غينغريتش يفوز في ساوث كارولينا.. ويشعل السباق الجمهوري للرئاسة الأميركية

رومني يعد بكشف سجلات دخله المالي أملا في إنقاذ حملته قبل «معركة» فلوريدا

مؤيد لغينغريتش يلتقط له صورة عبر هاتف جوال في مدينة أندرسون بساوث ارولينا مساء أول من أمس (أ.ب)
TT

حقق المحافظ نيوت غينغريتش فوزا ساحقا على منافسه ميت رومني في الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري الأميركي، في ولاية ساوث كارولينا، أول من أمس، مما يحيي حملة الجمهوريين للسباق إلى الرئاسة الأميركية. وبهذه النتيجة، يكون الناخبون الجمهوريون قد اختاروا للمرة الأولى 3 مرشحين مختلفين في أول 3 انتخابات تمهيدية، بعدما فاز ريك سانتوروم في ولاية آيوا وميت رومني في نيوهامشير.

وفي خطاب ألقاه بعد إعلان فوزه، كرر غينغريتش النقاط الرئيسية التي سمحت له بكسب تأييد الناخبين خلال حملته، وهاجم النخبة ووسائل الإعلام والرئيس باراك أوباما، الذي اتهمه بالتسبب في «كارثة» للبلاد. واعتبر غينغريتش أن فوزه في ساوث كارولينا هو انتصار للأميركيين، الذين «يعتقدون أن نخب واشنطن ونيويورك لا تتفهمهم ولا تهتم بهم وليست جديرة بثقتهم، وفي نهاية المطاف لا تمثلهم على الإطلاق». واتهم هذه النخب بـ«محاولة منع الأميركيين من أن يكونوا أميركيين»، كما اتهم الرئيس أوباما بالتسبب في «كارثة» في ولايته الرئاسية الأولى. وأضاف: «إذا أعيد انتخاب أوباما بعد هذه الكارثة، فكروا كم سيكون متشددا في ولايته الثانية». وقال غينغريتش، أيضا وسط هتافات مؤيديه، إن «أوباما رئيس ضعيف إلى درجة أنه جعل جيمي كارتر يبدو رئيسا قويا»، مشددا خصوصا على سياسته حيال إيران والصين.

ووعد الرئيس السابق لمجلس النواب بمعالجة قضايا الوظيفة والنمو الاقتصادي والتوازن في الميزانية، وكلها قضايا يتوقع أن تشكل محور اهتمام الناخبين في الاقتراع الرئاسي المقبل، الذي سيجري في السادس من نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.

وأفادت النتائج النهائية للاقتراع بأن الرئيس السابق لمجلس النواب الأميركي فاز بـ40.4 في المائة من الأصوات، مقابل 27.9 في المائة لرومني في هذه الولاية المحافظة الواقعة جنوب شرقي البلاد. وقد تقدم هذان المرشحان بفارق كبير على منافسيهما الكاثوليكي المتشدد ريك سانتوروم، الذي حصل على 17 في المائة من الأصوات، والانعزالي رون بول الذي حصد 13 في المائة من الأصوات.

وبدوره، هنأ رومني منافسه غينغريتش بالفوز. وركز رومني في كلمة ألقاها بعد ساعة من انتهاء الاقتراع، معظم انتقاداته للرئيس أوباما، فقال: «إذا كان الرئيس (باراك) أوباما يعتقد أنه يستطيع أن يقارن سجله لفقد الوظائف بسجلي لتوفير الوظائف، فإن هذه معركة سنفوز بها. وإذا كان يعتقد أنه يستطيع مقارنة سجله من الرأسمالية والمحسوبية بسجلي على صعيد نجاح السوق الحرة، فإن هذه معركة نستطيع أن نفوز بها». لكن رومني أشار أيضا إلى هجمات غينغريتش المتواصلة على سجله في مجال الأعمال، ورفضه الكشف عن بياناته الضريبية الشخصية، فقال: «دعوني أكن واضحا إذا كان زعماء الجمهوريين يريدون الانضمام إلى هذا الرئيس في تشويه النجاح والحط من قدر القيم المحافظة، فإنهم لن يصلحوا ليكون منهم مرشحنا».

