أكد الأمير سلمان بن عبد العزيز، وزير الدفاع السعودي، على أن وصول قوات الدفاع الجوي السعودية من إمكانيات فنية وامتدادية عالية المستوى إلى مواكبة أحدث التقنيات في المجالات الهندسية للصيانة والإسناد والرفع من الجاهزية القتالية لها، يعد نتائج الخطط الاستراتيجية التي غرسها الأمير المغفور له سلطان بن عبد العزيز.
وقال في كلمة ألقاها خلال جولة تفقدية قام بها أمس لعدد من القطاعات العسكرية في محافظة جدة: «في هذا اليوم الطيب المبارك سرني جدا وجودي في صرح من صروح العلم في قواتنا المسلحة الباسلة، وأعجبت بما رأيته وسمعته من القائمين على المعهد ووحدات قوات الدفاع الجوي بالمنطقة الغربية، وما شاهدته من إمكانات بشرية ومادية، وإن ما لمسته وعايشته خلال زيارتي هذه هو بلا شك نتاج الرؤية الاستراتيجية الصائبة لأخي سلطان بن عبد العزيز - يرحمه الله - والتي نرى أثرها الإيجابي ونتائجها الباهرة في ما وصلت إليه القوات المسلحة من مكانة مرموقة تحت قيادة مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز القائد الأعلى لكافة القطاعات العسكرية، وسمو ولي عهده الأمين - حفظهما الله - أسال الله للجميع التوفيق لما يحبه ويرضاه».
يأتي ذلك في وقت قام فيه وزير الدفاع السعودي بجولة على قيادة المنطقة الغربية، أمس، حيث استقبله في مقر القيادة الفريق أول ركن حسين بن عبد الله القبيل رئيس هيئة الأركان العامة، واللواء ركن زعل بن سليمان البلوي قائد المنطقة الغربية، إلى جانب قادة أفرع القوات المسلحة في المنطقة الغربية، وعدد من كبار المسؤولين.
واطلع الأمير سلمان بن عبد العزيز على شرح من قائد «الغربية» حول مهام القيادة وسير العمل بها، وذلك في قاعة الإيجاز، إضافة إلى جولته على مرافق القيادة وأقسامها، حيث سجل كلمة في سجل الزيارات قال فيها: «بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله، والصلاة والسلام على أشرف خلق الله، يسعدني وأنا أزور قيادة المنطقة الغربية رسميا للمرة الأولى أن أعبر عن بالغ سروري بما سمعته من إيجاز من قائد المنطقة الغربية، وما اطلعت عليه بنفسي من درجة الاستعداد والجاهزية والحرص على تنفيذ المهام الموكلة بكل دقة واهتمام، وهذا يدل دلالة واضحة على ما توليه وزارة الدفاع من أهمية بالغة لهذه المنطقة العزيزة على قلوبنا جميعا باعتبارها بوابة الحرمين الشريفين، وكذلك ما يقوم به منسوبو هذه المنطقة من أدوار مشكورة لحماية وخدمة ضيوف الوزارة حجاجا ومعتمرين لبيت الله الحرام، وهذا شرف يضاف إلى شرف خدمتهم السامية للذود عن أغلى وطن، المملكة العربية السعودية، بقيادة سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، وسمو ولي عهده الأمين - حفظهما الله - وفق الله الجميع، والسلام عليكم».
وتوجه الأمير سلمان بعد ذلك إلى قيادة قوات الدفاع الجوي بالمنطقة الغربية، والتي استقبله فيها كل من اللواء ركن عثمان بن عبد الله الشهري قائد معهد الدفاع الجوي في المنطقة الغربية، وكبار قادة وحدات الدفاع الجوي بالمنطقة.
وشملت جولته زيارة صالة الإيجاز بجناح التكتيك والدراسات العامة، حيث تحدث فيها اللواء ركن عثمان بن عبد الله الشهري عن مهام وواجبات وحدات الدفاع الجوي بالمنطقة الغربية، فضلا عن مشاهدة وزير الدفاع السعودي لمنظومة أسلحة الدفاع الجوي.
كما تضمنت جولته أيضا قاعدة الصيانة والإسناد الفني، إذ كان في استقباله اللواء مهندس ركن ناصر بن عبد الله بن محمل السبيعي قائد القاعدة، إضافة إلى كبار الضباط فيها، وذلك بهدف الاطلاع على منظومة وأسلحة قوات الدفاع الجوي وورش الصيانة المساندة لها، فضلا عن ورش التصنيع المحلي والهندسة العكسية.
ورافق الأمير سلمان بن عبد العزيز في جولته الأمير بندر بن سلمان بن عبد العزيز، والفريق أول ركن حسين بن عبد الله القبيل، والفريق ركن عبد الرحمن صالح البنيان مدير مكتب وزير الدفاع، إضافة إلى قائد المنطقة الغربية.
الجدير بالذكر أن معهد قوات الدفاع الجوي يحوي نحو 9 أقسام رئيسية تتمثل في الإدارة والأمن والتعليم والتموين وكتيبة الطلاب والشؤون العامة والتوعية الإسلامية والنشاط الرياضي، إلى جانب قسم الدراسات والتحليل. في حين يتفرع من قسم التعليم ما يقارب 7 أجنحة تعليمية تتضمن جناح التكتيك والدورات والعلوم الأساسية والصواريخ والمدفعية والقيادة والسيطرة وجناح مساعد التدريب، الذي يشتمل على أقسام مراقبة الإنتاج والمطبعة والتجليد والخط والرسم والتصوير وفرز الألوان والتلفزيون والوسائل التعليمية، إضافة إلى الورشة. كما يحتضن معهد قوات الدفاع الجوي المركز الثقافي بمبانيه الثلاثة المتضمنة القاعة الكبرى التي تتسع لنحو 1500 شخص قابلة للزيادة بنسبة 10 في المائة، وتبلغ مساحتها ما يقارب 3 آلاف متر مربع، فضلا عن مسرح تصل مساحته إلى 300 متر مربع، إضافة إلى المكتبة العامة بأقسامها الثلاثة المتمثلة في المكتبة العامة ومركز المعلومات والمكتبة السمعية والبصرية، حيث تحوي أهم المراجع والمصادر في شتى مجالات المعرفة مع التركيز على الناحية العسكرية.
إلى ذلك، شرف الأمير سلمان بن عبد العزيز، وزير الدفاع السعودي، أمس، حفل عشاء تكريميا أقامه أمير منطقة مكة المكرمة له في منزله، وقال الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة: «مرحبا بسلمان صنو سلطان، ومرحبا برمز الوفاء للإخوان، ومرحبا برجل الآن.. بعد رجل الزمان، وأسماء.. ودلالات.. واستقراء.. وإشارات، ويجمع الماجدين في تاريخ الوطن وقفات.. وتتطابق حروف أربعة، وينفرد واحد، فيتألق هناك سلطان.. ويتجلى هنا سلمان، ولله درك يا وطن.. يتسامق نخيل العطاء على أرضه.. وتتسابق صقور العز في سمائه.. ونعتز فيك بكتاب الله وسنة رسوله، وباحتضانك للرجال والرجولة.. فيك شعب.. ولا يقبل دون الصدارة مكانا.. ولا يرضى على ترابه خائنا.. أو جبانا.. عاش الوطن.. وعاش قائده عبد الله.. وأمينه نايف».