المهلبية.. كشك الأمراء

إذا لم تتذوقها فكأنك لم تزر دمشق

TT

عندما تعبر سوق الحميدية الدمشقية القديمة وتفرعاتها المتعددة من باب البريد وحتى الكلاسة، وتنظر في واجهات بعض دكاكينها، حيث ترى عشرات الصحون الصغيرة الممتلئة بمزيج أبيض اللون تزينه شرائح رقيقة من حبات الفستق الحلبي واللوز، تعرف أنك أمام ألذ ما يمكن للحليب أن يقدمه للإنسان من خلال تحويله لمذاق رائع مع بعض المواد الأخرى، لينتج ما يدعى «المهلبية» أو كشك الأمراء، أو حتى كشك الفقراء (كما يدعوه البعض من الدمشقيين).

وعندما تعبر شوارع وأسواق دمشق الشعبية كالمرجة وشارع الثورة وسوق الهال القديمة وغيرها، وتشاهد أناسا يتحلقون حول بائعين جائلين بجانب عرباتهم خاصة في الصباح الباكر وفي المساء يتناولون بكثير من الاستمتاع صحن حليب ساخنا مع كعكة أو قطعة خبز «سمون»، تشعر معهم بمتعة التذوق مع دفء الحليب الذي يهبه للمتذوق في صباحات ومساءات دمشق الباردة، تعرف أنك أمام السحلب الدافئ الذي يعتبره بعض العابرين خاصة طلبة المدارس والجامعات والموظفين الذاهبين لمدارسهم وعملهم وجبة فطور رائعة أو وجبة عشاء لذيذة للمتسوقين وللعائدين من عملهم الليلي.

ويذكر أن العديد من المشاهير من ملوك وأمراء ورجال فن وسياسة وثقافة الذين تناولوا كشك الأمراء في دكان بكداش أحد أشهر من يقدم المهلبية، منذ افتتاحه أواخر القرن التاسع عشر أثناء زيارتهم لسوق الحميدية العريقة «حيث أعجبهم مذاقها، ومن هؤلاء في السنوات الأخيرة الرئيس التركي غل، الذي من شدّة إعجابه بها عندما تذوقها نصح وزير داخليته الذي زار دمشق بعده بعشرين يوما مع وفد مرافق بأن يتناول المهلبية في محله.