السيستاني يدعو لتنازلات متبادلة عشية اجتماعات اللجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني

الحكيم يؤكد أهمية أن تتخذ القوى السياسية المزيد من خطوات التلاحم

TT

على الرغم من مقاطعة المرجع الشيعي الأعلى في العراق، آية الله علي السيستاني، كبار السياسيين وقادة الكتل في العراق، بالتوقف عن استقبالهم، للعام الثاني على التوالي، فإن ذلك لم يحُل دون دخوله على خط تأكيد أهمية قيام السياسيين بتقديم التنازلات لبعضهم البعض بوصفه يصب في مصلحة البلاد. وقبل يومين من بدء الاستعدادات الفعلية للجنة التحضيرية العليا، التي شُكلت الأسبوع الماضي من قادة الكتل الرئيسية الثلاث (التحالف الوطني والعراقية والتحالف الكردستاني)، التي يفترض أن تبدأ غدا اجتماعها الأول بحضور الرئيس العراقي جلال طالباني الموجود حاليا في ألمانيا لتلقي العلاج، طالب ممثل المرجع الشيعي الأعلى في كربلاء، أحمد الصافي، السياسيين بضرورة تقديم تنازلات لبعضهم البعض من أجل مصلحة البلاد.

وقال الصافي، خلال خطبة الجمعة أمس: «إن الوضع السياسي في البلاد لا يتحمل تشنجات إضافية، وإن الخروج من الأزمة التي يمر بها البلد لن يتم إلا بتغليب منطق الحكمة والعقل». وأضاف أن «العراق يجب أن يُبنى ويتطور وتوضع له سياسته من خلال أبنائه، هؤلاء الأبناء إما أن نثق بهم وإما ألا نثق بهم.. إن خدمة الانتماء فيه لها استحقاقات، وهذه تستدعي أن يكون الإنسان مخلصا بداخله للبلد».

وكشف الصافي عن أن الزيارة الأربعينية لهذا العام شارك فيها أعداد كبيرة من غير طائفة الشيعة (في إشارة إلى السنة)، معتبرا أن هذه المشاركة بعيدة عن الأغراض السياسية، مشيرا إلى أن «علينا أن نتعلم من هذه المواقف ونعرف حقيقة الشعب العراقي؛ حيث لم تسجل أي حالة شجار أو حالة طعن بين هذه الملايين». وأوضح أن «القوات الأمنية كانت تقوم بأكثر من دور، وهذا غير مطلوب منهم، لكن حسهم بالمسؤولية كان يدفعهم إلى ذلك». وكان اثنان من أبناء محافظتي كركوك وديالى، شمال العراق، وهما من أبناء الطائفة السنية، قد تصدا لاثنين من منفذي التفجيرات في مدينة الناصرية جنوب العراق ضد الزوار الشيعة، وهو ما اعتبره السياسيون ورجال الدين في العراق تعبيرا عن الوحدة الوطنية العراقية. وفي الوقت نفسه قررت محافظة النجف إطلاق اسم أحد المقاتلين، وهو نزهان الجبوري، على إحدى ساحاتها الرئيسية في أحد الأقضية.

تأتي دعوة السيستاني للسياسيين العراقيين بضرورة تقديم التنازلات في وقت جددت فيه الولايات المتحدة الأميركية تأييدها للجهود التي يبذلها الرئيس العراقي جلال طالباني في إطار السعي لإنجاح المؤتمر الوطني. كان بيان صادر عن مكتب الرئيس طالباني قد أكد أن رئيس الجمهورية تلقى رسالة من نائب الرئيس الأميركي، جوزيف بايدن، عبَّر فيها عن تمنياته بالصحة، للعودة لدوره الحيوي في بقاء العراق على مسار إيجابي، بحسب بيان لرئاسة الجمهورية. ونقل البيان عن بايدن قوله: «إنني أعبر لكم، نيابة عن الرئيس أوباما والإدارة، عن تمنياتي بالصحة والعافية والشفاء العاجل، وأشكركم على الدور الحيوي والمهم الذي تلعبونه مرة أخرى في إبقاء العراق على مسار إيجابي». وأضاف بايدن: «إنني أدرك، باستمرار، كيف حظا الشعب العراقي، والمنطقة بأسرها، بقيادتكم في هذا الوقت الحرج».

على صعيد متصل، وبينما تشهد العلاقة بين «العراقية»، بزعامة إياد علاوي، و«دولة القانون» بزعامة نوري المالكي المزيد من التصعيد قبيل أيام من بدء التحضير للمؤتمر الوطني، أكد زعيم المجلس الأعلى الإسلامي، عمار الحكيم، أهمية أن تتخذ القوى السياسية المزيد من خطوات التلاحم وتكثيف جهود الحوار في معالجة الملفات العالقة. وقال بيان صادر عن المجلس الأعلى الإسلامي، تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه: «إن السيد الحكيم أشار إلى ضرورة وجود المباحثات الجانبية بين القوى السياسية من أجل إيجاد القواسم المشتركة لحل الأزمات وتطويق تداعياتها».