الناطق باسم لجان التنسيق السوريةلـ «الشرق الأوسط»: 51 قتيلا أمس

قال إنه تم العثور على 30 جثة في مشفى إدلب.. و16 قتيلا في «مجزرة الباص»

TT

قال عماد حصري، عضو المجلس الوطني السوري والناطق الرسمي باسم لجان التنسيق المحلية في سوريا، لـ«الشرق الأوسط»، مساء أمس، إن عدد «شهداء» الثورة السورية عن يوم أمس، السبت، بلغ حتى الساعة الخامسة مساء بتوقيت باريس «51 شهيدا بعد اكتشاف 30 جثة مجهولة الهوية في مشفى إدلب الوطني»، بالإضافة إلى شهيدين في دوما، و3 شهداء في حمص، إلى جانب شهداء «مجزرة الباص» التي حدثت، أمس، نتيجة انفجار بحافلة كانت تقل 16 معتقلا.

وقال حصري، في اتصال عبر الهاتف من باريس، إنه بالتعامل مع النظام السوري «لم نعد اليوم نفرق بين قوات الأمن والجيش، لأن الكثير من أجهزة الأمن أصبحوا يرتدون ملابس جيش النظام السوري»، مضيفا أن الـ30 جثة التي تم العثور عليها في مشفى إدلب الوطني، أمس، ما زال يجري البحث لمعرفة هويتهم، لكنه قال إنه يوجد اعتقاد بأنهم جزء من المختفين أو المتغيبين منذ فترة طويلة، «خصوصا أن إدلب محاصرة، ويتم محاصرة وتوقيف الأشخاص على الطرقات خارج إدلب، ومن المتوقع أن هذه الجثث من الاعتقالات الكبيرة لأجهزة الأمن التي تحاصر إدلب حصارا شديدا».

وقال حصري عن آخر المواجهات إنه منذ يومين سابقين أصبحت الزبداني خالية من أجهزة الأمن، و«كذا خلو وسط إدلب من أجهزة الأمن، ولكن التحركات المريبة حول الزبداني تخيف الجميع.. ونحن هنا ننذر ونقول إنه يوجد تحذير من مجزرة في إدلب والزبداني».

وشدد حصري على التحذير من ارتكاب النظام السوري مجزرة كبيرة في الزبداني وإدلب، وقال: «هذه توقعاتنا، لأن خروج كل أجهزة الأمن والعسكر ومن الحرس الجمهوري من الفرقة الرابعة، تحديدا من الزبداني، إنما هو استعداد لهجوم كبير يخطط له النظام على المدنيين في كل من الزبداني وإدلب».

أما في حماه، فقال إن «المصادمات تكون في وسط المدنية، حيث الجيش السوري الحر الذي يحمي المتظاهرين، ولذلك نرى اليوم المظاهرات تخرج في قلب مدينة حماه»، مشيرا إلى خروج مظاهرات أيضا في ريف دمشق ومن الضواحي القريبة، ومنها برزي والميدان وبعض أنحاء الأحياء من مدنية دمشق، ومنها حي المهاجرين وحي الأكراد.

وقال حصري عن المصطلح الذي يتداوله البعض عن الأغلبية السورية الصامتة، إن هذه الأغلبية تقف مع الثورة، و«لكن الذين أخذوا القرار بالنزول هم ليسوا بالكثيرين.. كثير من الناس المنضوين تحت الثورة ثورتهم لم تتعد أبواب بيوتهم وبعض منهم لم تتعد ثورتهم محيطهم القريب، وبعضهم لم تتعد ثورتهم الشارع، أما الأكثر جرأة والأكثر إصرارا فهم الذين تخطوا كل المخاوف ونزلوا إلى الشارع»، وأضاف: «إن كل هؤلاء، في حال انحسار القبضة الأمنية عن الشارع، سنراهم يتظاهرون في الساحات، ولذلك أقول إن الأغلبية مع الثورة، وإن الذي لا يخرج من بيته الآن يساعد الآخرين من خلال مساعدات مالية وغذائية وإخفاء المطلوبين الهاربين، ولذلك مسألة الأغلبية ليست بالصامتة، ولكنها مع الثورة».

وعما إذا كانت عودة رئيس بعثة مراقبي الجامعة العربية إلى مقر الجامعة في القاهرة يشجع النظام السوري على مزيد من القمع في الوقت الحالي، قال حصري إن هناك جانبين في هذه القضية الجانب الأول يتعلق بسؤال يقول: «هل الوفود من الجامعة العربية تثني النظام عن القتل أو توقفه؟ والإجابة بالتأكيد لا».

وشدد على ضرورة قيام لجان المراقبة العربية بالعمل على تنفذ البروتوكول المرتبط بالمبادرة العربية الموقعة بين الجامعة والنظام السوري، ومنها إطلاق سراح المعتقلين ومحاكمة من كان مسؤولا عن القتل.. «هذا من الوجه الأول الذي نريد أن نراه، ومن الوجه الآخر، فإن وجود المراقبين لا يحمل أي صفة إيجابية للشارع غير شيء واحد، وهو أنهم كسفراء، عند وجودهم في الشوارع يخفف القتل، لأن النظام يريد أن يمرر كذبته، على العالم العربي والمجتمع الدولي من خلال روايته».

وأضاف أنه لهذا السبب، و«عندما يكون هناك مراقبون في الشارع فهم شهود عيان يخففون القتل، وفي الفترة الأخيرة نرى في المكان الذي فيه مراقبون يكون هناك كثير من المظاهرات في الشارع، وهذا هو الشيء الإيجابي الوحيد».

لكن حصري أضاف أن «الجامعة العربية لا تمتلك الآليات لإلزام النظام بتنفيذ المبادرة العربية، ولذلك على المجتمع الدولي أن يتخذ مسؤولياته، وعلينا أن نتوقف عن إعطاء الفرص والوقت للنظام لارتكاب مزيد من القتل».