تقارير عن سيطرة «الجيش السوري الحر» على شمال إدلب وشرقها بعد اشتباكات عنيفة مع قوات النظام

مقتل 23 عسكريا في المواجهات.. و15 سجينا في انفجار استهدف حافلتهم

صورة بثتها المعارضة السورية أمس لمظاهرة مناوئة للنظام في حوران
TT

قال ناشطون في محافظة إدلب إن «الجيش السوري الحر» سيطر وبشكل كامل على المنطقة الشمالية والشرقية من المحافظة، وذلك بعد اشتباكات عنيفة جرت، أمس، بين قوات الجيش النظامي وقوات «الجيش السوري الحر»، المعارض للنظام، أسفرت عن مقتل 23 جنديا من الجيش النظام، واثنين من «الجيش الحر» بالقرب من الحدود مع تركيا. وجاء ذلك في حين لقي 15 سجينا حتفهم لدى انفجار عبوة ناسفة استهدفت الحافلة التي كانوا يستقلونها في إدلب أيضا.

وأكد ناشطون في إدلب لـ«الشرق الأوسط» أن «الجيش السوري الحر» سيطر وبشكل كامل على المنطقة الشمالية والشرقية من محافظة إدلب، وأن الجيش النظامي سحب من قرية كفر تخاريم كامل قواته مع المدرعات والدبابات، وأن المدينة باتت تحت سيطرة الجيش الحر الذي تمركز في شعبة الحزب والمخفر والمركز الثقافي. وفي مدينة إدلب جرى تبادل لإطلاق النار بين قوات الأمن وجنود منشقين، وسقط عدد من الجرحى ولم تتوفر معلومات أخرى عن تطورات الوضع في المدينة.

وفي غضون ذلك نقل مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبد الرحمن، عن ضابط منشق في المنطقة قوله: «إن اشتباكات جرت بين الجيش وجماعة منشقة على المدخل الشمالي لمدينة معرة النعمان (في محافظة إدلب) أسفرت عن مقتل 9 عسكريين بينهم 4 ضباط، إضافة إلى منشق».

وفي هذه المنطقة أيضا، تحدث المرصد في بيان عن «اشتباكات عنيفة بين الجيش ومجموعات منشقة في بلدة كفرنبل بجبل الزاوية (في إدلب) استخدم خلالها الجيش الرشاشات الثقيلة»، مشيرا إلى «مقتل عنصر أمن على الحاجز الغربي في البلدة».

وأضاف في بيان منفصل أن «اشتباكات عنيفة تدور بين الجيش ومجموعات منشقة بين بلدتي أحسم والبارة بجبل الزاوية»، مشيرا إلى أنه «لم ترد أي أنباء حتى اللحظة عن إصابات».

كما عثر على جثامين 3 عسكريين، بينهم ضابط برتبة ملازم أول، عند أول قرية بابولين، بحسب المرصد. ونفذت قوات الأمن السورية، فجر أمس، حملة اعتقالات في قرية أبلين بجبل الزاوية، واعتقلت 7 مواطنين؛ 4 منهم من عائلة هرموش، بحسب المصدر ذاته.

ومنذ بدء الحركة الاحتجاجية في منتصف مارس (آذار) سقط أكثر من 5400 قتيل، حسب الأمم المتحدة، واعتقل عشرات الآلاف بحسب المعارضة.

كما أعلن المرصد السوري عن مقتل 15 سجينا خلال انفجار عبوة ناسفة بحافلة كانت تقل مساجين على طريق إدلب، عند قرية المسطومة، غير أن مصدرا رسميا تحدث عن مقتل 14 موقوفا وإصابة 26 آخرين و6 من عناصر الشرطة المرافقة.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان: «ارتفع إلى 15 عدد الشهداء الذين قتلوا خلال انفجار عبوة ناسفة بحافلة كانت تقل مساجين على طريق إدلب، قرية المسطومة» (شمال غربي)، مشيرا إلى «عشرات الجرحى بعضهم في حالة حرجة».

