ساوث كارولينا تحسم بين المتقاربين غينغريتش ورومني

الفائز بأول انتخابات تمهيدية في الجنوب الأميركي يلقى دفعا قويا قبل الذهاب إلى فلوريدا

ناخبون جمهوريون يدلون بأصواتهم في الانتخابات التمهيدية في ساوث كارولينا أمس (أ.ف.ب)
TT

أدلى الناخبون في ولاية ساوث كارولينا، أمس، بأصواتهم في انتخابات تمهيدية تحمل أهمية خاصة بالنسبة للمرشحين الجمهوريين، في الوقت الذي احتدم فيه السباق بين الرئيس السابق لمجلس النواب، نيوت غينغريتش، والحاكم السابق لولاية ماساتشوستس، ميت رومني، وبدوا متقدمين على منافسيهما الآخرين ريك سانتورم ورون بول. ويفتح الفوز في أول انتخابات تمهيدية في ولاية بالجنوب الأميركي الأكثر تأييدا للصوت المحافظ، الطريق أمام الانتخابات التمهيدية التي تجري في ولاية فلوريدا ذات الثقل الانتخابي في 31 من الشهر الحالي.

وفي حال فوز غينغريتش على رومني، المرشح الذي عد في صدارة ترشيح الجمهوريين منذ فترة، ستزداد الشكوك حول قدرة الملياردير حاكم ماساتشوستس السابق، في حشد الصوت الجمهوري المحافظ لخوض الانتخابات الرئاسية بمواجهة الديمقراطي باراك أوباما في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل. وكان الخصمان الجمهوريان رومني وغينغريتش قد جابا الولاية قبل انتخاباتها التمهيدية، إذ يدركان أهميتها بالنسبة للترشح الجمهوري للرئاسة، فالولاية التي تقاربت فرص فوز كليهما بها تعد بين معاقل الجنوب، ومنذ 1980 لم يفز أي جمهوري ببطاقة الترشح عن الحزب دون الفوز بها أولا.

وإذا فاز غينغريتش في تمهيدية ساوث كارولينا فسيكون ذاك أول فوز له بعد انتزاع السيناتور السابق المسيحي المحافظ، ريك سانتورم، الفوز في آيوا وفوز رومني بنيوهامشير. وقال غينغريتش خلال حشد ضخم مؤيد أول من أمس في أورنغبرغ: «غدا سيكون يوما بالغ الأهمية»، مضيفا أنه يرمي إلى «إحراز فوز صادم ومدو غدا». وأضاف غينغريتش: «بمساعدتكم وبدعم المواطنين الصالحين الآخرين في أنحاء ولاية ساوث كارولينا، سنخطو معا الخطوة الأولى الضخمة نحو ضمان ترشح شخصية محافظة لرئاسة الولايات المتحدة».

غير أن رومني كان يعول على حملة أفضل تنظيما تتوافر لها إمكانات مالية أوفر، وأمل أن تدفعه نحو الفوز سواء في ساوث كارولينا أو على طول الطريق لخوض المعترك الرئاسي في مواجهة باراك أوباما في 6 نوفمبر المقبل. وقال رومني للصحافيين بينما لم يعد التكهن محسوما بفوزه ببطاقة الترشح: «أعتقد أنني قلت منذ البداية إن ساوث كارولينا معركة شاقة لرجل من ماساتشوستس. أدركت ذلك منذ البداية، ونحن نكافح بقوة».

وإذا خسر رومني في ساوث كارولينا فستكون خسارته مؤلمة لأنه منذ وقت ليس ببعيد توقعت استطلاعات الرأي تقدمه بقرابة 20 نقطة في الولاية قبل تقلص الفارق لصالح غينغريتش، مؤخرا، بل وتقدم غينغريتش متفوقا عليه مدعوما بتأييد ريك بيري الذي انسحب أول من أمس من معترك الترشح. وإذا خسر رومني في ساوث كارولينا فستتحول آماله في القفز بسلاسة نحو اعتلاء منصة الترشح الجمهوري بمواجهة أوباما، إلى ماراثون صعب يجهد فيه للتغلب على زخم خصومه الجمهوريين، معولا مجددا على إدارة حملته الأكثر تعقيدا والأفضل تسلحا بالموارد الثرية.

أما عضو مجلس النواب الجمهوري المخضرم رون بول الذي يؤيد تماما تقليص سلطات الحكم وإداراته لصالح المبادرة الفردية للمواطنين ويعارض المساعدات الخارجية والتدخلات العسكرية لبلاده في العالم، فلديه شريحة مخلصة من الأنصار، وقد أعرب عن أمله في أن تبعث الانتخابات التمهيدية لساوث كارولينا «برسالة لبلادنا بأننا نرغب في حكومة أقل ترهلا ونريد مزيدا من التحرر» من البيروقراطية المركزية. أما سانتورم، الباقي بين الساعين للترشح من الجمهوريين بخلاف رومني وغينغريتش وبول، فقد قال في مقابلة لـ«سي إن إن» إن «فوزه الضخم غير المتوقع» بآيوا أظهر قيمة رسالته المحافظة القاطعة، متوقعا «أن ينتهي الأمر نزالا بينه وبين ميت رومني» على بطاقة الجمهوريين. وكان رومني قد مني بسلسلة من الانتكاسات، فقد دعم ريك بيري، محافظ تكساس، غينغريتش بعد انسحابه من المعترك الخميس، بينما عادت سلطات آيوا لتراجع النتيجة بإعلان فوز سانتورم في هذه الولاية.

وكان نجم غينغريتش قد صعد بأداء قوي في المناظرات، ما دفع بالمشاهدين في قاعة إحدى المناظرات للوقوف تصفيقا له الخميس بعد أن رد ردا ناريا على سؤال تطرق لمتاعبه الزوجية إثر اتهامات ساقتها زوجة سابقة، إذ رفض غاضبا السؤال من أساسه باعتباره أمرا «لا يستحق سوى أشد الاستهجان».

وأظهر استطلاع أجرته جامعة كليمسون وردت نتائجه عشية انتخابات ساوث كارولينا تقدم غينغريتش على رومني بست نقاط، بحصوله على 32 في المائة مقابل 26 في المائة لحاكم ماساتشوستس السابق، بينما توقعت أن يحتل بول المرتبة الثالثة بنسبة 11 في المائة وسانتورم الرابعة بتسعة في المائة. وأظهر موقع «ريل كلير بوليتيكس» في واشنطن متوسطا لاستطلاعات الرأي للنتيجة المتوقعة لساوث كارولينا، مانحا غينغريتش التقدم بنقطتين مئويتين على رومني.