إطلاق تسمية «جمعة الجهاد» على مظاهرات الجمعة المقبل يثير جدلا واسعا

ناشطون سوريون يرفضونها ويطالبون باعتماد تسمية حول «سوريا التعددية المدنية»

TT

أثارت تسمية «جمعة الجهاد» كأحد الخيارات المطروحة عنوانا لمظاهرات يوم الجمعة المقبل في سوريا جدلا واسعا في أوساط الناشطين السوريين، فاعتبر معظمهم أن هذه التسمية ليست جامعة ولا تمثل الشعب السوري، لا سيما أنها تشير إلى فئة معينة، وهوا ما اعتبروه «يتناقض مع قيم الثورة التي تطرح شعارات وطنية وديمقراطية وتسعى لتوحيد جهود السوريين ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد».

ويتم اختيار عناوين مظاهرات يوم الجمعة، عبر التصويت، حيث ترسل الاقتراحات إلى إدارة «صفحة الثورة السورية ضد بشار الأسد» على موقع «فيس بوك»، ليتم التصويت عليها خلال أيام الأسبوع، على أن يعتمد الاسم الذي حاز العدد الأكبر من الأصوات ليل الأربعاء، كعنوان للمظاهرات التي تخرج كل يوم جمعة، في جميع المدن السورية وتطالب برحيل نظام الأسد.

وكتب المعارض والمفكر السوري البارز ياسين الحاج صالح على صفحته: «خلافا لما يظنه أصحاب هذا الاقتراح، فهو لا يخاطب إلا أقلية محدودة من السوريين»، مشيرا إلى أن «هذه أقل حتى من أن تكون تسمية طائفية، لكن بدل أن نتذمر، يجب أن نقوم بأمرين: أولا الإصرار على أن الثورة هي ثورة السوريين جميعا، وعلى كل واحد منا أن يفكر كيف ينخرط فيها، وكيف يشارك بفعالياتها، وثانيا يجب أن نقترح تسميات قوية، تجمع وتخاطب الشعب السوري، وتعكس الالتزام الجذري بالثورة حتى النهاية».

واعتبرت الناشطة والكاتبة سمر يزبك أنه «عار علينا إن لم تكن هذه الثورة لكل السوريين، الدم المراق ليس رخيصا»، وقالت: «لا لجمعة الجهاد، نعم لسوريا التعددية المدنية الديمقراطية». أما المعارض السوري المقيم في باريس صبحي حديدي فقلل من أهمية اعتماد هذه التسمية، معتبرا «أن تسميات الجُمع لم تعد حاجة ماسة للانتفاضة، وأن بعض التسميات كانت ضارة سياسيا، وتحويل الخلاف عليها إلى نزاع، أمر ضارّ بدوره».

بدوره، طالب الناشط والسيناريست إياد شربجي على صفحته بتسمية الجمعة المقبل بـ«جمعة سوريا المدنية الديمقراطية»، مشيرا إلى أن «ثورتنا ثورة مدنية حضارية ضد الظلام وليس الكفار، ومن يريد أن يجعلها كذلك فهو كائن خارج التاريخ والمنطق والمصلحة الوطنية، ولا يدري إلى أين يقود البلاد، أو لا يهمه ربما..». وتمنى على أصدقائه «تبني التسمية المقترحة وتعميمها ونشرها والضغط باتجاه اعتمادها، لا سيما بعد التسميات الطائفية والضيقة التي تم اعتمادها مرارا وساهمت كثيرا في تشتيت الشارع وتحريضه وتعريض وحدته للخطر».

نتيجة لهذا الجدل الذي أثير معظمه على صفحات «فيس بوك»، أصدرت صفحة «الثورة السورية» توضيحا مقتضبا، أفادت فيه بأنه «بالنسبة لما توارد عن تسمية يوم الجمعة المقبل باسم جمعة الجهاد، فإن صفحة الثورة لن تطرح تسمية الجهاد الجمعة المقبل، وإن كانت قد وصلتها أكثر من مرة في الأسابيع الماضية، لأنها تعلم تبعاتها وآثارها. وتعلم أن رسالتها - ككلمة، لا تمثل كل فكر السوريين، فلن تفرض عليهم شيئا لا يريدونه، وإن كان بوسيلة ديمقراطية صحيحة، فالغاية لا تبرر الوسيلة». وأضاف المعنيون بالصفحة: «صفحتنا بادرت بجهد إلى تسمية أسماء الجمع، وتنسيق طريقة طرح خيارات التصويت - فليست كلها منها - على اعتبار أن بها أكبر عدد من المعجبين، فبالتالي فهي النافذة الأكبر لهم.. وكانت تجتهد ما استطاعت، فتصيب وتخطئ.. فالقائمون عليها ليسوا ملائكة كذلك.. لكنهم يبذلون ما استطاعوا لأن يكونوا بحق صوتا يمثل الثورة والثوار».