واشنطن تبحث إغلاق سفارتها في دمشق

البيت الأبيض: سقوط الأسد حتمي.. ونظامه يفقد السيطرة على البلاد

واجهة السفارة الأميركية في دمشق
TT

بينما قالت الخارجية الأميركية إنها قلقة على أمن سفارتها في دمشق، وستغلقها إذا لم توفر الحكومة السورية الأمن الكافي لها.

واستبعد جاي كارني، المتحدث باسم البيت الأبيض، أن تكون سوريا «على أعتاب حرب أهلية». وقال «المجتمع الدولي، وضمنه القيادة الأميركية، اتخذ إجراءات ضغط كثيرة، وإجراءات لعزل سوريا، وهذه لها تأثير واضح على نظام الأسد الذي يفقد السيطرة على البلاد».

وفي إجابة عن سؤال، خلال مؤتمره الصحافي اليومي، عن الفرق بين التدخل الدولي في ليبيا وفي سوريا، قال كارني «ليست نفس الحالة. كما قلنا دائما، يختلف كل بلد عن الآخر فيما يسمى ربيع العرب. وتختلف الظروف في كل بلد في ما يتعلق بنظر المنطقة لهذه التطورات. لا يوجد نهج واحد يصلح للجميع». وأضاف «كل ما أستطيع أن أقوله هو أن سقوط الأسد أمر حتمي. واضح أن نظامه لم يعد يسيطر سيطرة كاملة على البلاد. حدثت انشقاقات وسط كبار المسؤولين العسكريين، وانشق نائب برلماني مؤخرا. نحن نقف مع السوريين الذين يريدون مرحلة انتقالية في بلدهم حتى تكون سوريا ديمقراطية ومزدهرة. وسوف نواصل العمل مع شركائنا الدوليين لزيادة الضغط على الأسد ليفعل ما هو صحيح، ويتنحى».

في الوقت نفسه، قالت الخارجية الأميركية إنها ربما تعلن إجلاء الأميركيين وإغلاق السفارة الأميركية في دمشق، قبل نهاية هذا الشهر، إذا لم تنفذ حكومة الأسد إجراءات أمنية إضافية لحماية السفارة. لكنها لم تصل إلى قرار نهائي حول هذا الموضوع.

وكان أشخاص موالون للحكومة السورية هاجموا سفارتي الولايات المتحدة وفرنسا في دمشق في يوليو (تموز) الماضي، في حين هاجمت حشود أخرى عدة سفارات عربية في نوفمبر (تشرين الثاني) بعد قرار الجامعة العربية تعليق عضوية سوريا في الجامعة. وأمرت الولايات المتحدة في أكتوبر (تشرين الأول) بمغادرة أفراد عائلات موظفي سفارتها، وحدت من تزويد السفارة بموظفين، وأمرت الأسبوع الماضي بخفض إضافي في عدد موظفي السفارة مع استمرار تصاعد العنف في البلاد. وعاد السفير الأميركي في دمشق روبرت فورد إلى سوريا في وقت مبكر من شهر ديسمبر (كانون الأول) بعد استدعائه لواشنطن في أكتوبر بسبب تهديدات لسلامته.

وقال بيان للخارجية مساء أول من أمس «لدينا مخاوف جدية بشأن الوضع الأمني المتدهور في دمشق، بما في ذلك الموجة الأخيرة من السيارات المفخخة، إزاء سلامة وأمن العاملين في السفارة. وطلبنا من الحكومة السورية اتخاذ تدابير أمنية إضافية لحماية سفارتنا، وقالت إنها تدرس الطلب. كما أبلغنا الحكومة السورية بأنه ما لم يتم اتخاذ خطوات ملموسة في الأيام المقبلة، قد لا يكون لدينا أي خيار سوى إغلاق البعثة».

وقالت مصادر إخبارية أميركية إن تخفيض عدد الموظفين في السفارة، التي تقع في أحد الشوارع المزدحمة في دمشق، بدأ الأسبوع الماضي بعد انفجار ثلاث سيارات مفخخة، وأدت تلك الانفجارات إلى مقتل ما لا يقل عن 80 شخصا. وبينما قالت حكومة الأسد إن «المعارضة والإرهابيين» استهدفوا مؤسسات حكومية، قالت المعارضة إن حكومة الأسد وراءها، في محاولة لتوازن قتلها للمتظاهرين. ونقلت وكالة «رويترز» عن مسؤول أميركي، اشترط عدم ذكر اسمه، أن الحكومة السورية ليس أمامها وقت كبير لمعالجة المخاوف الأمنية الأميركية. وأضاف المسؤول «نريد أن يحدث شيء.. عاجلا وليس آجلا»، وقال إن قرار إغلاق السفارة قد يصدر قريبا إذا لم يحل الوضع الأمني.

من جهة أخرى، أعلنت الولايات المتحدة أنها تسعى للتأكد من معلومات حول اعتقال مواطن أميركي يدعى عبد القادر الشعار في مدينة حلب شمال سوريا في الثامن من الشهر الحالي