هادي: اليمن يسير في اتجاه بناء الدولة المدنية الحديثة

اللجنة العسكرية لـ «الشرق الأوسط»: أزلنا 45% من المظاهر المسلحة

الملازم عمر سعيد الحاتمي الذي قيل إنه قذف قائد القوات الجوية بحذائه («الشرق الأوسط»)
TT

أكد نائب الرئيس اليمني والمرشح التوافقي للانتخابات الرئاسية المقبلة عبد ربه منصور هادي، المضي في إجراءات عملية انتقال السلطة والانتخابات الرئاسية، وسط استمرار حركة التمرد العسكري في القوات الجوية التي يقودها الأخ غير الشقيق لعلي عبد الله صالح، في 3 مدن يمنية.

واجتمع هادي المخول صلاحيات رئيس الجمهورية بموجب المبادرة الخليجية، بسفراء الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي، وسفراء دول مجلس التعاون الخليجي، لإطلاعهم على سير تنفيذ المبادرة الخليجية وآليتها المزمنة وقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2014. وقال هادي إن «اليمن يسير في الاتجاه الصحيح ليوم 21 فبراير (شباط) موعد الانتخابات الرئاسية، وبناء الدولة المدنية الحديثة، وإجراء الإصلاحات بكل الاتجاهات»، مؤكدا أهمية أن «نثبت للعالم أننا قادرون على مواجهة المصاعب والتحديات، والعمل بكل جد وإخلاص من أجل أمن واستقرار ووحدة الوطن بكل السبل المطلقة». في حين أكد سفير السعودية في صنعاء علي بن محمد الحمدان أن مجلس التعاون الخليجي وفي المقدمة السعودية تنظر إلى أمن واستقرار ووحدة اليمن بوصفها مسألة ذات أهمية استراتيجية للسعودية والمنطقة كلها، منوها بأن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز أكد لدى استقباله رئيس الوزراء محمد سالم باسندوة الدعم القوى من أجل خروج اليمن من الظروف الراهنة والولوج إلى الانتخابات الرئاسية والمرحلة الانتقالية المقبلة بكل استحقاقاتها المطلوبة.

وعلى الصعيد الأمني، شهدت معسكرات تابعة للقوات الجوية والدفاع الجوي التي يقودها اللواء محمد صالح الأحمر الأخ غير الشقيق لصالح، احتجاجات واسعة في كل من صنعاء، وتعز، ولحج، وعدن، واعتصم المئات من ضباط وجنود القوات الجوية أمام منزل نائب الرئيس عبد ربه منصور هادي للمطالبة بإقالة اللواء الأحمر، فيما شهدت القاعدة الجوية القريبة من مطار صنعاء تشديدات أمنية وحصارا من قبل قوات تتبع الحرس الخاص والحرس الجمهوري والأمن المركزي، لمنع منتسبي «الجوية» من الخروج من القاعدة. وقال مصدر عسكري إن «الشرطة الجوية الموالية للواء الأحمر اعتدت على عدد من الضباط والجنود، واعتقلت عددا منهم وأرسلتهم إلى جهاز الأمن القومي الذي يقوده نجل الشقيق الآخر لصالح العميد عمار محمد عبد الله صالح». وفي تعز جنوب صنعاء، هاجمت قوات من الحرس الجمهوري قاعدة طارق الجوية التي يطالب منتسبوها بتغيير قيادتها، وأوضح المصدر العسكري أن «قوات الحرس اقتحمت القاعدة، فجر أمس بالدبابات والمصفحات، واعتقلوا أكثر من 17 شخصا من منتسبيها واحتلوا المواقع المطلة على القاعدة». في حين شهدت قاعدة العند الجوية شللا تاما في جميع ألويتها وحركتها، احتجاجا على ما تعرض له زملاؤهم في صنعاء وتعز، ومطالبين بتغيير اللواء الأحمر، بحسب مصدر عسكري هناك. وفي هذا الصدد، قال الناطق الرسمي باسم اللجنة العسكرية المعنية بتوحيد الجيش اللواء علي عبيد إن اللجنة ستناقش مع ممثلين عن المحتجين من القوات الجوية، أوضاعهم ومطالبهم، وأكد في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: «اللجنة ستجتمع معهم اليوم، وستتخذ الإجراءات بما في ذلك موضوع المعتقلين والموقوفين».

في سياق آخر، أمرت اللجنة العسكرية جميع الوحدات العسكرية والأمنية والجهات المعنية الأخرى في جميع المحافظات بإطلاق سراح كل المحتجزين والموقوفين لديها على ذمة الأحداث التي مرت بها البلاد خلال العام الماضي. وكشف الناطق الرسمي باسم اللجنة العسكرية اللواء علي سعيد عبيد عن إنجاز أكثر من 45 في المائة من مهامها الخاصة بإزالة المظاهر المسلحة من صنعاء والمدن الأخرى. وقال عبيد لـ«الشرق الأوسط»: «اللجنة ستبدأ اليوم أو غدا في إزالة المظاهر المسلحة في حي صوفان بصنعاء»، وهو الحي الذي شهد أعنف المواجهات بين مسلحي الزعيم القبلي صادق الأحمر وقوات الحرس الجمهوري والمسلحين القبليين الموالين للرئيس المنتهية ولايته علي عبد الله صالح. وأكد عبيد: «هيكلة الجيش والأمن من أهم المراحل التي تنتظر اللجنة في المرحلة الثانية من عملها»، وقال: «هي مرحلة حاسمة ومهمة، وسيتم البدء فيها بعد إجراء الانتخابات الرئاسية، وستعمل على توحيد الوحدات العسكرية والأمنية ومعالجة أوضاعها بشكل صحيح».