وكان مدير المرصد أشار في وقت سابق إلى مقتل 11 سجينا، مشيرا إلى وجود جرحى بين عناصر الأمن المرافقين، إلا أنه لم يتمكن من تحديد عددهم.

وقال ناشطون لـ«الشرق الأوسط» إنه أثناء نقل معتقلين من قبل الشرطة العسكرية في مدينة إدلب على طريق إدلب - أريحا انفجر لغم عند الساعة التاسعة والنصف بالحافلة التي تقل المعتقلين أسفرت فورا عن سقوط نحو 15 قتيلا وأكثر من 45 جريحا، وقال الناشطون إن السيارات الأمنية المرافقة للحافلة لم يصب أي منها بأذى.

من جهتها، ذكرت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) أن «مجموعة إرهابية مسلحة استهدفت سيارة تابعة لقوات حفظ النظام تنقل موقوفين بين أريحا وإدلب في منطقة المسطومة، مما أدى إلى مقتل 14 وإصابة 26 من الموقوفين».

ونقلت الوكالة عن مصدر رسمي أن الاستهداف تم على مرحلتين «مما أدى إلى وقوع هذا العدد من القتلى والجرحى»، موضحا أن «6 من عناصر الشرطة المرافقين لسيارة نقل الموقوفين أصيبوا، وجروح بعضهم خطيرة».

كما استهدفت المجموعة أيضا «سيارات الإسعاف التي قدمت لإسعاف المصابين»، بحسب الوكالة.

وفي ريف دمشق، أفاد مدير المرصد بأن «رجال الأمن أطلقوا النار على مشيعين شاركوا في جنازة شخص قتل في دوما (الجمعة) مما أسفر عن جرح 25 شخصا بينهم 4 بحالة حرجة». وأشار عبد الرحمن إلى أن «نحو 20 ألف شخص شاركوا في التشييع».

إلى ذلك، ساد هدوء حذر بمدينة حماه في ظل حالة من الإضراب العام شمل جميع مرافق الحياة التجارية في أحياء الدباغة والمرابط وسوق الطويل وشارع ابن الرشد والمحطة. وكانت شوارع المدينة، أمس، شبه فارغة إلا من بعض المارة والسيارات القليلة تحسبا لحملة أمنية كالتي حصلت يوم الخميس الماضي، بحسب ما ذكرته مصادر محلية.

كما لوحظ انتشار مكثف للأمن و«الشبيحة» في شارع 15 آذار، وساحة العاصي، وما حولهما، مع تفتيش عشوائي للسيارات. مع الإشارة إلى أن الليالي الـ3 السابقة شهدت مدينة حماه اشتباكات عنيفة بين قوات الجيش النظامي وقوات «الجيش الحر». وهناك توقعات تجددها بعد أحداث عنيفة شهدها حي الباب القبلي. وقالت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط» إن قوات الأمن والجيش النظامية تبسط سيطرتها الأمنية على ساحة العاصي والشوارع المحيطة بها فقط، أما سائر الأحياء الأخرى، فهنا يتولى الأهالي حماية أنفسهم بمساعدة الثوار والجيش الحر. وقالت إن «عمليات خطف وسرقات كثيرة تقوم بها مجموعات إجرامية يتهم بها الثوار، بينما لا يتمكن الجيش والأمن النظامي من ردعها، ولهذا فإن الجيش الحر والثوار يقومون الآن بحماية الأهالي من تلك العصابات، وأيضا من قوات الأمن النظامية التي باتت تتحرك في المنطقة بذعر».

وفي ريف حماه، قال ناشطون إن «آليات ومدرعات عسكرية حاولت اقتحام بلدة قلعة المضيق وقام الجيش الحر بالتصدي لها، مما أدى إلى تفجير مدرعة عسكرية» وبعدها وصلت تعزيزات عسكرية أخرى جاءت من بلدة كفرنبودة المجاورة لقلعة المضيق على بعد 6 كيلومترات عنها، كما قام مركز الجيش في البلدة بإطلاق النار على القلعة الأثرية المواجهة للمركز بشكل كثيف، مما اضطر «الجيش الحر» إلى الانسحاب من البلدة ولم تقع هناك أي إصابات.