الرئيس اليمني من عمان إلى أميركا

واشنطن: تأشيرة صالح للعلاج ولفترة محدودة

TT

غادر الرئيس اليمني علي عبد الله صالح، أمس، العاصمة العمانية مسقط باتجاه الولايات المتحدة، حسبما أفادت وكالة الأنباء اليمنية الاثنين.

وكان صالح وصل مساء الأحد إلى المطار السلطاني الخاص في مسقط بعيد إلقائه خطابا في صنعاء طلب فيه الصفح من الشعب اليمني، وأكد فيه أنه سيتوجه إلى الولايات المتحدة للعلاج، واعدا بالعودة إلى بلاده لقيادة حزب المؤتمر الشعبي العام. وذكرت وكالة الأنباء اليمنية أن صالح «توجه إلى الولايات المتحدة لاستكمال ما تبقى من العلاج جراء الإصابات التي تعرض لها في الاعتداء الإجرامي الآثم على جامع دار الرئاسة». وأشارت إلى أن صالح استقل طائرة رئاسية ترافقها طائرة رئاسية أخرى. ولم تشهد العاصمة اليمنية احتفالات بخروج صالح من البلاد. وقال وليد العماري، وهو من قياديي الشباب المحتجين في صنعاء: «لا نستبق الأمور... سنبقى في الساحات ويوم 21 فبراير (شباط) سيحدد مستقبل اليمن»، في إشارة إلى موعد إجراء الانتخابات الرئاسية المبكرة التي يفترض أن ينتخب فيها نائب الرئيس عبد ربه منصور هادي رئيسا للبلاد. وقال العماري: «لن نحتفل إلا عند محاكمة صالح». من جهته، أفاد مصدر مطلع مقرب من الرئاسة بأن «صالح سافر مع أولاده الصغار الخمسة وزوجته»، كما أن نجله الأكبر أحمد كان موجودا منذ أيام في مسقط لترتيب زيارته القصيرة. وكان صالح وقع في نوفمبر (تشرين الثاني) اتفاق المبادرة الخليجية لانتقال السلطة الذي ينص على تسليم سلطاته لنائبه، كما حصل السبت على حصانة كاملة في مجلس النواب بموجب هذا الاتفاق.

وبعد تردد أكثر من شهر، وافقت الحكومة الأميركية على منح الرئيس اليمني المستقيل علي عبد الله صالح تأشيرة دخول، بشرطين: أن يكون للعلاج فقط، وأن يكون لفترة زمنية محددة. في الأسبوع الماضي، نفى البيت الأبيض أخبارا بأن جون برينان، مستشار الرئيس أوباما لمحاربة الإرهاب، أجرى اتصالات مع عدة دول خلال الأسابيع القليلة الماضية لإيواء صالح. وكرر البيت الأبيض القول إنه لم يُصدر قرارا في الموضوع. وقال جاي غارني، المتحدث باسم البيت الأبيض: «لا نعرف أي شيء عن هذا الموضوع. رأينا لم يتغير، وهو أن أهم شيء بالنسبة لنا هو تحقيق مرحلة انتقالية سلمية، ومساعدة اليمنيين لإجراء انتخابات رئاسية في فبراير، لتفتح الانتخابات صفحة جديدة في تاريخ اليمن». وأضاف في مؤتمره الصحافي اليومي: «تسألونني كثيرا عن تأشيرة الدخول لصالح. لم يتغير موقفنا، لكن أهم من تأشيرة الدخول هو انتقال اليمن السلمي نحو الديمقراطية والازدهار». وأمس، أصدرت الخارجية الأميركية البيان القصير الآتي: «تمت الموافقة على طلب علي عبد الله صالح (من دون «رئيس») للسفر إلى الولايات المتحدة لتلقي العلاج الطبي. وكما أشرنا من قبل، فإن الغرض الوحيد من هذا السفر هو العلاج الطبي. نتوقع أنه سيبقى لفترة زمنية محدودة هي مدة هذا العلاج. وينبغي توجيه أسئلة محددة بشأن خطة السفر إلى الحكومة اليمنية».

وكان مصدر في الخارجية الأميركية قال لـ«الشرق الأوسط» قبل 10 أيام، إن طلب الرئيس صالح للحصول على تأشيرة دخول للولايات المتحدة لا يزال موجودا في السفارة الأميركية في صنعاء. وإن على صالح، «إذا كان جادا في أنه لا يريد أن يأتي إلى هنا»، أن يسحب الطلب. وأضاف المصدر: «منذ فترة طويلة، أعلنا أننا لا نثق في الرئيس صالح.. وسجله مليء بأنه سيستقيل من الرئاسة أو لا يستقيل، وبأنه سيعود إلى صنعاء من الرياض (حيث كان يتلقى العلاج)، أو لا يعود، والآن، أنه سيأتي إلى هنا أو لا يأتي. أو سيأتي للعلاج أو للراحة». وأشار المصدر إلى تصريح كانت أدلت به فيكتوريا نولاند، المتحدثة باسم الخارجية الأميركية، قالت فيه: «نحن لم نتخذ قرارا بقبول طلب التأشيرة أو عدم قبوله، لكن الرئيس صالح يحتاج إلى التنحي جانبا، والسماح للعملية السياسية بالمضي قدما نحو ما اتفق عليه». وقالت: «بصراحة، لا أريد التحدث عن خطط سفر صالح بطريقة أو أخرى». وقالت إنه لا يهم الحكومة الأميركية أن يسافر صالح إلى أميركا أو أي دولة أخرى، وإذا كان سيسافر أو لا يسافر، وقالت إن الشيء المهم هو «تنفيذ العملية الديمقراطية»، سافر صالح أو لم يسافر.