي أن «علاوي أكد وفي أكثر من اجتماع لـ(العراقية) وللوفاق أنه مستعد لبدء صفحة جديدة مع إيران في حال غيرت هي موقفها وهو ما يبدو قد حصل الآن، بفعل الظروف الداخلية والإقليمية والدولية وبالتالي فإن مساحة الخلاف بدأت تضيق»، مؤكدا أن «هناك اتصالات مباشرة الآن بين علاوي والسفير الإيراني وأن اللقاء سيحصل قريبا ولا توجد أي عوائق أو محددات».

وكانت القائمة العراقية قد تنصلت من اتهامات وجهها أحد نوابها في البرلمان ضد إيران. وأصدرت بيانا أعربت فيه عن «أسف علاوي الشديد لما صدر من تصريحات عن أحد نواب القائمة في مقابلة تلفزيونية، بحق جمهورية إيران الإسلامية، من اصطلاحات وتوصيفات هي ليست من متبنيات (العراقية)».

وأضاف البيان أن «موقف العراقية وزعيمها يتمثل بإقامة أفضل العلاقات مع جميع دول الجوار ومنها جمهورية إيران الإسلامية»، معتبرا أن «قائمتها تعمل على إتاحة الفرصة لإقامة حوار جدي وأخوي وصريح مع القيادة الإيرانية بما يخدم مصالح الشعبين الجارين وكل المنطقة».

في سياق متصل قال القيادي في دولة القانون عدنان السراج في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: إن «التقارب الجديد بين علاوي وإيران يأتي بعد قطيعة سببها أن إيران كانت ترى في مشروع علاوي امتدادا للمشروع الذي كان يتبناه صدام حسين، بينما ينظر علاوي إلى إيران بوصفها عدوة له». وأشار السراج إلى أن «محاولات التقارب تمت عن طريق القيادي في (العراقية) محمد علاوي وهو ابن عم إياد علاوي وشخصية إسلامية مقبولة وهو الذي هيأ الأجواء بين الطرفين». وأوضح أن «الهدف الذي يرمي إليه علاوي هو تشكيل حكومة برئاسته بعد إسقاط حكومة المالكي وهو يعتقد أنه لا يمكن أن يقوم بذلك من دون رضى إيران». لكن السراج استبعد «موافقة إيران على ذلك لأن موقفها لم يتغير من المالكي وهي ما زالت تدعمه لكنها في الوقت نفسه لا تمانع في أن تفتح صفحة مع علاوي في الوقت نفسه».

وفي سياق ردود الفعل، أكد السياسي الكردي المعروف محمود عثمان في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «علاوي قرر التوجه إلى إيران بعد أن أصابه اليأس من أميركا»، مضيفا أن «علاوي ليس هو السياسي الوحيد الذي راهن على الأميركيين وخسر الرهان.. بل إن كل من راهن على أميركا يعد خاسرا». وحول فرص نجاح التقارب بين علاوي وإيران قال عثمان إن «إيران تملك القدرة على خداع الجميع لأنها في النهاية تمنح تأييدها لمن يكون الأقرب إليها في تنفيذ سياستها وهي خطوة ذكية منها في التلويح بعلاوي ضد المالكي».

أما السياسي والمفكر الشيعي المعروف حسن العلوي فقد أبلغ «الشرق الأوسط» أن «علاوي وفي سياق تقاربه مع إيران يبدو أنه استجاب لنصيحة تركية بالعمل على تبريد الأجواء مع طهران لأن تركيا مقتنعة تماما بعلاوي كسياسي شيعي ليبرالي ولكن عليه أن يتقارب مع إيران». وأضاف العلوي أن «إيران من جانبها تؤمن بسياسة تعدد المحاور حتى داخل الكتلة الواحدة أو المكون الواحد مثلما تفعل مع الكتلة الشيعية حيث إن لديها عدة محاور داخل هذه الكتل وهي متخاصمة مع بعضها ولكنها كلها مؤيدة لإيران وبالتالي فإن إيران لا تجد مشكلة في أن تفتح محورا جديدا مع علاوي حتى وإن كان خصما للمالكي، فكلاهما يصبح قريبا منها».