وأمس، تعهد رومني، بالكشف عن سجلاته الضريبية لعامي 2010 و2011 هذا الأسبوع، أملا في إنقاذ سباقه على ما يبدو، وسعيا لتبديد الشكوك التي أثيرت حول تلك المسألة قبيل الانتخابات التمهيدية في ولاية فلوريدا المقررة في 31 يناير (كانون الثاني) الحالي. ففي حديث مع قناة «فوكس نيوز» أمس، قال رومني: «أعلم أن البعض سيحاول التفتيش بهدف إيجاد ثغرات، غير أننا ندفع ضرائبنا بالكامل وبنزاهة، وأنا واثق أن الناس سيدركون أن المبالغ المدفوعة كبيرة حقا». وأضاف: «سنكشف عن سجلاتنا (الضريبية) على الإنترنت ليكون متاحا للجميع الاطلاع عليها. وأعتقد أن ذلك سيتيح الكثير من المعلومات حتى يقف الناس على مصادر دخلي ليعرفوا أنها تماما كما سيقت في بيان الإقرار المالي الذي كشفناه قبل أشهر». وكان الديمقراطيون، ومعهم منافسو رومني داخل الحزب الجمهوري، قد دأبوا على اتهام رجل الأعمال الثري بالتباطؤ في الكشف عن سجلاته الضريبية.

ويتوقع المنتقدون أن يؤدي الكشف عن تلك المعلومات إلى توضيح مدى ضآلة ما دفعه من ضرائب عبر سنوات، قياسا على ثروته أو الكشف عن حسابات ضخمة خارجية أودعت في جزر كيمان. كما يرجحون أن تكشف السجلات عن نسبة معينة من دخله تبرع بها رومني لـ«كنيسة المورمون»، الطائفة التي ينتمي إليها. ولم يسبق أن اختير شخص ينتمي إلى المورمون كمرشح رئاسي في تاريخ الولايات المتحدة. ويعتقد أن ثروة رومني تبلغ ما بين 190 و250 مليون دولار، ويقول إن قيمة ما يدفعه من ضرائب تناهز فعليا 15 في المائة، ما يشير إلى احترامه قوانين الضرائب التي ينتقدها أوباما، ويعتبرها منحازة لجانب الأكثر ثراء.

وبدت هزيمة رومني في ساوث كارولينا قاسية، خاصة أن استطلاعات الرأي كانت ترجح فوزه هناك. وعلى الرغم من التنظيم الدقيق لحملته والوسائل المالية الكبيرة، واجه رومني في الأيام الأخيرة مواهب غينغريتش في النقاش في المناظرات التلفزيونية وجدلا حول التصريح بدخله.

وأوضح جون سيلفرز وهو رجل في الستين من العمر، في مقر حملة غينغريتش في كولومبيا، عاصمة ولاية ساوث كارولينا، أنه انضم إلى حملته بعدما تابعه وهو يدين بشكل واضح على التلفزيون اليسار ووسائل الإعلام. وأضاف أنه «تمكن من أن يثبت براعته في المناقشات، ونحن نحتاج إلى شخص قادر على النجاح في مناقشة أوباما».

وتتوجه الأنظار الآن إلى فلوريدا حيث ستجري المرحلة التالية من الانتخابات التمهيدية لحزب جمهورية منقسم إلى حد كبير. وقال المرشح ريك سانتوروم إن «الحملة انطلقت من جديد»، مذكرا بأنه فاز بفارق ضئيل في آيوا (وسط) بينما فاز رومني في نيوهامشير (شمال شرق) وغينغريتش في ساوث كارولينا. ويأمل غينغريتش (68 عاما) في الحصول على أصوات المحافظين، بعدما أعلن ريك بيري حاكم تكساس، الخميس الماضي، انسحابه من الحملة ودعمه له.