اليمين المتطرف في إسرائيل يطالب بطرد عضوي كنيست عربيين

في رسالة إلى المستشار القضائي: إنهما خائنان.. وينبغي إرسالهما إلى حماس في غزة

TT

تنظم قوى اليمين اليهودي المتطرف في إسرائيل حملة سياسية وإعلامية شرسة تستهدف تجريد نائبين عربيين منتخبين في الكنيست من حصانتهما البرلمانية وطردهما، لا من البرلمان فحسب، بل ومن البلاد أيضا، بسبب نشاطهما السياسي. والنائبان هما: أحمد الطيبي، رئيس الحركة العربية للتغيير، وحنين الزعبي، من قيادة حزب التجمع الوطني.

والحملة ضد الطيبي تعود لمشاركته في مهرجان «الشهيد» في رام الله، أول من أمس؛ حيث ألقى خطابا قال فيه: «إن الشهيد الذي يضحي بنفسه وحياته في سبيل شعبه هو أعلى قيمة وطنية ننحني إجلالا لها». وترجمت أقواله إلى العبرية ونُشرت في وسائل الإعلام الإسرائيلية فثارت ثائرة قوى اليمين، معتبرة إياها «تحريضا على قتل الإسرائيليين»، بدعوى أن «الشهداء» الفلسطينيين هم الذين يفجرون أنفسهم بهدف قتل أكبر عدد من اليهود، مدنيين أو عسكريين.

وحاول الطيبي أن يوضح للرأي العام الإسرائيلي أنه قصد بـ«الشهيد» ذلك الذي يُقتل في سبيل وطنه، وعاد ليؤكد أنه وكل إنسان يجل من يقع ضحية للعدوان، لكن تفسيره لم يقبل. وراحوا يجمعون توقيعات على عرائض موجهة إلى المستشار القضائي للحكومة يطالبونه فيها بمحاكمة الطيبي وطرده من الكنيست بل ومن البلاد.

أما النائبة حنين الزعبي فقد انطلقت الحملة ضدها، الليلة قبل الماضية، في أعقاب نشر صورة لها وهي في لقاء مع رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني، عبد العزيز دويك، الذي أعيد اعتقاله الليلة قبل الماضية، وإحدى قادة حماس في طولكرم، مريم صالح. وتبين أن الصورة أُخذت من المخابرات الإسرائيلية، بعد أن كانت القوات الإسرائيلية قد عثرت عليها خلال اقتحامها مكاتب «كتلة الإصلاح والتغيير» (حماس) في مدينة طولكرم في شمال الضفة الغربية، فصادرتها، وحرصت على نشرها في الصحافة الإسرائيلية في إطار التحريض على النائبة الزعبي بأنها «حليفة لحركة حماس المعادية لإسرائيل».

وما إن نُشرت الصورة حتى هبت عاصفة سياسية من اليمين، قادها عضو الكنيست أوري آريئل من كتلة الاتحاد الوطني (المعارضة)، فتوجه إلى المستشار القانوني للحكومة الإسرائيلية، يهودا فاينشتاين، مطالبا بفتح ملف تحقيق ضد النائبة الزعبي ورفع الحصانة البرلمانية عنها، معتبرا عقد هذا الاجتماع «خيانة». بينما طالب نائب آخر في هذا الحزب، ميخائيل بن آري، بطرد الزعبي إلى قطر، لتنضم إلى رئيسها (مؤسس حزب التجمع)، عزمي بشارة. وطالب مساعده، باروخ مارزل، بأن ترسل الزعبي إلى حماس في قطاع غزة «حتى نرى كيف سيعاملونها هناك كامرأة».

ويربط المراقبون بين هذه الصورة للنائبة حنين الزعبي مع عبد العزيز دويك، وبين عملية اعتقال دويك على طريق رام الله – القدس، الليلة قبل الماضية. جدير بالذكر أن اليمين المتطرف في الكنيست يدير حملة عدائية متصاعدة ضد النواب العرب تصل إلى حد التحريض الدموي عليهم؛ فقد أقدمت النائبة عن حزب «إسرائيل بيتنا»، أنستاسيا ميخائيلي، الأسبوع الماضي، على رشق النائب العربي، غالب مجادلة (الذي كان وزيرا للعلوم والثقافة في حكومة إيهود أولمرت، مندوبا عن حزب العمل)، بكأس من الماء خلال إلقائه كلمة في لجنة التعليم والتربية. وعندما احتج النائب أحمد الطيبي على هذا الاعتداء ووصفه بالعنصري ووصف صاحبته بأنها «تتصرف كبنت شوارع»، اجتمعت لجنة الطاعة في الكنيست وقررت إبعاده عن العمل البرلماني لمدة أسبوع (وتم إبعاد تلك النائبة لمدة شهر). واحتج الطيبي على هذا القرار، الذي اعتبره إسرائيليون كثيرون قرارا ظالما ومتحيزا ضد العرب، وعندما قال الطيبي أمام هيئة الكنيست الكاملة: «أنتم لا تشرفونني بعضوية الكنيست، فهذه حصلت عليها بالانتخاب من جماهير المصوتين العرب، وأنتم تتشرفون بي»، طرده رئيس الجلسة، يتسحاق فاكنين، وراح يزعق: «أنت وصمة عار على جبيننا» و«حل عنا.. لا نريدك بيننا». ثم أمر بإغلاق الميكروفون ومنعه من إكمال خطابه.